تهويمات صوفية لتكوين امرأة

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٤:٤٢، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تهويمات صوفية لتكوين امرأة لـ نزار قباني

لو لم تكوني أنت في حياتي
كنت اخترعت امرأة مثلك ياحبيبتي
قامتها طويلة كالسيف
وعينها صافية …
مثل سماء الصيف
كنت رسمت وجهها على الورق
كنت حفرت صوتها على الورق
كنت جعلت نهدها
حمامة شامية
وشرفة بحرية
تلامس الماء ، ولا تخشى الغرق
كنت جعلت شعرها مزرعة من الحبق
وخصرها قصيدة
وثغرها كأس عرق
كنت اشتغلت ليلة بطولها
أصور ارتعاشة العقد
وموسيقى الحلق
لو لم تكوني في لوح القدر
لكنت كونتك ياحبيبتي
بصورة من الصور
كنت استعرت قطعة من القمر
وحفنة من صدف البحر … وأضواء السحر
كنت استعرت البحر … والمسافرين … والسفر
كنت اخترعت الغيم ياحبيبتي
- و من أجل عينيك – أنزلت المطر
لو لم تكوني أنت في حياتي
ماكان في الأرض هواء … أو مياه … أو شجر
ماكان في الأرض بشر
لو لم تكوني أنت ياحبيبتي … في الواقع
كنت اشتغلت أشهراً ….. وأشهراً
على الجبين الواسع …
وأشهراً .. وأشهراً
على الفم الرقيق والأصابع ..
كنت خلقت امرأة مثلك ياحبيبتي
شفافة اليدين
كنت على أهدابها … رميت نجمتين
كنت على سريرها أضأت شمعتين
لكن من مثلك ياحبيبتي …
أين تكون … أين ؟

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي