سلي عن مقامي يا ابنة الفهم والدين

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سلي عن مقامي يا ابنة الفهم والدين لـ ميخائيل خير الله ويردي

اقتباس من قصيدة سلي عن مقامي يا ابنة الفهم والدين لـ ميخائيل خير الله ويردي

سَلي عَن مَقامي يا ابنَةَ الفَهمِ وَالدّينِ

حَكيماً يُدانيني وَنِدّاً يُساميني

وَسيري تَظَلّي في الفُؤادِ مُقيمَةً

فَلَستُ بِساليكِ وِنِدّاً يُساميني

وَقَد قيلَ إِنَّ النَّأيَ لَيسَ بِمانِعٍ

نَسيمَ الصَّبا عَن حَملِ رَياًّ الرَّياحينِ

فَأرسَلتُهُ يُهدي إِلَيكِ تَحيتَّي

فَرَدَّ الصَّدى عَنكِ انتَظرِني إلى حينِ

فَبِتُّ عَلَى نارِ انتِظارٍ مُعَلِّلاً

فؤادي لِمَرآكِ بِشِعرٍ وَتَلحينِ

وَعُدتِ إِلى زَهرِ الرُّبى في اكتِمالِهِ

وَقَد هاجَهُ مَسُّ الهَوى كَابنِ عِشرينِ

وَما كانَ قَلبي غَيرَ زَهرٍ عَرَفتِهِ

تَناثَرَ عِندَ الفَجرِ بَينَ الأفانينِ

فَرُدِّي لَهُ شَيئاً مِنَ الزَّهوِ والهُدى

وَلَو بِقَليلٍ مِن رُؤى الوَحيِ مُدّيني

فَأَمنَحَ فَنّي وَهوَ هَيمانُ مُدنِفٌ

حَياةً فَيغدو كَالنَّسيمِ وَيُحييني

وَمِثلَكِ يَدري بَعضَ ما قَد لَقيتُهُ

فَكُلُّ حَسودٍ بِالمَكائِدِ يَجزيني

وَهَل يَحجُبُ الشَّمسَ المُنيرَةَ حاسِدٌ

وَهَل تَحمَدُ الغِربانُ صَوتَ الحَساسينِ

أُعَلِّلُ نَفسي بِانتِصارٍ كَمُنشِدٍ

يُغنّي الوَرى الأَلحانَ بين الطَّواحينِ

وَأشعُرُ أَنِّي بِالخُلودِ مُكافَأٌ

وَإِن ذُقتُ في لدُّنيا عَذابَ المَساجينِ

ومَن كانَ نَورُ الفَنِّ ناشِرَ ذِكرِهِ

يَطَأ في ظِلالٍِ المَوت شَرِّ الثَّعابينِ

وَلَستُ مَلولاً مِن عَظيمِ مَتاعِبي

وَلكِن مِنَ النُّكرانِ في عالَمِ الطّينِ

فَياوَيحَهُم وَالجَهلُ يَغشى عُولَهُم

مَتى أَدركوا جُهدي وَعَدُّوا قَرابيني

لَقَد رُمتُ لِلدُّنيا سَلاما وَغِبطَةً

وَجِئتُ بِآراءٍ كَزَهرِ البَساتينِ

فَصاحَ العِدى ضَلَّ السَّبيلَ وَأَطرَقوا

حَيارى بِخَمَّارٍ طِلى الفِكرِ يَسقيني

وَلَم يَتبَعوني بَل مَضَوا في سَبيلِهِم

وَراحَت فَعالي كَالضَّحايا تُناجيني

وَلَستُ بِمَن يَدعو لِحِزبٍوَمَذهَبٍ

فَرَأيي عَنِ التَّفريقِ وَالهَذرِ يُقصيني

وَوَحدَةُ رّبِّي وَحَّدَت كُلَّ صورَةٍ

وَما الجامِعُ الأَعلى سِوى الحُبِّ وَالّلينِ

دَعوتُ إِلى العَدلِ المُبينِ فَراعَهُم

نِدائي كَأَنّي مِن لُيوثِ المَيادينِ

وَقُلتُ غَدا اللإنسانُ نعَبداً لِمالِهِ

وَبَينَ الغِنى وَالفَقرِ حَدٌّ فَيَكفيني

وَلَيسَت فُضولُ المالِ غَيرَ خَزائنٍ

مُلِئنَ دِماءً من جِراحِ المَساكينِ

فأَمسى عَبيدُ المالِ في الأرضِ سادَةً

لِهَتكِ كَرامات وفَرضِ قوانينِ

فَأَينَ التَّساوي بِالحُقوقِ وَبعضُنا

تَمَنّي لِفَرطِ الفَقرِ عَيشَ البَراذينِ

وَمَن باعَ وِجداناً بِمالٍ فَهالِكٌ

كَذي جِنَّةٍ يَلهو بِصُحبَةِ تِنّينِ

أقولُ لِقَلبي وَالأَحاديثُ جَمَّةٌ

وَحَولي مِنَ الإِخوانِ بَعضُ المَيامين

كَأَنَّكَ في دارِ العَجائبِ قابعٌ

فَعُرجٌ وَعُميانٌ غَدَوا كَالسَّلاطينِ

وقَد عَمَّهُم هَرجٌ وَمَرجٌ فأَصبَحوا

كَسِربِ زَنابيرٍ سَطا كَالشَّواهينِ

وَلَيسَ مُقامُ الجَهبَذِ الفَردِ بَينَهُم

بِأَسعَدَ مِن سُقراطَ بَينَ المَجانينِ

سَئِمتُكِ داراً أَنبَتَت كُلَّ غُصَّةٍ

فَإِن تَنجُ مِن دَرسٍ أَتَتكَ بِتَمرينِ

وَما عَبقَريُّ القَومِ إِلاّ كَشُعلَةٍ

بِهَيكَلِ فَنٍّ بَينَ وَردٍ وَنِسرينِ

أَرادَ بِهِ الرَّحمنُ إِعلاءَ أُمَّةٍ

وَعَوَّذَهُ مِن كَيدِ أَدهى الشَّياطينِ

فَمّدَّ عَلَى الدُّنيا ظِلالاً نَدِيَّةً

وَقالَ هُدى رَبّي إِلى الخَيرِ يَهديني

أَنا السّابِقُ الآتي بِكُلِّ غَريبَةٍ

وَما زُهدُ قَومي بِالمَآثِرِ يَثنيني

سَيَرفَعُ فَنّي الشَّرقَ فَالفَنُّ قائِدٌ

وَساحاتُهُ دُنيا الأُباةِ العَرانينِ

فَتِلكَ بِلادُ الفِكرِ عَزَّ حَبيبُها

تُذيعُ جِهادي في البَرايا وَتُعليني

عَمِلتُ لِمَجدِ اللهِ بَينَ عِبادِهِ

فَعِزَّتُهُ مِن سُدَّةِ المضجدِ تُدنيني

وَسِرتُ بِأَحلامي كَنَجمٍ مُغَرِّبٍ

أُواكِبُ حُسناً في الأعالي يُرَوِّيني

وَلَستُ إِلى دُنيا الأًماني بِعائِدٍ

فَكَرُّ اللَّيالي بِالتَّصَوُّفِ يُغريني

وَقَد عُدتِ أَنتِ الآنَ أَمَّا أَنا فَلَن

أَعودَ إلى الأوهامِ فَالفَنُّ يُغنيني

وَما كُلُّ ذِكرى تَملأُ القَلبَ بَهجَةً

وَلا كُلُّ شادٍ بِابنِ فَنٍّ فَيُرضيني

وَمَن عَدَّ أَخطاءَ الوَرى ضاقَ ذَرعُهُ

هَدى اللهُ غِرّاً بِالَّذي فيهِ يرميني

فَأَعجَبُ شَيءٍ في حَياتي رَأَيتُهُ

حَنينٌ بِلا حُبٍّ وَحُبٌّ بِتَمنينِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة سلي عن مقامي يا ابنة الفهم والدين

قصيدة سلي عن مقامي يا ابنة الفهم والدين لـ ميخائيل خير الله ويردي وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن ميخائيل خير الله ويردي

ميخائيل بن خليل ميخائيل الله ويردي. أديب وشاعر سوري ولد ونشأ في دمشق درس المحاسبة، وعمل في بعض محاكم دمشق، درس الموسيقى وأتقن فن التصوير الشمسي وتعلم الإنكليزية والفرنسية، بدأ العمل بالتجارة سنة 1930 مع أخيه سمعان، ساهم بتأسيس النادي الأدبي والنادي الموسيقي السوري (1922 - 1932) رُشح كتابه (فلسفة الموسيقى الشرقية) لجائزة نوبل في 23 / 2 / 1951م. توفي والده سنة 1945م وكان يتقن التركية واليونانية والروسية وكان خبيراً بالتربية والتعليم وتوفيت والدته مريم نقولا عطا الله 1916م. طبع ديوانه (زهر الربى) سنة 1954 بعد أن زار مسجد محمد علي بالقاهرة 1946م وأعجب بالفنون الاسلامية وقصيدة نهج البردة.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي