أشعر بالحاجة إلى النطق باسمكِ هذا اليوم ..

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٤:٤١، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أشعر بالحاجة إلى النطق باسمكِ هذا اليوم .. لـ نزار قباني

أشعر بالحاجة إلى النطق باسمكِ هذا اليوم ..
أشعر بحاجة إلى أن أتعلق بحروفه كما يتعلق طفل ٌ بقطعة حلوى ..
منذ زمن طويل لم أكتب اسمك في أعلى الرسائل .
لم ازرعه شمساً في رأس الورقة .. لم تدفأ به ..
واليوم , وتشرين يهاجمني ويحاصر نوافذي,
أشعر بحاجة إلى النطق به . بحاجة إلى أن أوقد ناراً صغيرة ..
بحاجة إلى غطاء .. ومعطف .. وإليك .. يا غطائي المنسوج من زهر البرتقال , وطرابين الزعتر البريّ ..
لم أعد قادراً على حبس اسمكِ في حلقي .
لم أعد قادراً على حبسكِ في داخلي مدة ً أطول .
ماذا تفعل الوردة ُ بعطرها ؟
أين تذهب الحقول بسنابلها , والطاووس بذيله , والقنديل بزيته ؟
أين أذهب بكِ ؟ أين أخفيكِ ؟
والناس يرونك في إشارات يدي ,
في نبرة صوتي , في إيقاع خطواتي ..
الناس يرونك قطرة َ مطر على معطفي ,
زرّاً ذهبياً في كمّ قميصي ,
كتاباً مقدساً بمفاتيح سيارتي ..
جرحاً منسياً على ضفاف فمي ..
وتظنين بعد ذلك كله , أنك مجهولة وغير مرئية ..
من رائحة ثيابي يعرف الناس أنكِ حبيبتي ,
من رائحة جلدي يعرف الناس أنكِ كنت معي ,
من خدَر ذراعي يعرفق الناس أنكِ كنتِ نائمة عليهما..
لن أستطيع إخفاءك بعد اليوم ..
فمن أناقة خطي يعرف الناس أني اكتبُ إليكِ ..
من فرحة خطاي يعرفون أنني ذاهبٌ إلى موعدكِ ..
من كثافة العشب على فمي يعرفون أن قـبّـلتكِ ..
لا يمكننا .. لا يمكننا ..
أن نستمر في ارتداء الملابس التنكرية .. بعد الآن ..
فالدروبُ التي مشينا عليها لا يمكن أن تسكت ..
والعصافيرُ المبللة التي وقفت على أكتافنا سوف تخبر العصافرَ الأخرى..
كيف تريدنني أن أمحو أخبارنا من ذاكرة العصافير ..
كيف يمكنني أن أقنع العصافير .. أن لا تنشر مذكـّراتها ؟

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي