قيدت من حوج الحياة بأدهم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قيدت من حوج الحياة بأدهم لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة قيدت من حوج الحياة بأدهم لـ جميل صدقي الزهاوي

قُيدتَ من حوج الحَياة بأدهمِ

وَطرحت في درج القضاء المبرمِ

لا بد من حتف يزورك آخِراً

والأهل حولك قائلون لك اسلَم

سلَّمت أنك بالثراء ممتع

لكن بقاؤك فيهِ غير مسلم

لك من قصورك في اليفاع منازِل

وَالقبر آخر منزل لك فاِعلَم

لك أُسوة بالسابقيك إِلى الرَدى

ما أَنتَ وحدك فيه بالمتهدم

درجوا إلى أجداثهم فاليوم هم

جثث هنالك باليات الأعظم

كانت لهم هذي البقاع منازلا

فيما تصرم من زمان أقدم

ذهبوا وخلفت المنازل بعدهم

وكذا المنازل بعدهم لم تسلم

فاليوم من تلك المنازل لا ترى

إلا طلولاً دراسات الأرسم

لك في الرجاء إذا أردت تشبُّثاً

حبل مَتى تمسك به يتجذَّم

إِنّا مِن الدنيا بمنزل محنة

يَبكي الحكيم به عَلى المتبسم

يا أَيُّها العيش المقدَّر أَنتَ لي

سم وَقَد يَحلو مذاقك في فَمي

صور الحياة بأرضنا معروفة

لكنها ماذا بباقي الأنجم

قالوا الحياة هناك تشبه ما هنا

فأجبت هذا الرأي ليس بمحكم

من أين نعرف أنها في غيرها

ليست بأسعد في المعاش وأنعمِ

ودّ ابن هذى الأرض من حرص به

لَو أَنَّه صعد السَماءَ بسلَّم

ساءَ الفَتى أَن قد أَقام ببقعة

لَيسَ الفَتى يَوماً بها بمكرم

لا تعرض الأم الحزينة لابنها

خدّاً على الأرزاء غير ملطم

ما زالَ منه الكف في صدر العدى

ليذودهم عَن حوضه المتثلم

وأجنَّه والهم ليل أليلٌ

قد شَفَّ عن أزمات يوم أيوم

ما في قوى الإنسان أَو تركيبه

شيء إِلى غير الطَبيعة ينتَمي

كل الَّذي يَرجو المؤمِّلُ ممكنٌ

إلا رجوع شبابه المتصرم

ذهب الصبا فمضى الحبيب ولم يكن

عهد الصبا بأعز منه وأكرم

قيل الحبيب مسائل عنا وذا

قول على جرحى العميق كمرهم

القلب حدثني بهِ ومن المنى

أن لا يكون حديثه بمرجَّم

كذب الفؤاد فما الحبيب بسائلٍ

عنا ولا بحديثنا متكلم

يا قلبُ أنت متيم بمليحة

ما أن يرق فؤادها لمتيم

ملكت مخلفةً قيادك في الهوى

وطلبت مرحمة ولما ترحم

يا قلبُ مالك آسفاً متلهفاً

إن لم تكن يا قلب بالمتندم

أتراه كيف أتى يعاتب قلبه

والقلب ينظر نظرة المسترجم

دعه يناج القلب منه إنه

متأَلم يشكو إلى متألم

مرّت نوار تميس في خطواتها

مع غادة بكر وأخرى أيِّم

ليست نوار كما نظن بخيلة

تقسو إذا مرّت على المتظلم

فقد اعترضتُ نوار عند مرورها

أشكو لها أوصاب قلبي المؤلمِ

سمحت نوارُ كما نروم بوقفةٍ

تصغى بها لشكاية من مغرم

إني عييت كما ترى بحضورها

يا دمع إنك أفصح فتكلم

فجرى أمام نوار دمعي ناطقا

وأطال في الشكوى ولم يتلعثم

كادت نوار ترق عند سماعها

لحديث دمعي عن أسايَ مترجم

لكنها من خوف تربيها أبت

نُطقاً فلم تسعف ولم تتبرَّم

لِلَّه عيشٌ قد تقلص ظله

من بعد مسعدتي به وتنعمي

أيام لا قلب الحبيب بمائل

عني ولا عهد الصبا بمذمم

ما دام ذاك العيش في معانه

إلا كلمح البرق للمتوسِّم

عندي عليه أسى كأن ظلامهُ

وقت الدجى ليل بليل يرتمي

وكأنما أملى المضئ خلاله

برق يلوح بعارض متجهِّم

أنوار أن الصب مات سروره

يوم الفراق فقلبه في مأتم

حسن الطبيعة ظاهر للعين في

روض بأزهار الربيع منمنم

وقساوة الإنسان يظهر قبحها

في حومة للحرب تصبغ بالدم

ما زالَ هَذا الكَون سِراً طاوياً

في نفسه لحقيقة لَم تفهم

وَالعَقل يخبط لاكتشاف سَبيله

في جوف لَيل للعماية مظلم

عُلمت من الأشياء فيه ظواهر

وَبواطِن الأشياء لمّا تعلم

تقف العقول إذا أردن تفهُّما

حيرى هناك أمام أمرٍ مبهم

شرح ومعاني كلمات قصيدة قيدت من حوج الحياة بأدهم

قصيدة قيدت من حوج الحياة بأدهم لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي