إنها تثلج نساء

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٤:٤١، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إنها تثلج نساء لـ نزار قباني

-1-
إنها تـثـلـج نساءَ ..
أنزعُ معطف المطر الذي أرتديه، وأقـفل مظلتي ، وأتركهن يتساقـطن على جسدي
واحدة واحده
ثمارا من النار
وعصافـير من الذهب .

-2-
إنها تـثـلج نساءً ..
أفتح جميع أزرار قميصي
وأتركهن يتزحلقن على هضابي ويغتسلن بمياهي ويرقصن في غاباتي
وينمن في آخر الليل كالطيور فوق أشجاري ..

-3-
إنها تثلج نساءً ..
أخرج كالطفل إلى الحديقه وأتركهن يكرجن كالـلآلئ على جبيني
إمرأة .. إمرأه
ولؤلؤة .. لؤلؤه ..
أحملهن كالثلج على راحة يدي
وأخاف عليهن أن يـذبن كالثلج بين أصابعي من حرارة العشق .

-4-
إنها تثلج نساءً ..
تخرج بلادُ العرب عن بكرة أبيها
البوادي تخرجُ .. والحواضرُ تخرج
الأغنياء يخرجون .. والفقراءُ يخرجون
واحـدٌ يحمل بارودة صيد
وواحد يحمل صنارة سمك
وواحد يحمل قفصا
وواحد يحمل بطحة عرق
وواحد يحمل مخدة وسريرا ..

-5-
إنها تثلج نساءً ..
والوطن كله مسـتـنـفــرٌ للهجوم على اللون الأبيض
واحد يريد أن يقرقش الثلج تحت أسنانه ..
وواحد يريد أن يتزوج الثلج ..
وواحد يريد أن يأكله ..
وواحد يريد أن يأخذه لبيت الطاعه ..
وواحد يسحب دفتر شيكاته من جيبه ليشتري أي نهـدٍ أشقر يسقط من السماء كي يجعله ديكورا في حجرة نومه ....

-6-
يسمع الثلج قرع الطبول ، وخشخشة السلاسل ويرى بريق الخناجر ، والتماع الأنياب
يخاف الثلج على عذريته ..
فيحزم حقيبته ،
ويقرر أن يسقط في بلاد أخرى ...

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي