صرمت حبالك بعد وصلك زينب (عبد الله فريج)

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صرمت حبالك بعد وصلك زينب لـ عبد الله فريج

اقتباس من قصيدة صرمت حبالك بعد وصلك زينب (عبد الله فريج) لـ عبد الله فريج

صَرمت حِبالك بَعد وَصلِكَ زينَب

يا قَلب يَكفي في الهَوى تَتَعَذَّب

او كَيفَ تَرجو صَفو عَيش في الوَرى

وَالدَهر فيه تَصرم وَتقلب

نَشرت ذَوائِبُها الَّتي تَزهو بِها

وَالوَصل مِنها بِالدَلالِ مُحجَب

وَتلاعَبت مِنها اِفاعي صَدغِها

سوداً وَرَاسك كَالثَغامَة اشيَب

وَاِستَنفَرت لما رَأَتكَ وَطالَما

مِنها الهَوى لِصَميم قَلبِكَ يَخلَب

وَتَباعَدت عَنكَ الغَواني بَعد ما

كانَت تَحِنُّ اِلى لُقاكَ وَتَرغَب

فَدَع الصبا فَلَقَد عداكَ زَمانُه

اِذ كُنت فيهِ بِالمَلاهي تَطرَب

وَاجهَد مجدّاً في مَراضي خالِق

وَاِزهَد فَعمرك مر مِنهُ الا طيب

ذَهب الشَبابُ فَمالَهُ مِن عَودَة

وَرَجاؤُهُ لا شَكَّ بَرق خلب

وَمَضَت لَيالي الصَفوِ حال شَبيبَة

وَاتى المَشيبُ فَاِينَ مِنهُ المَهرَب

دَع عَنكَ ما قَد كانَ في زَمن الصِبا

حَيثُ التَصابي وَالفَتى يَتشبَّب

وَاِندَم عَلى اِفعالِ سوء تائِباً

وَاِندَب ذُنوبِك وَابكِها يا مُذنب

وَاِذكُر مُناقَشة الحِساب فَاِنَّهُ

لا دائه عَمّا قَليل تَغصب

وَاِعلَم يَقينا اِن كُل دَقيقَة

لا بُدَّ يُحصى ما جَنيت وَيُكتَب

لم يُنسِه الملكان حينَ نَسيتُهُ

كُلّا وَمِنهُ ذرة لا تُشطَب

قَد احصَياهُ وَاِنتَ عَنهُ غافِل

بَل اِثبَتاه وَأَنتَ لاهٍ تَلعَب

وَالروحُ فيكَ وَديعَة اودَعتها

اِتَظُنُّها يا غاوِياً لا تَطلب

لا وَالَّذي اِعطاكَها لا بُدَّ ما

سَتردها بِالرَغمِ عَنكَ وَتَسلَب

وَغرور دُنياكَ الَّتي تَسعى لَها

لَمع السَرابِ بِهِ يَلوحُ السَبسب

لَيسَ الاِقامَة في مَغانِها سِوى

دار حَقيقَتِها مَتاع يَذهَب

وَاللَيلُ فَاِعلَم وَالنَهارُ كِلاهُما

كَمَناجِل دوح الحَياةِ تَقضَب

بَل كُل ثانِيَة تَمُرُّ وَطرفَة

اِنفاسُنا فيها تعدُّ وَتحسَب

وَجَميع ما خلفته وَجَمَعتهُ

رُغما سَتَتركه وَدمعُك يَسكب

وَحُطامُ دُنياك الَّذي قَد حُزتُهُ

حَقّاً يَقيناً بَعد مَوتِكَ يُنهَب

تَبّاً لِدار لا يَدومُ نَعيمُها

ابداً وَلا الاِكدارُ عَنها تَغرب

فَزَهيدُها دونَ العِبادِ سَعيدُها

فَاِسمَع هَديت نَصيحَة اولاكها

مِن قَولِهِ عَن مَحض نُصح يعرب

وَاِسلُك بِهِ سُبل الرَشاد فانَّهُ

بِرٌّ نَصوح لِلاِنامِ مُجرب

صحب الزَمان وَاِهلِهِ مُستَبصِراً

لَم يَلق فيهِم من لصدق يَدأَب

ذو فِطنَة نَقداً بِها اِختبر الوَرى

وَرأى الاِمور بِما يَؤوب وَيعقب

لا تَأمن الدَهر الخَؤون فَاِنَّهُ

لِذَوي النهى لا زالَ دَوماً يحرب

وَبِحِكمه العاتي وَشِدَّة صَرفِه

ما ذال قُدما لِلرِّجالِ يؤَدب

وَحَوادِث الاِيّامِ في غصاتِها

ظُلماً عَلى خَير الملا تَتغلَّب

وَطَوارِق الحدثان فينا كَم لَها

غصص يذل لَها الاعز الاِنجَبُ

فَعَلَيكَ تَقوى اللَه فَاِلزَمها تَفُز

بِعِنايَة يَعنو لَها المُستَصعَب

اِو عِش تَقيّاً ان اِرَدت مَهابَةً

اِن التَقِيَّ هُوَ العَزيز الاهيَب

وَاِعمَل بِطاعَتِهِ تَنَل مِنهُ الرِضا

فَهوَ الكَريمُ وَفَضلُهُ لا يَنضَب

اِفلا تَرى في العالَمين جَميعها

اِن المُطيع لَهُ لَدَيهِ يَقرب

وَاِقنَع فَفي القَناعَة راحَة

وَلاِهلِها نَيل العُلا تَستَوجِب

فَالاِقتِناع بِقِسمَة خَير الغِنى

وَالياس عَمّا فاتَ فَهوَ المطلَب

فَإِذا طَمعت كُسيت ثَوب مَذَلَّة

بَل بِتَّ في شَر العنا تَتَقَلَّب

وَالذُل في طَمع فَلا تَعبَأ بِهِ

فَقَد اِكتَسى ثَوبَ المَزلَّة اِشعَب

وَابدَأ عَدوك بِالتَحِيَّة وَلتَكُن

لَهُ مِنكَ كُل بَشاشَة وَتَرحَب

وَاِخشَ اصطِناعاً مِن مَكائِدِهِ وَكُن

مِنهُ زَمانَك خائِفاً تَتَرَقَّب

وَاِحذَره اِن لاقَيته مُتَبَسِّماً

وَلك الحَشا مِنهُ فخاخا يَنصَب

هذا وَاِيّاكَ الغرور ببشه

فَاللَيثُ يَبدو نابَه اِذ يَغضَب

اِن العدو وَاِن تقادم عَهدهُ

فَالغَيظُ فيهِ كامِن مُتنقب

يَرنو اِلَيكَ بِعَين وُد اِنَّما

فَالحِقدُ باقٍ في الصُدورِ مغيب

وَاِذا الصَديقُ رَأَيته مُتَمَلِّقاً

وَاِلَيكَ في مَدحٍ يُطيلُ وَيسهَب

فَاِصرم حبال الوُدِّ عَنهُ مُعرِضاً

فَهو العَدُوُّ وَحقه يَتَجَنَّب

لا خَير في وُد امرءٍ مُلتملق

وَلِمأرب مِنكَ الخَطا يَسَتوصِب

عِندَ اللقا تَلقاهُ خِلّاً صادِقاً

حُلو اللِسانِ وَقَلبه يَتَلَهَّب

يَلقاكَ يَحلف اِنَّهُ بِكَ واثِق

لِمَنافِع احرازها يَتَطَلَّب

في مَحضَر يُبدي اِلَيكَ تَعطفاً

فَاِذا تَوارى عَنكَ فَهو العَقرَب

يُعطيكَ من طَرف اللِسانِ حَلاوَةً

فَاِلَيكَ يَحلو في اخاه المَشرَب

وَاِذا اِلَيهِ اِحتجت يوليكَ الجَفا

وَيَروغُ مِنكَ كَما يَروغُ الثَعلَب

وَصلِ الكِرام وَان جفوك بِهفوة

فَعَلى الصَديق بِهَفوة لا يَعتَب

وَاِصلح اذا لاقيت مِنهُم جفوة

فَالصَفح عَنهُم بِالتَجاوُز أَصوَب

وَاِختَر قَرينَك وَاِصطَنِعه مَفاخِرا

فيهِ اِلَيكَ يَضوع ذِكر طيب

وَاِعدل عَن النَذل الدَنِيِّ وَوده

ان القَرين اِلى المقارِن يُنسَب

أَما الغَنِيُّ من الرِجالِ مُكرَم

وَفعالهُ تَرضي العباد وَتَعجَب

يَصغى اِلَيهِ وَان تحدث بِالخَطا

وَتَراهُ يَرجى ما لَدَيهِ وَيَرهَب

وَيبش بِالتَرحيب عِندَ قُدومِهِ

وَاِذا مَشى فَالناس مَعه موكب

في أي نادٍ حلَّ فَهوَ مُعظَم

وَيُقام عِندَ سَلامه وَيَرحب

وَالفَقرُ شين لِلرِّجالِ فَاِنَّهُ

يَأتي لَهُم بِالاِحتِقارِ وَيَجذَب

اتعس بِهِ من صاحِب وَمَرافِق

حَقّاً يَهون بِهِ الشَريف الاِنسَب

وَاخفِض جَناحك لِلاقارِب كُلُّهُم

بِخَلائِق حُسنى تَرق وَتَعذَب

وَاِطلُب رِضا أَهل الحَجا وَذَوي النهى

بِتَلَطُّف وَاِسمَح لَهُم ان اِذنَبوا

وَذرِ الكَذوب فَلا يَكُن لَك صاحِباً

مَهما يُريكَ من المَديحِ وَيَطنَب

فَاِبعد اِذاً عَن وُدِّهِ مُتَجَنِّباً

اِن الكَذوبَ يَشين خِلّاً يَصحَب

وَزن الكَلام اِذا نَطَقت وَلا تَكُن

مُتَكَلِّماً من قبل ما تَستَجوِب

وَباي قَوم ان حلَلت فَلا تَكُن

ثَرثارَة في كُل نادٍ تَخطب

وَاِحفَظ لِسانَك وَاِحتَرِز مِن لَفظِهِ

حَتّى تَقولُ الناس ذاكَ مُهذَّب

وَاِضبِطه لا تَرخِ العَنان لَهُ المَدى

فَالمَرءُ يَسلَم بِاللِسانِ وَيَعطَب

وَكَذاكَ سِر المَرءِ اِن لَم يَطوِه

وَيَدعه في اِحشائِهِ يَتَسَرَّب

لا يَعتَبنَّ عَلى المَلا يَوماً اِذا

نَشَرتَه أَلسِنَة تَزيد وَتَكذِب

لا تَحرِصَنَّ فَالحِرصُ لَيسَ بِزائِد

في ما اِلَيكَ مِنَ الكَريمِ مرتب

وَالبُخل لَيسَ يَزيدُ يَوماً ذرة

في الرِزقِ يَشقى الحَريص وَيَتعَب

وَيَظَلُّ مَلهوفاً يَرومُ تَحَيُّلاً

وَلاِختِلاس دائِماً يَتَأَهَّب

وَبِكُل مَكر يَستَعين وَحيلَة

وَالرِزق لَيسَ بِحيلَة يَستَجلِب

كَم عاجِز في الناسِ يَأتي رِزقَه

من دونَ ما يَشقى وَلا يَتَوصب

وَبِصَفو عَيش لا يَزالُ مُمتِعاً

رَغداً وَيحرم كَيِّسٌ وَيَخيب

وَاِرع الاِمانَة وَالخِيانَة فَاِجتَنِب

اِن الخَؤون بشره مُتَعرقب

وَاِذا تَوَلَّيت القَضا كن منصِفاً

وَاِعدل وَلا تَظلِم يَطيب المَكسَبُ

وَاِذا اِصابَك عارِض فَاِصبِر لَهُ

فَبِغَير صَبرٍ لا يَنالُ المارِب

وَاِذعَن لاِحكام القَضاءِ مُسلِماً

من ذا رَأَيت مُسلِما لا يَنكَب

وَاِذا رَميت من الزَمانِ بريبَة

كُن حازِماً لا خائِفاً يَتَرَيَّب

وَاِذا بَليت اِو التَقَيت كَريَهة

اِو نالَك الاِمرُ الاشِق الاِصعَب

فَاِضرَع لِرَبِّكَ اِنَّهُ ادنى لِمَن

ناجاهُ من كُل العِبادِ وَأَوجَب

بَل عِندَ ضيق في الرَدى اَدنى لِمَن

يَدعوهُ مِن حَبل الوَريدِ وَأَقرَب

كُن ما اِستَطَعت عَن الاِنامِ بِمَعزَل

مُتَيَقِّظاً من شَرِّهِم تَتَهَيَّب

وَاِختَر لِصحبَتِكَ القَليل مِن المَلا

اِن الكَثير من الوَرى لا يَصحَب

وَاِحذَر مُصاحَبَة اللَئيم فَاِنَّهُ

كَالقَحطِ في اِفعالِ خَير مُجدب

وَكَذا البَخيل فَلا تَصِله اِنَّهُ

يُعدي كَما يُعدي الصَحيحَ الاجرب

وَاِحذَر مِن المَظلوم سَهماً صائِباً

اِن قامَ يَدعو رَبَّهُ اِو يَندب

وَاِخش الدعا مِنهُ بِاِوقات الدُجى

وَاِعلَم بِان دُعاءه لا يحجب

وَاِذا رَاِيت الرِزق عز بِبَلدَة

وَالوَجه مِنهُ عابِس وَمُقطب

وَتَغَيَّرَت فيها الاِمورُ ضَنينَة

وَخَشيت فيها اِن يَضيق المَذهَب

فَاِرحَل فارِض اللّه واسِعَة الفَضا

وَالرِزق في الدُنيا لِمَن يَتَغَرَّب

وَاِجعَل لَكَ الاِقطارُ طُرّاً مَوطناً

طولاً وَعَرضاً شَرقها وَالمَغرِب

وَلَقَد نَصَحتك ان قَبلت نَصيحَتي

لاشَكَّ تَحظى بِالمَرامِ وَتَكسَب

فَاِقبَل وَخُذها من نصوح مخلص

فَالنُصح اِغلى ما يُباغ وَيوهب

شرح ومعاني كلمات قصيدة صرمت حبالك بعد وصلك زينب

قصيدة صرمت حبالك بعد وصلك زينب لـ عبد الله فريج وعدد أبياتها مائة و اثنان.

عن عبد الله فريج

عبد الله فريج أفندي. أحد أدباء وشعراء مصر في العصر الحديث اتقن الشعر بعد أن بلغ الأربعين من عمره. أهدى أشعاره صاحب السعادة: ادريس بك راغب وقد قال في مطلع ديوانه مادحاً له: لإدريس رب الفضل تحدى الركائب وتطوى على بعد الديار السباسبُ له أريج الازهار في محاسن الاشعار.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي