إن الأنوثة من علم ربي ..

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٤:٤١، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إن الأنوثة من علم ربي .. لـ نزار قباني

1
يذوب الحنانُ بعينيكِ مثلَ دوائر ماءْ
يذوبُ الزمانُ , المكانُ , الحقولُ , البيوتُ ,
البحارُ , المراكبُ ,
يسقطُ وجهي على الأرض مثلَ الإناءْ
وأحملُ وجهي المكسَّر بين يديَّ ..
وأحلمُ بامرأةٍ تشتريهِ ..
ولكنَّ من يشترونَ الأواني القديمة َ , قد أخبروني
بأنَ الوجوهَ الحزينة َ لا تشتريها النساءْ
* * *
2
وصلنا إلى نقطة الصفر ِ ..
ماذا أقولُ ؟ وماذا تقولينَ ؟
كلُّ المواضيع صارتْ سواءَ ..
وصارَ الوراءُ أماماً ..
وصار الأمامُ وراءْ ..
وصلنا إلى ذروة اليأس .. حيث السماءُ رصاصٌ ..
وحيثُ العناقُ قصاصٌ ..
وحيثُ ممارسة ُ الجنس , أقسى جزاءْ ..
* * *
3
تـُحبين .. أو لا تحبينَ ..
إنَّ القضية َ تعنيكِ أنتِ على أيّ حالْ
فلستُ أجيدُ القراءة َ في شفتيكِ ..
لكي أتنبأ في أيّ وقتٍ ..
سينفجرُ الماءُ تحت الرمالْ
وفي أيّ شهر ٍ تكونينَ أكثرَ عُشباً ..
وأكثرَ خصباً ..
وفي أيّ يوم ٍ تكونينَ قابلة ً للوصالْ
* * *
4
تريدينَ .. أو لا تريدينَ ..
إنّ الأنوثة َ من علم ربي ..
ولو كنتُ أملكُ خارطة َ الطقس ,
كنتُ قرأتكِ سطراً .. فسطراً
وبراً .. وبحراً ..
ونهداً .. وخصراً ..
وكنتُ تأكدتُ من أي صوب ٍ .
تهبُّ رياح الجنوب ِ ,
ومن أيّ صوبٍ , تهب رياحُ الشمالْ
وكنتُ اكتشفتُ طريقي
إلى جزر التبغ , والشاي , والبرتقالْ ..
* * *
تحبينَ .. أو لا تحبينَ ..
إنّ السنسنَ , الشهورَ , الأسابيعَ ,
تمرقُ كالرمل من راحتينا ..
أحاولُ تفسيرَ هذا التشابه في الحزن ِ في نظريتنا ..
أحاولُ تفسيرَ هذا الخرابِ ..
الذي يتراكمُ شيئاً .. فشيئاً على شفتينا ..
أحاولُ أن أتذكرَ عصرَ الكلام الجميلْ
وعصرَ المياهِ وعصرَ النخيلْ
أحاولُ ترميمَ حبكِ .. رغمَ اقتناعي
بأنَّ التصاقَ الزجاج ِ المكسّر ِ ضربٌ من المستحيلْ ..
* * *
تجيئينَ .. أو لا تجيئينَ ..
إنّ القضية َ لا تستحقُّ الوقوفَ لديها طويلاً ..
ولا تستحق الغضبْ ..
لقد أصبحَ الماءُ مثلَ الخشبْ
لقد أصبحَ الماءُ مثلَ الخشبْ
وكلُّ النساء دخلنَ حياتي
أتينَ .. ورحنَ .. بغير سببْ !!

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي