الثاني والعشرين من نيسان

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٤:٤١، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الثاني والعشرين من نيسان لـ نزار قباني

المسا , شلالُ فيروز ٍ ثري
وبعينيكِ , ألوفُ الصور ِ

وأنا منتقلٌ بينهما
ضوءُ عينيكِ .. وضوءُ القمر ِ..

بعينيك مرايا اشتعلتْ
وبحارٌ ولدتْ منْ أبحُر

وانتفاحاتُ على صحْو .. على
جزر ٍ ليستْ ببال الجزر ِ

رحلتي طالتْ .. أما من مرفأ
فيه أرسو , عسلي الحجر ِ ؟

أنا عيناكِ .. أنا كنتهما
قبلَ بدْء البدءِ , قبل الأعصر

أنا بعثرتُ نجومي فيهما
زمرٌ تسألني عن زمر ِ

ما المصابيحُ التي لاحت على
فتحتيْ عينيكِ .. إلا فكري
* * *
إعقدي الشال .. فلو أنتِ معي
مرة , غيرتُ مجرى القدر ِ

المشاويرُ التي لمْ نمشها
بعدُ .. تدعوك , فلا تفتكري

رجعَ الصيفُ لعينيكِ .. ولي
فالدُنا مرسومة ٌ بالأخضر ِ

وأراجيحُ لنا معقودة ٌ
إن تمسها بهدبٍ تطير ِ ..

نحن منثور الرُبى .. زنبقها ..
شهقة ُ النجماتِ في المنحدر ِ

تعرفُ القمة ُ من طرزها
بالأغاني .. برفوف الزهر ِ

إنهُ أول صيفٍ مر بي
وسواه , لم يكنْ من عُمُري
* * *
مَنْ تكونين أيا أغنية ً
دفئها فوق احتمال الوتر ِ

أنتِ يا وعداً بصحو ِ مقبل ٍ
بعطايا فوق وسع البيدر ِ

الثواني , قبل عينيكِ , سُدى
وافتكار بإنائي جوهر ِ ..

وتوقعكِ دهراً .. فإذا
بكِ فوقَ المرتجى المنتظر ِ ..

فوقَ ما يحلم ثلجٌ بذرىً
وترابٌ برجوع المطر ِ
* * *
لو معي حبكِ .. لاجتحت الذرى
ولحركتُ ضميرَ الحجر ِ

ولجمعتُ الدُنا .. كلّ الدُنا
في عُرى هذا القميص الأحمر ِ

إنني أعبدُ عينيكِ فلا
تُنبئي الليلَ بهذا الخبر ِ

واتركيهِ .. واتركيني نبأ
لم يُجل بعد بفكر المضمر ِ ..
* * *
أيُّ فضل ٍ لكِ في الدنيا إذا
أنتِ لم تحترقي كالشرر ِ

ضلَّ إزميلي .. إذا لم تُصبحي
قمراً .. أو شرفة ً في قمر ِ ...

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي