البرتقالة

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٠٠:٢٣، ٢٠ يونيو ٢٠٢٢ بواسطة Adab (نقاش | مساهمات) (اضافة تصنيف)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة البرتقالة لـ نزار قباني

1
يـُقشرني الحب كالبرتقالةِ ..
يفتحُ في الليل صدري ,
ويتركُ فيهِ :
نبيذاً , وقمحاً , وقنديلَ زيتْ
ولا أتذكرُ أني انذبحتُ
ولا أتذكر أني نزفتُ
ولا أتذكر أني رأيتْ ..
2
يـُبعثرني الحبُّ مثلَ السحابةِ ,
يلغي مكانَ الولادةِ ,
يلغي سنسنَ الدراسةِ ,
يلغي الإقامة َ , يلغي الديانة َ ,
يلغي الزواجَ , الطلاقَ , الشهودَ , المحاكمَ ,
يسحبُ مني جوازَ السفرْ ..
ويغسلُ كلَّ غبار القبيلة عني
ويجعلني ..
من رعايا القمرْ ..
3
يـُغيرُ حبكِ طقسَ المدينةِ , ليلَ المدينةِ ,
تغدو الشوارع ُ عيداً من الضوءِ تحت رذاذ المطرْ
وتغدو الميادينُ أكثرَ سحرا
ويغدو حمامُ الكنائس يكتبُ شعرا
ويغدو الهوى في مقاهي الرصيف
أشدّ حماساً , وأطولَ عمرا ..
وتضحكُ أكشاكُ بيع الجرائدِ حين تراكِ ..
تجيئينَ بالمعطفِ الشتوي إلى الموعد المنتظرْ ..
فهل صدفة ً أن يكونَ زمانكِ
مرتبطاً بزمان المطرْ ؟ ..
4
يـُعلمني الحبُّ ما لستُ أعلمُ ,
يكشفُ لي الغيبَ , يجترحُ المعجزاتْ
ويفتحُ بابي ويدخلُ ..
مثلَ دخول القصيدةِ ,
مثلَ دخول الصلاةْ ..
وينثرني كعبير المانوليا بكلِّ الجهاتْ
ويشرحُ لي كيف تجري الجداولُ ,
كيف تموجُ السنابلُ ,
كيف تـُغني البلابلُ والقبراتْ
ويأخذ مني الكلامَ القديمَ ,
ويكتبني بجميع اللغاتْ ..
5
يقاسمني الحبُّ نصف سريري ..
ونصفَ طعامي ,
ونصفَ نبيذي ,
ويسرق مني الموانيءَ والبحرَ ,
يسرقُ مني السفينهْ
وينقرُ كالديكِ وجهَ الشراشفِ ,
يصرخُ فوق قباب المساجدِ .
يصرخُ فوقَ سطوح الكنائس ِ ..
يوقظ ُ كلَّ نساءِ المدينهْ ..
6
يعلمني الحبُّ كيف تكونُ القصائدُ مائية َ اللون ِ ,
كيف تكون الكتابة ُ بالياسمينْ ..
وكيف تكونُ قراءةُ عينيكِ ..
عزفاً جميلاً على الماندولينْ
ويأخذني من يدي .. ويـُريني بلاداً
نهودُ جميلاتها من نحاس ٍ ..
وأجسادهنَّ مزارعُ بـُنٍّ ..
وأعينهنَّ غناءُ فلامنكو حزينْ
وحينَ أقولُ : تعبتُ
يمدُّ عباءتهُ تحت رأسي
ويقرأ لي ما تيسرَ من سورة ِ الصابرينْ
7
يفاجئني الحبُّ مثلَ النبوءة حين أنامْ
ويرسمُ فوق جبيني
هلالاً مضيئاً , وزوجَ حمامْ
يقولُ : تكلمْ !!
فتجري دموعي , ولا أستطيعُ الكلامْ
يقولُ : تألمْ !!
أجيبُ : وهل ظلَّ في الصدر غير العظامْ
يقولُ : تعلمْ !!
أجاوبُ : يا سيدي وشفيعي
أنا منذ خمسينَ عاماً
أحاولُ تصريفَ فعل الغرامْ
ولكنني في دروسي جميعاً رسبتُ
فلا في الحروب ربحتُ ..
ولا في السلامْ ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي