أأنت مجيبي إن دعوتك باكيا

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٠٣:٠١، ٢١ يونيو ٢٠٢٢ بواسطة Adab (نقاش | مساهمات) (اضافة تصنيف)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أأنت مجيبي إن دعوتك باكيا لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة أأنت مجيبي إن دعوتك باكيا لـ أحمد الكاشف

أأنت مجيبي إن دعوتك باكيا

وهل لدموعي أن ترد العواديا

مرضت ولم تشغل طبيباً وعُوَّداً

ولم يركَ السُّمّارُ والأهل شاكيا

وشئت بجهد الشيخ مقدرة الفتى

تعجِّل موعوداً وترجع ماضيا

وتجمع في ساعاتك العمر كله

لتختم تاريخاً من المجد عاليا

وقد نازعتك العلة اليد والخطى

ولو عشت عاماً نازعتك القوافيا

مضى زمن لم أنتقل فيه مرة

إليك وبي من لاعج الشوق ما بيا

وكم جاءك العذّال يتهمونني

وعندك أني لا عليَّ ولا ليا

فلما انطوى ما كان دونك حائلاً

وقرَّبت الأقدار تلك المراميا

مضيت فلم آنس بعتبك ساعة

ولم أتزود من رضاك ثوانيا

ولم ينأ عني الركب بالراحل الذي

تقدم حتى كان ركبك تاليا

فلا أنت فيه سامع ما أقوله

ولا أنت دار بالذي في فؤاديا

أفي كل يوم يأخذ البين من يدي

عزيزاً ويطوي من رفاقيَ غاليا

وكيف التأسي الآن عمن فقدته

وقد نال مني الموت ما كان باقيا

وقد يجد الأحياء عندي مكانهم

ولست عن الموتى بمن عاش ساليا

فيا طائر الوادي ويا شاعر الحمى

ذهبت فأوحشت الربى والمغانيا

وولت لياليك الحسان ومن لنا

ومن لسوانا بالمعيد اللياليا

وجزت المدى المأمول من كل طيِّبٍ

من العيش واستقبلت عقباك راضيا

وقد زهدت في الملك نفسك واكتفت

بما كنت من أوطارها أمس قاضيا

أتمتلئ الدنيا بما أنت قائل

ويصبح في الدنيا مكانك خاليا

وخلفك من مجد التراث قصائد

يزول تراث الناس وهي كما هيا

بعثت بها في العالمين مدائناً

روائح في حسن النجوم غواديا

وما كان هذا الشعر توحيه صادقاً

إلى الخلق إلا الروح تجريه صافيا

وقد جئت بالآيات فيها حدائقاً

كما جئت بالأمثال فيها أغانيا

رعى الملك المحبوب قدرك عنده

وعزّى رجال الشعر فيك مواسيا

وصانت لك العهد الحكومة كابراً

وأدى إليك الشعب أجرك وافيا

وهل كرمت تكريمك الفخم فاتحاً

بلادُك أو أعطت مقامك غازيا

توالت عليها الرسل من كل أمة

وقد حملوا فيها الأسى والتعازيا

وفوداً من الشرق الممثل فيهم

حواضرَه في حزنها والبواديا

يطوفون أفواجاً بقبرك خُشَّعاً

وكم دخلوا قصراً عليك وناديا

مطيلين من ذكراك حتى تكاد من

وفائهمُ ذكراك تحييك ثانيا

وكادوا بنجواهم يرونك بينهم

وإن كنت عنهم غائباً متواريا

ويرتد هذا المأتم اليوم موسماً

لمصر وترتد المراثي تهانيا

ومن كان يرجو أن يرى بعد موته

حياة فهذا فوق ما كنت راجيا

تعال صف الدار التي أنت صائر

إليها وما أصبحت فيها ملاقيا

وهب كل سمح من صحابك بعض ما

تناولته حياً وأدركت ثاويا

أرى شعراء العصر بعدك كلهم

سواء ولست المستخار المحابيا

لكل فتى وجدانه غير حاسب

على قلبه يوماً أميراً وواليا

فلا يرسل الأشعار يطلب خلفها

جزاء ولا فيها يساوم شاريا

وقد عاد في الشرق الشقي بشعره

سعيداً به في العالمين مباهيا

أريتنيَ الأجيال في الأرض كلها

ضروباً وما فارقت في الريف داريا

وأشهدتني مجرى الحياة ولم تزل

تريني وإن مت المدى والنواحيا

وأي معيد لم يكن منك آخذاً

وأي مجيد لم يكن لك حاكيا

وفنُّكَ فنِّي واسمك اسمي ومن أتى

بآلك مصراً أمس جاء بآليا

أعزَّتنيَ القربى إليك وضاعفت

إمارتك الكبرى عليّ اعتزازيا

وأني وإن أدركت للشعر دولة

لغير ملاق مغنياً عنك كافيا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أأنت مجيبي إن دعوتك باكيا

قصيدة أأنت مجيبي إن دعوتك باكيا لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي