10 رسائل إلى سيدة في الأربعين..

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة 10 رسائل إلى سيدة في الأربعين.. لـ نزار قباني

1
إذا ما وصلت إلى عامك الأربعين
ستفتقدين جنوني
وتفتقدين الرحيل معي في قطار الجنون
وتفتقدين الجلوس معي في مقاهي الجنون
وتفتقدين تراث النبيذ الفرنسي
وتفتقدين فتافيت خبز الباغيت
وتفتقدين فنادقنا في بلاد الحنين
وتسترجعين ملامح وجهي
ولكن… من الصعب أن تستعيدي جنوني

2
وفي الأربعين
ستفتقدين كلاما جميلا
من الصعب أن يستعاد
وركنا صغيرا بصدري
من الصعب أن يستعاد
وتفتقدين سريرا وثيرا من الكلمات
وقصرا عظيما من المفردات
وتفتقدين طموح خيالي
وعصف جنوني
أنا من كتبتك في دفتر الشعر والياسمين

3
وفي الأربعين
ستفتقدين حماس يديا
ونار الرجولة في شفتيا
وسوف يدور الزمان عليك
كما سيدور عليا
وسوف تقولين في ذات يوم حزين
سلام على الحب
يوم يعيش
ويوم يموت
ويوم يبعث حيا

4
وفي الأربعين
ستندهشين أمام المرايا
وتفتقدين مكان فمي
ومكان جبيني
وتفتقدين ذراعي
وتفتقدين اندفاعي
وتفتقدين الرخام المليس
الذي صقلته عيـوني

5
وفي الأربعين
سيدخل نهداك فصل الغياب
ويمضي حمام
ويسقط ريش
وتبكي قباب
وفي الأربعين ستنتظرين قصيدة شعر
مخبأة في كتاب
وتنتظرين حصان الحبيب الذي لن يجئ
وتكتشفين …
بأن جميع الرجال سراب

6
وفي الأربعين
سيصبح عمرك نثرا
ويصبح صدرك نثرا
ويصبح خصرك نثرا
وتسترجعين رسائل حبي إليك
نشيدا نشيدا
وسطرا فسطرا
أنا من جعلتك
دون جميع الجميلات
شهدا مصفى
وشعرا

7
سيملأ ثلجك في الأربعين البراري
وتفتقدين نبيذي
وتفتقدين روائح تبغي
وتفتقدين حواري
وتنتظرين الذي لا يجئ
وتنتظرين انتظاري

8
وأعرف أنك في الأربعين
ستقطع عنك مياه المطر
وأعرف أنك في آخر الشهر
سوف تكونين حقلا بغير ثمر
وأنك في آخر الليل
سوف تكونين ليلا بغير قمر …
وأنك سوف تجوبين كل مقاهي الرصيف
بغير جواز سفر

9
وفي الأربعين
ستفتقدين مرافئ صدري
ورائحة الملح تحت ثيابي
وتفتقدين ارتفاع الصواري
وفي الأربعين
سيحفر نهداك في الرمل بيتا
وينتظران مجئ المحار

10
وفي الأربعين
سيسقط ألف قناع
وألف وريقة تين
وألف جدار
ولن أتفاجأ حين أراك
ككل الإماء
ككل الجواري
تزوجت من شهريار !!

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي