حين أحبكِ ...

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٤١، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حين أحبكِ ... لـ نزار قباني

يتغرُ - حين أحبكِ - شكلُ الكرة الأرضيهْ ..
تتلاقى طرقُ العالم فوق يديكِ .. وفوقَ يديهْ
يتغيرُ ترتيبُ الأفلاكْ
تتكاثرُ في البحر الأسماكْ
ويسافرُ قمرٌ في دورتيَ الدمويهْ
يتغيرُ شكلي :
أصبحُ شجراً .. أصبحُ مطراً ..
أصبحُ ضوءاً أسودَ , داخلَ عين ٍ إسبانيهْ ..
* * *
تتكونُ - حينَ أحبكِ - أودية ٌ وجبالْ
تزدادُ ولاداتُ الاطفالْ
تتشكلُ جزرٌ في عينيكِ خرافهْ ..
ويشاهدُ أهلُ الأرض ِ كواكبَ لم تخطرْ في بالْ
ويزيدُ الرزقُ , يزيدُ العشقُ , تزيدُ الكتبُ الشعريهْ ..
ويكونُ اللهُ سعيداً في حجرته القمريهْ ..
تتحضرُ - حينَ أحبكِ - آلافُ الكلماتْ
تتشكلُ لغة ٌ أخرى ..
مدنٌ أخرى ..
أممٌ أخرى ..
تـُسرعُ أنفاسُ الساعاتْ
ترتاحُ حروفُ العطف .. وتحبلُ تاءاتُ التأنيثِ ..
وينبتُ قمحٌ ما بين الصفحاتْ
وتجيءُ طيورٌ من عينيكِ .. وتحملُ أخباراً عسليهْ
وتجيءُ قوافلُ من نهديكِ .. وتحملُ أعشاباً هنديهْ
يتساقط ثمرُ المانغو .. تشتعلُ الغاباتْ
وتدق طبولٌ نوبيهْ ..
* * *
يمتليءُ البحرُ الأبيضُ - حينَ أحبكِ - أزهاراً حمراءُ
وتلوحُ بلادٌ فوق الماءْ
وتغيبُ بلادٌ تحت الماءْ
يتغيرُ جلدي ..
تخرجْ منهُ ثلاثُ حماماتٍ بيضاءْ
وثلاثُ ورودٍ جوريهْ
تكتشفُ الشمسُ أنوثتها ..
تضعُ الأقراطَ الذهبيهْ
ويهاجرُ كلُّ النحل إلى سُرتكِ المنسيهْ
وبشارع ما بين النهدينْ ..
تتجمعُ كلُّ المدينهْ ..
* * *
يستوطنُ حزن ٌ عباسيٌّ في عينيكِ ..
وتبكي مدنٌ شيعيهْ
وتلوحُ مآذنُ من ذهبٍ
وتضيءُ كشوفٌ صوفيهْ
وأنا الأشواقُ تحولني
نقشاً .. وزخارفَ كوفيهْ
أتمشى تحت جسور الشَعْر الأسودِ ,
أقرأ أشعاري الليليهْ
أتخيل جزراً دافئة ً
ومراكبَ صيدٍ وهميهْ
تحمل لي تبغاً ومحاراً .. من جزر الهند الشرقيهْ ..
* * *
يتخلصُ نهدكِ - حين أحبكِ - من عُقدتهِ النفسيهْ
يتحولُ برقاً . رعداً . سيفاً . عاصفة ً رمليهْ ..
تتظاهرُ - حينَ أحبكِ - كلُّ المدن ِ العربيهْ
تتظاهرُ ضد عصور القهر ِ ,
وضد عصور الثأر ِ ,
وضدَّ الأنظمة القبليهْ ..
وأنا أتظاهرُ - حينَ أحبكِ - ضد القبح ,
وضدَّ ملوكِ ملح ِ ,
وضدَّ مؤسسة الصحراءْ ..
ولسوفَ أظلُّ أحبكِ حتى يأتي زمنُ الماءْ ...
ولسوفَ أظلُّ أحبكِ حتى يأتي زمنُ الماءْ ...

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي