أشهد أن لا امرأة إلا أنت

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٤:٤١، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أشهد أن لا امرأة إلا أنت لـ نزار قباني

أشهد أن لا امرأة ..
أتقنت اللعبة إلا أنت ..
واحتملت حماقتي عشرة أعوام كما احتملت ..
واصطبرت على جنوني مثلما صبرت ..
وقلمت أظافري
ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال ..
إلا أنت
* * *
أشهد أن لا امرأة
تشبهني كصورة زيتية
في الفكر والسلوك , إلا أنت ..
والعقل والجنون .. إلا أنت
والملل السريع .. والتعلق السريع .. إلا أنت
أشهد أن لا امرأة ..
قد أخذت من اهتمامي نصف ما أخذت
واستعمرتني مثلما فعلت ..
وحررتني مثلما فعلت ..
* * *
أشهد أن لا امرأة ..
تعاملت معي كطفل عمره شهران .. إلا أنت ..
وقدمت لي لبن العصفور , والأزهار , والألعاب .. إلا أنت ..
أشهد أن لا امرأة ..
كانت معي كريمة كالبحر ..
راقية كالشعر ..
ودللتني مثلما فعلت ..
وأفسدتني مثلما فعلت ..
أشهد أن لا امرأة ..
قد جعلت طفولتي تمتد للخمسين .. إلا أنت ..
* * *
أشهد أن لا امرأة ..
تقدر أن تقول إنها النساء .. إلا أنت ..
وإن في سرتها مركز هذا الكون ..
أشهد أن لا امرأة ..
تتبعها الأشجار عندما تسير .. إلا أنت ..
ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجي .. إلا أنت ..
وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصيفي .. إلا أنت
أشهد أن لا امرأة ..
إختصرت بكلمتين قصة الأنوثة ..
وحرضت رجولتي عليّ .. إلا أنت ..
* * *
أشهد أن لا امرأة ..
توقف الزمان عند نهدها الأيمن .. إلا أنت ..
وقامت الثورات من سفوح نهدها الأيسر .. إلا أنت ..
أشهد أن لا امرأة ..
قد غيرت شرائع العالم .. إلا أنت ..
وغيرت خريطة الحلال والحرام ..
إلا أنت ..
* * *
أشهد أن لا امرأة ..
تجتاحني في لحظات العشق , كالزلزال
تحرقني .. تغرقني ..
تشعلني .. تطفئني ..
تكسرني نصفين كالهلال ..
أشهد أن لا امرأة ..
تحتل نفسي أطول احتلال ..
وأجمل احتلال
تزرعني ..
ورداً دمشقياً .. ونعناعاً .. وبرتقال ..
* * *
يا امرأة ..
أترك تحت شعرها أسئلتي ..
ولم تجب يوماً على سؤال ..
يا امرأة ..
هي اللغات كلها ..
لكنها ..
تلمس بالذهن .. ولا تقال ..
* * *
أيتها البحرية العينين .. والشمعية اليدين .. والرائعة الحضور
أيتها البيضاء كالفضة .. والملساء كالبللور ..
أشهد أن لا امرأة ..
على محيط خصرها تجتمع العصور
وألف ألف كوكب يدور ..
أشهد أن لا امرأة .. غيرك يا حبيبتي
على ذراعيها تربى أول الذكور ..
وآخر الذكور
* * *
أيتها اللماحة , الشفافة , العادلة , الجميلة ..
أيتها الشهية , البهية , الدائمة الطفولة
أشهد أن لا امرأة ..
تحررت من حكم أهل الكهف .. إلا أنت ..
وكسرت أصنامهم .. وبددت أوهامهم ..
وأسقطت سلطة أهل الكهف .. إلا أنت ..
أشهد أن لا امرأة ..
استقبلت بصدرها خناجر القبيلة ..
واعتبرت حبي لها .. خلاصة الفضيلة ..
* * *
أشهد أن لا امرأة ..
جاءت تماماً مثلما انتظرت ..
وجاء طول شعرها , أطول مما شئت أو حلمت ..
وجاء شكل نهدها .. مطابقاً لكل ما خططت أو رسمت ..
أشهد أن لا امرأة ..
تخرج لي من سحب الدخان , إن دخنت ..
تطير كالحمامة البيضاء في فكري , إذا فكرت
يا امرأة كتبت عنها كتباً بحالها
لكنها .. برغم شعري كله ..
قد بقيت أجمل من جميع ما كتبت ..
* * *
أشهد أن لا امرأة ..
مارست الحب معها بمنتهى الحضارة
وأخرجتني من غبار العالم الثالث .. إلا أنت ..
أشهد أن لا امرأة ..
قبلك .. حلت عقدي
وثقفت لي جسدي ..
وحاورته مثلما تحاور القيثارة ..
* * *
أشهد أن لا امرأة ..
تمكنت أن ترفع الحب إلى مرتبة الصلاة ..
إلا أنت ..
إلا أنت ..
إلا أنت ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي