إن جئت سلعا فسل عن جيرة العلم

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٢٢:٢٧، ١ أبريل ٢٠٢٢ بواسطة Adab-designer (نقاش | مساهمات) (اضافة صورة لأول أبيات القصيدة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إن جئت سلعا فسل عن جيرة العلم لـ صفي الدين الحلي

اقتباس من قصيدة إن جئت سلعا فسل عن جيرة العلم لـ صفي الدين الحلي

إِن جِئتَ سَلعاً فَسَل عَن جَيرَةِ العَلَمِ

وَاِقرَ السَلامَ عَلى عُربٍ بِذي سَلَمِ

فَقَد ضَمِنتُ وُجودَ الدَمعِ مِن عَدَمِ

لَهُم وَلَم أَستَطِع مَع ذاكَ مَنعَ دَمي

أَبيتُ وَالدَمعُ هامٍ هامِلٌ سَرِبٌ

وَالجِسمُ في إِضَمٍ لَحمٌ عَلى وَضَمِ

مِن شَأنِهِ حَملُ أَعباءِ الهَوى كَمَداً

إِذا هَمَى شَأنُهُ بِالدَمعِ لَم يُلَمِ

مَن لي بِكُلِّ غَريرٍ مِن ظِبائِهِمُ

غَريرِ حُسنٍ يُداوي الكَلِمَ بِالكَلِمِ

بِكُلِّ قَدٍّ نَضيرٍ لا نَظيرَ لَهُ

ما يَنقَضي أَمَلي مِنهُ وَلا أَلَمي

وَكُلِّ لَحظٍ أَتى بِاِسمِ اِبنِ ذي يَزَنٍ

في فَتكِهِ بِالمُعنّى أَو أَبي هَرِمِ

قَد طالَ لَيلي وَأَجفاني بِهِ قَصُرَت

عَنِ الرُقادِ فَلَم أُصبِح وَلَم أَنَمِ

كَأَنَّ آناءَ لَيلِيَ في تَطاوُلِها

تَسوفُ كاذِبَ آمالي بِقُربِهِم

هُم أَرضَعوني ثُدِيَّ الوَصلِ حافِلَةً

فَكَيفَ يَحسُنُ مِنها حالُ مُنفَطِمِ

كانَ الرِضى بِدُنُوّي مِن خَواطِرِهِم

فَصارَ سُخطي لِبُعدي عَن جِوارِهِمِ

وَجدي حَنيني أَنينِيَ فِكرَتي وَلَهي

مِنهُم إِلَيهِم عَلَيهِم فيهِم بِهِمِ

لِلَّهِ لَذَّةُ عَيشٍ بِالحَبيبِ مَضَت

فَلَم تَدُم لي وَغَيرُ اللَهِ لَم يَدُمِ

وَعاذِلٍ رامَ بِالتَعنيفِ يُرشِدُني

عَدِمتُ رُشدَكَ هَل أَسمَعتَ ذا صَمَمِ

أَقصِر أَطِل إِعذِرِ اِعذُل سَلِّ خَلِّ أَغِن

خُن هُنَّ عُنَّ تَرَفَّق كُفَّ لُجَّ لُمِ

أَشبَعتَ نَفسَكَ مِن دَمي فَهاضَكَ ما

تَلقى وَأَكثَرُ مَوتِ الناسِ بِالتُخَمِ

أَنا المُفَرِّطُ أَطلَعتُ العَدُوَّ عَلى

سِرّي وَأَودَعتُ نَفسي كَفَّ مُختَرِمِ

فَمي تَحَدَّثَ عَن سِرّي فَما ظَهَرَت

سَرائِرُ القَلبِ إِلّا مِن حَديثِ فَمي

لَأَنتَ عِندي أَخَصُّ الناسِ مَنزِلَةً

إِذ كُنتَ أَقدَرَهُم عِندي عَلى السَلَمِ

مِن مَعشَرٍ يُرخِصُ الأَعراضَ جَوهَرُهُم

وَيَحمِلونَ الأَذى مِن كُلِّ مُهتَضِمِ

مَحَضتَ لِيَ النُصحَ إِحساناً إِلَيَّ بِلا

غِشٍّ وَقَلَّدتَني الإِنعامَ فَاِحتَكِمِ

لَيتَ المَنِيَّةَ حالَت دونَ نُصحِكَ لي

فَنَستَريحَ كِلانا مِن أَذى التُهَمِ

حَسبي بِذِكرِكَ لي ذَمّاً وَمَنقَصَةً

فيما نَطقَتُ فَلا تُنقِص وَلا تَذُمِ

سَأَلتُ في الحُبِّ عُذّالي فَما نَصَحوا

وَهَبهُ كانَ فَما نَفعي بِنُصحِهِمِ

عَدِمتُ صِحَّةَ جِسمي مُذ وَثَقتُ بِهِم

فَما حَصَلتُ عَلى شَيءٍ سِوى النَدَمِ

قالوا سَلَوتَ لِبُعدِ العَهدِ قُلتُ لَهُم

سَلَوتُ عَن صِحَّتي وَالبُرءُ مِن سَقَمي

ما كُنتُ قَبلَ ظُبى الأَلحاظِ قَطُّ أَرى

سَيفاً أَراقَ دَمي إِلّا عَلى قَدَمي

قالوا اِصطَبِر قُلتُ صَبري غَيرُ مُتَّسِعٍ

قالوا اَسلُهُم قُلتُ وُدّي غَيرُ مُنصَرِمِ

وَإِنَّني سَوفَ أَسلوهُم إِذا عُدِمَت

روحي وَأَحيَيتُ بَعدَ المَوتِ وَالعَدَمِ

فَاللَهُ يَكلَأُ عُذّالي وَيُلهِمُهُم

عَذلي فَقَد فَرَّجوا كَربي بِذِكرِهِمِ

قالوا أَلَم تَدرِ أَنَّ الحُبَّ غايَتُهُ

سَلبُ الخَواطِرِ وَالأَلبابِ قُلتُ لَمِ

لَم أَدرِ قَبلَ هَواهُم وَالهَوى حَرَمٌ

أَنَّ الظِباءَ تُحِلُّ الصَيدَ في الحَرَمِ

رَجَوتُ أَن يَرجِعوا يَوماً فَقَد رَجَعوا

عِندَ العِتابَ وَلَكِن عَن وَفا ذِمَمي

فَكُلَّما سَرَّ قَلبِيَ وَاِستَراحَ بِهِ

إِلّا الدُموعَ بَعدَ بُعدِهِمِ

فَلو رَأَيتَ مُصابي عِندَما رَحَلوا

رَثَيثَ لي مِن عَذابي يَومَ بَينِهِمِ

يا غائِبينَ لَقَد أَضنى الهَوى جَسَدي

وَالغُصنُ يَذوي لِفَقدِ الوابِلِ الرَزِمِ

يا لَيتَ شِعري أَسِحراً كانَ حُبُّكُمُ

أَزالَ عَقلِيَ أَم ضَربٌ مِنَ اللَمَمِ

رَجَوتُكُم نُصَحاءَ في الشَدائِدِ لي

لِضُعفِ رُشدِيَ وَاِستَسمَنتُ ذا وَرَمِ

وَكَم بَذَلتُ طَريفي وَالتَليدَ لَكُم

طَوعاً وَأَرضَيتُ عَنكُم كُلَّ مُختَصِمِ

مَن كانَ يَعلَمُ أَنَّ الشَهدَ راحَتُهُ

فَلا يَخافُ لِلَذعِ النَحلِ مِن أَلَمِ

خِلتُ الفَضائِلَ بَينَ الناسِ تَرفَعُني

بِالإِبتِداءِ فَكانَت أَحرُفَ القَسَمِ

لا لَقَّبَتني المَعالي بِاِبنِ بَجدَتِها

يَومَ الفَخارِ وَلا بَرَّ التُقى قَسَمي

إِن لَم أَحُثَّ مَطايا العَزمِ مُثقَلَةً

مِنَ القَوافي تَؤُمُّ المَجدَ عَن أَمَمِ

تِجارُ لَفظي إِلى سوقِ القَبولِ بِها

مِن لُجَّةِ الفِكرِ تُهدي جَوهَرَ الكَلِمِ

مِن كُلِّ مُعرَبَةِ الأَلفاظِ مُعجَمَةٍ

يَزينُها مَدحُ خَيرِ العُربِ وَالعَجَمِ

مُحَمَّدُ المُصطَفى الهادي النَبِيُّ أَجَ

لُ المُرسَلينَ اِبنُ عَبدِ اللَهِ ذي الكَرَمِ

الطاهِرُ الشِيَمُ اِبنُ الطاهِرِ الشِيَمِ اِب

نِ الطاهِرِ الشِيَمِ اِبنِ الطاهِرِ الشِيَمِ

خَيرُ النَبِيّينَ وَالبُرهانُ مُتَّضِحٌ

في الحَجرِ عَقلاً وَنَقلاً واضِحُ اللَقَمِ

كَم بَينَ مَن أَقسَمَ اللَهُ العَلِيُّ بِهِ

وَبَينَ مَن جاءَ بِاِسمِ اللَهِ في القَسَمِ

أُمِّيُّ خَطٍّ أَبانَ اللَهُ مُعجِزَهُ

بِطاعَةِ الماضِيَينِ السَيفِ وَالقَلَمِ

مُؤَيَّدُ العَزمِ وَالأَبطالُ في قَلَقٍ

مُؤَمَّلُ الصَفحِ وَالهَيجاءُ في ضَرَمِ

نَفسٌ مُؤَيَّدَةٌ بِالحَقِّ تَعضُدُها

عِنايَةٌ صَدَرَت عَن بارِىءِ النَسَمِ

أَبدى العَجائِبَ فَالأَعمى بِنَفثَتِهِ

غَدا بَصيراً وَفي الحَربِ البَصيرُ عَمي

لَهُ السَلامُ مِنَ اللَهِ السَلامِ وَفي

دارِ السَلامِ تَراهُ شافِعَ الأُمَمِ

كَم قَد جَلَت جِنحَ لَيلِ النَقعِ طَلعَتُهُ

وَالشُهبُ أَحلَكُ أَلواناً مِنَ الدُهُمِ

في مَعرَكٍ لا تُثيرُ الخَيلُ عِثيَرَهُ

مِمّا تُرَوّي المَواضي تُربَهُ بِدَمِ

عَزيزُ جارٍ لَوِ اللَيلُ اِستَجارَ بِهِ

مِنَ الصَباحِ لَعاشَ الناسُ في الظُلَمِ

كَأَنَّ مَرآهُ بَدرٌ غَيرُ مُستَتِرٍ

وَطيبَ رَيّاهُ مِسكٌ غَيرُ مُكتَتِمِ

لا يَهدِمُ المَنُّ مِنهُ عُمرَ مَكرُمَةٍ

وَلا يَسوءُ أَذاهُ نَفسَ مُؤتِهِمِ

يولي المُوالينَ مِن جَدوى شَفاعَتِهِ

مُلكاً كَبيراً عَدا ما في نُفوسِهِمِ

كَأَنَّما قَلبُ مَعنٍ مِلءُ فيهِ فَلَم

يَقُل لِسائِلِهِ يَوماً سِوى نَعَمِ

إِن حَلَّ أَرضَ أُناسٍ شَدَّ أَزرَهُمُ

بِما أَتاحَ لَهُم مِن حَطِّ وِزرِهِمِ

آراؤُهُ وَعَطاياهُ وَنَقمَتُهُ

وَعَفوُهُ رَحمَةٌ لِلناسِ كُلِّهِمِ

فَجودُ كَفَّيهِ لَم تُقلِع سَحائِبُهُ

عَنِ العِبادِ وَجودُ السُحبِ لَم يُقِمِ

أَفتى جُيوشَ العِدى غَزواً فَلَستَ تَرى

سِوى قَتيلٍ وَمَأسورٍ وَمُنهَزِمِ

سَناهُ كَالنارِ يَجلو كُلَّ مُظلِمَةٍ

وَالبَأسُ كَالنارِ يُفني كُلَّ مُجتَرِمِ

أَبادَهُم فَلِبَيتِ المالِ ما مَلَكوا

وَالروحُ لِلسَيفِ وَالأَشلاءُ لِلرَخَمِ

مِن مُفرَدٍ بِغِرارِ السَيفِ مُنتَثِرٍ

وَمُزوِجٍ بِسَنانِ الرَمحِ مُنتَظِمِ

شيبُ المَفارِقِ يَروي الضَربُ مِن دَمِهِم

ذَوائِبَ البيضِ بيضِ الهِندِ لا اللِمَمِ

وَاِستَخدَمَ الدَهرَ يَنهاهُ وَيَأمُرُهُ

بِعَزمِ مُغتَنِمٍ في زِيِّ مُغتَرِمِ

يَجزي إِساءَةَ باغيهِم بِسَيئَتِهِ

وَلَم يَكُن عادِياً مِنهُم عَلى إِرَمِ

كَأَنَّما حَلَقُ السَعدِيَّ مُنتَثِرٌ

عَلى الثَرى بَينَ مُنفَضٍّ وَمُنفَصِمِ

حُروفُ خَطٍّ عَلى طِرسٍ مُقَطَّعَةٍ

جاءَت بِها يَدُ غَمرٍ غَيرِ مُفتَهِمِ

لَم يَلقَ مَرحَبُ مِنهُ مَرحَباً وَرَأى

ضِدَّ اِسمِهِ عِندَ هَدِّ الحِصنِ وَالأُطُمِ

لا قاهُمُ بِكُماةٍ عِندَ كَرِّهِمِ

عَلى الجُسومِ دُروعٌ مِن قُلوبِهِمِ

بِكُلِّ مُنتَصِرٍ لِلفَتحِ مُنتَظِرٍ

وَكُلِّ مُعتَزِمٍ بِالحَقِّ مُلتَزِمِ

مَن حاسِرٍ بِغِرارِ العَضبِ مُلتَحِفٍ

أَو سافِرٍ بِغُبارِ الحَربِ مُلتَثِمِ

مُستَقتِلٍ قاتِلٍ مُستَرسِلٍ عَجِلٍ

مُستَأصِلٍ صائِلٍ مُستَفحِلٍ خِصِمِ

بِبارِقٍ خَذِمٍ في مَأزِقٍ أَمَمٍ

أَو سائِقٍ عَرِمٍ في شاهِقٍ عَلَمِ

فِعالُ مُنتَظِمِ الأَحوالِ مُقتَحِمِ ال

أَهوالِ مُلتَزِمٍ بِاللَهِ مُعتَصِمِ

سَهلٌ خَلائِقُهُ صَعبٌ عَرائِكُهُ

جَمٌّ عَجائِبُهُ في الحُكمِ وَالحِكَمِ

فَالحَقَّ في أُفُقٍ وَالشُركُ في نَفَقٍ

وَالكُفرُ في فَرَقٍ وَالدينُ في حَرَمِ

فَالجَيشُ وَالنَقعُ تَحتَ الجونِ مُرتَكِمٌ

في ظِلِّ مُرتَكِمٍ في ظِلِّ مُرتَكِمِ

بِفِتيَةٍ أَسكَنوا أَطرافَ سُمرِهِمِ

مِنَ الكُماةِ مَقَرَّ الضَغنِ وَالأَضَمِ

كُلُّ طَويلٍ نِجادِ السَيفِ يُطرِبُهُ

وَقعُ الصَوارِمِ كَالأَوتارِ وَالنَغَمِ

مِن كُلِّ مُبتَدِرٍ لِلمَوتِ مُقتَحِمٍ

في مَأزِقٍ بِغُبارِ الحَربِ مُلتَحِمِ

تَهوى الرِقابُ مَواضيهِم فَيَحبِسُها

حَديدُها كَأَنَّ أَغلالاً مِنَ القِدَمِ

شوسٌ تَرى مِنهُم في كُلِّ مُعتَرِكٍ

أُسدَ العَرينِ إِذا حَرُّ الوَطيسِ حَمي

صالوا فَنالوا الأَماني مِن عُداتِهِمِ

بِبارِقٍ في سِوى الهَيجاءِ لَم يُشَمِ

كَالنارِ مِنهُ رِياحُ المَوتِ قَد عَصَفَت

لَمّا رَوى ماؤُهُ أَرضَ الوَغى بِدَمِ

حَرّانُ يَنقَعُ حَرُّ الكَرِّ غُلَّتَهُ

حَتّى إِذا ضَمَّهُ بَردُ المَقيلِ ظَمي

قادوا الشَوازِبَ كَالأَجيالِ حامَلَةً

أَمثالَها ثَبتَةً في كُلِّ مُضطَرِمِ

مِن سُبِّقٍ لا يَرى سَوطٌ لَها سَمَلاً

وَلا جَديدٌ مِنَ الأَرسانِ وَاللُجُمِ

كا دَت حَوافِرُها تُدمي جَحافِلَها

حَتّى تَشابَهَتِ الأَحجالُ بِالرَثَمِ

يُكابِرُ السَمعُ فيها الطَرفَ حينَ جَرَت

فَيَرجِعانِ إِلى الآثارِ في الأَكَمِ

خاضوا غُبابَ الوَغى وَالخَيلُ سابِحَةٌ

في بَحرِ حَربٍ بِمَوجِ المَوتِ مُلتَطِمِ

حَتّى إِذا صَدَروا وَالخَيلُ صائِمَةٌ

مِن بَعدِ ما صُلَّتِ الأَسيافُ في القِمَمِ

تَلاعَبوا تَحتَ ظِلِّ السُمرِ مِن مَرَحٍ

كَما تَلاعَبَتِ الأَشبالُ في الأَجَمِ

في ظِلِّ أَبلَجَ مَنصورِ اللِواءِ لَهُ

عَدلٌ يُؤَلِّفُ بَينَ الذِئبِ وَالغَنَمِ

سَهلُ الخَلائِقِ سَمحُ الكَفِّ باسِطُها

مُنَزَّهٌ لَفظُهُ عَن لا وَلَن وَلَمِ

أَغَرُّ لا يَمنَعُ الراجينَ ما سَأَلوا

وَيَمنَعُ الجارَ مِن ضَيمٍ وَمِن حَرَمِ

شَخصٌ هُوَ العالَمُ الجُزئِيُّ في سَرَفٍ

وَنَفسُهُ الجَوهَرُ الكُلِّيَّ في عِظَمِ

وَمَن لَهُ خاطَبَ الجِزعُ اليَبيسُ وَمَن

بِكَّفِهِ أَورَقَت عَجراءُ مِن سَلَمِ

وَالعاقِبُ الحَبرُ في نَجرانَ لاحَ لَهُ

يَومَ التَباهِلِ عُقبى زَلَّةِ القَدَمِ

وَالذِئبُ سَلَّمَ وَالجِنِّيُّ أَسلَمَ وَال

ثُعبانُ كُلَّمَ وَالأَمواتُ في الرُجَمِ

وَمَن أَتى ساجِداً لِلَّهِ ساعَتَهُ

وَغَيرُهُ ساجِدٌ في العُمرِ لِلصَنَمِ

وَمَن غَدا اِسمُ أُمِّهِ نَعتاً لِآمنِهِ

فَتلِكَ آمِنَةٌ مِن سائِرِ النَقَمِ

مَن مِثلُهُ وذِراعُ الشاةِ حَدَّثَهُ

عَن اِسمِهِ بِلِسانٍ صادِقِ الرَنَمِ

هَل مَن يَنُمُّ بِحُبٍّ مَن يَنُمُّ لَهُ

بِما رَموهُ كَمَن لَم يَدرِ كَيفَ رُمي

هُوَ النَبِيُّ الَّذي آياتُهُ ظَهَرَت

مِن قَبلِ مَظهَرِهِ لِلناسِ في القِدَمِ

مُحَمَّدُ المُصطَفى المُختارُ مَن خُتمَت

بِمَجدِهِ مُرسَلو الرَحمَنِ لِلأُمَمِ

فَذِكرُهُ قَد أَتى في هَل أَتى وَسَبا

وَفَضلُهُ ظاهِرٌ في النونِ وَالقَلَمِ

إِذا رَأَتهُ الأَعادي قالَ حازِمُهُم

حَتّامَ نَحنُ نُساري النَجمَ في الظُلمِ

بِهِ اِستَغاثَ خَليلُ اللَهِ حينَ دَعا

رَبَّ العِبادِ فَنالَ البَردَ في الضَرَمِ

كَذاكَ يونُسُ ناجى رَبَّهُ فَنَجا

مِن بَطنِ نونٍ لَهُ في اليَمِّ مُلتَقِمِ

دَع ما يَقولُ النَصارى في مَسيحِهِمِ

مِنَ التَغالي وَقُل ما شِئتَ وَاِحتَكِمِ

صَلّى عَليهِ إِلَهُ العَرشِ ما طَلَعَت

شَمسٌ وَما لاحَ نَجمٌ في دُجى الظُلَمِ

وَآلهُ أُمناءُ اللَهِ مَن شَهِدَت

لِقَدرِهِم سورَةُ الأَحزابِ بِالعِظَمِ

آلُ الرَسولِ مَحَلُّ العِلمِ ما حَكَموا

لِلَّهِ إِلّا وَكانوا سادَةَ الأُمَمِ

بيضُ المَفارِقِ لا عابٌ يُدَنِّسُهُم

شُمُّ الأَنوفِ طَولُ الباعِ وَالأُمَمِ

مِن كُلِّ أَبلَجَ واري الزَندِ يَومَ نَدىً

مُشَمِّرٍ عَنهُ يَومَ الحَربِ مُصطَلِمِ

لَهُم تَهَلُّلُ وَجهٍ بِالحَياءِ كَما

مَقصورُهُ مُستَهِلٌّ مِن أَكُفِّهِمِ

ما رَوضَةُ وَشَّعَ الوَسميُّ بُرَدَتَها

يَوماً بِأَحسَنَ مِن آثارِ سَعيِهِمِ

لا عَيبَ فيهِم سِوى أَنَّ النَزيلَ بِهِم

يَسلو عَنِ الأَهلِ وَالأَوطانِ وَالحَشَمِ

يا خاتَمَ الرُسُلِ يا مَن عِلمُهُ عَلَمٌ

وَالعَدلُ وَالفَضلُ وَالإيفاءُ لِلذَمَمِ

وَمَن إِذا خِفتُ في حَشري وَكانَ لَهُ

مَدحي نَجَوتُ وَكانَ المَدحُ مُعتَصَمي

وَعَدتَني في مَنامي ما وَثِقتُ بِهِ

مَعَ التَقاضي بِمَدحٍ فيكَ مُنتَظِمِ

فَقُلتُ هَذا قُبولٌ جاءَني سَلَفاً

ما نالَهُ أَحَدٌ قَبلي مِنَ الأُمَمِ

هُمُ النُجومُ بِهِم يهدى الأَنامُ وَيَنجا

بُ الظَلامُ وَيَهمي صَيَّبُ الدَيَمِ

لَهُم أَسامٍ سَوامٍ غَيرِ خافِيَةٍ

مِن أَجلِها صارَ يُدعى الإِسمُ بِالعَلَمِ

وَصَحبُهُ مَن لَهُم فَضلٌ إِذا اِفتَخَروا

ما إِن يُقَصِّرُ عَن غاياتِ فَضلِهِمِ

هُمُ هُمُ في جَميعِ الفَضلِ ما عَدِموا

فَضلَ الإِخاءِ وَنَصَّ الذِكرِ وَالرَحِمِ

الباذِلو النَفسِ بَذلَ الزادِ يَومَ قِرىً

وَالصائِنو العِرضِ صونَ الجارِ وَالحُرَمِ

خُضرُ المَرابِعِ حَمرُ السَمرِ يَومَ وَغىً

سودُ الوَقائِعِ بيضُ الفِعلِ وَالشِيَمِ

ذَلَّ النَضارُ كَما عَزَّ النَظيرُ لَهُم

بِالفَضلِ وَالبَذلِ في عِلمٍ وَفي كَرَمِ

لَصِدقِ قَولِكَ لَو حَبَّ اِمرُؤٌ حَجَراً

لَكانَ في الحَشرِ عَن مَثواهُ لَم يَرِمِ

فَوَفَّني غَيرَ مَأمورٍ وُعودَكَ لي

فَلَيسَ رُؤياكَ أَضغاثاً مِنَ الحُلُمِ

فَقَد عَلِمتَ بِما في النَفسِ مِن أَرَبٍ

وَأَنتَ أَكبَرُ مِن ذِكري لَهُ بِفَمي

فَإِنَّ مَن أَنفَذَ الرَحمَنُ دَعوَتَهُ

وَأَنتَ ذاكَ لَدَيهِ الجارُ لَم يُضَمِ

وَقَد مَّدَحتُ بِما تَمَّ البَديعُ بِهِ

مَعَ حُسنِ مُفتَتَحٍ مِنهُ وَمُختَتَمِ

ما شَبَّ مِن خَصلَتي حِرصي وَمِن أَمَلي

سِوى مَديحِكَ في شَيبي وَفي هَرَمي

هَذي عَصايَ الَّتي فيها مَآرِبُ لي

وَقَد أُهُشُّ بِها طَوراً عَلى غَنَمي

إنِ أُلقِها تَتَلَقَّف كُلَّما صَنَعوا

إِذا أُتيتُ بِسِحرٍ مِن كَلامِهِمِ

أَطَلتُها ضِمنَ تَقصيري فَقامَ بِها

عُذري وَهَيهاتَ إِن العُذرَ لَم يَقُمِ

فَإِن سَعِدتُ فَمَدحي فيكَ موجِبُهُ

وَإِن شَقَيتُ فَذَنبي موجِبُ النَقَمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة إن جئت سلعا فسل عن جيرة العلم

قصيدة إن جئت سلعا فسل عن جيرة العلم لـ صفي الدين الحلي وعدد أبياتها مائة و خمسة و أربعون.

عن صفي الدين الحلي

عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي. شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق. انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد. له (ديوان شعر) ، و (العاطل الحالي) : رسالة في الزجل والموالي، و (الأغلاطي) ، معجم للأغلاط اللغوية و (درر النحور) ، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و (صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء) ، و (الخدمة الجليلة) ، رسالة في وصف الصيد بالبندق.[١]

تعريف صفي الدين الحلي في ويكيبيديا

صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي (677 - 752 هـ / 1277 - 1339 م) هو أبو المحاسن عبد العزيز بن سرايا بن نصر الطائي السنبسي نسبة إلى سنبس، بطن من طيء.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي