الطابور

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٤:٤٢، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الطابور لـ نزار قباني

طالبت ببعض الشمس,
فقال رجال الشرطة:
قف – يا سيد- في الطابور
طالبت ببعض الحبر, لأكتب إسمي..
قالوا: إن الحبر قليلٌ…
فالزم دورك في الطابور
طالبت بأي كتابٍ أقرأ فيه..
فصاح قميصٌ كاكيٌ:
من كان يريد العلم..
فإن عليه, قراءة منشورات الحزب..
وأحكام الدستور..
طالبت بإذن حتى ألقى امرأتي
فأجابوني: إن لقاء المرأة صعبٌ..
وعلى العاشق,
أن لا ييأس من طول الطابور
طالبت بإذنٍ..
حتى أنجب ولداً..
قال نقيبٌ, وهو يقهقه:
إن النسل مهم جداً..
فلتستنظر, سنةً أخرى, في الطابور
طالبت برؤية وجه الله..
فصاح وكيلٌ من وكلاء الله..
(لماذا؟)
قلت: لأني إنسانٌ مقهور..
فأشار إلي بإصبعه
وفهمت بأن المقهورين
لهم أيضاً طابور…
*

يا ربي:
أرجو أن ألقاك.. ولكن لا تتركني
مثل كلاب الشارع, في الطابور
من يوم أتيت إلى الدنيا
وأنا مزروعٌ في الطابور
ساقاي تجمدتا في الثلج,
ونفسي كالورق المنثور
منتظرٌ وطناً.. لا يأتي
وشواطيء دافئةً.. وطيور..
لا أدري.. كيف أقول الشعر
فحيث ذهبت يلاحقني الساطور..
كل الأوراق مفخخةٌ..
كل الأقلام مفخخةٌ..
كل الأثداء مفخخةٌ…
وسرير الحب..
يريد جواز مرور…
*

يا ربي:
إن الأفق يضيق يضيق يضيق
وهذا الوطن القابع بين الماء.. وبين الماء..
حزينٌ كالسيف المكسور..
فإذا ودعنا كافوراً..
يأتينا.. أكثر من كافور..
*

يا ربي:
إن الأفق رماديٌ
وأنا أشتاق لقطرة نور
إن كنت تريد مساعدتي
يا ربي.. فاجعلني عصفور…

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي