سايكولوجية قطة ...

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٤٢، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سايكولوجية قطة ... لـ نزار قباني

1
فيكِ كل طباع القطط المتوحشة
وعدوانية سمك القرش ..
ليس لك وطن نهائي ..
ولا رجل نهائي ..
شهواتك مؤقتة
وعشاقك مؤقتون
وإقامتك المعروفة
هي تحت معاطف الرجال ..
وفي غمائم التبغ ..
ورائحة القهوة ...
2
نهداك .. لا يعترفان بالجغرافيا ...
ولا يلتزمان بقواعد المرور ..
ليس من السهل تعليمك
لأن الريح لا تعلب .
ولا من الممكن اعتقال أنوثتك
لأن البرق .. لا يوضع في قارورة
لا تستقرين على غصن شجرة
ولا على ذراع رجل ..
تلهثين وراء كل القطارات
وليس لك أرصفة ..
وتبحرين على كل السفن ..
وليس لك موانئ ..
وتصاحبين قبائل من الرجال
ولكنهم في آخر الليل
ينامون في حقيبة يدكْ ..
3
لا أريد تحديد إقامتك
فصعب جداً ..
تحديد إقامة العصافير ..
ولا أرغب في رسم مساراتك
فنهداك يقتحمان البحر بلا بوصلة.
وعطرك يخترق رجولة الرجال
كأشعة اللايزر ...
4
لست بحاجة إلى معارفي
فأنت موسوعة عشق ...
ولست بحاجة إلى حكمتي
وأيديولوجياتي المسروقة من الكتب
إن جسدك يصنع قوانينه
كما يفرز الثدي حليبه ...
والنحلة عسلها ..
والقصيدة موسيقاها ...
5
لا أريدك أن تتخلي
عن شعرة واحدة من بوهيميتك
أو عن ظفر واحد ..
من أظافرك المتوحشة
لا أريدك أن تستبدلي جلدك
بجلد جديد ..
أو أن تتخلي عن فصيلة دمك
وفوضاك الرائعة ...
ففوضاك نظام ...
وجنونك ...
هو أرقى حالة من حالات العقل ...
6
إنني أقبلك كما انتِ ..
بخبثك ..
ومكرك ..
وبهلوانياتك ..
وتعدديتك ..
لن يفيد معك اللطف .. ولا العنف ...
ولا إصلاحيات الأحداث ..
فقد خلقك الله هكذا ...
وخلقك الشعر هكذا ...
وأية محاولة لقتلك
ستكون قتلاً للحرية
واغتيالاً للشعر ...
7
إرمي جميع كلماتي في البحر
وتصرفي بحماقة زلزال ..
فبين نهديك .. نيران اسبانية
لا أستطيع مقاومتها .
وبين شفتيك .. قبائل بدائية
لا أريد تحضيرها ..
وعلى حلمتيك .. كتابات سرياليه
لا قدرة لي على شرحها ..
وداخل سرتك .. آبار أرتوازيه
لا أريد اكتشافها ..
8
لستِ بحاجة إلى ثورتي
لتغيري هذا العالم ..
ولستِ بحاجة إلى شعري
لتغيري لونَ البحر ..
فمن أنوثتك يبدأ كل شيء.
وبأنوثتك ينتهي كل شيء ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي