الحب لايقف على الضوء الأحمر

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٤١، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الحب لايقف على الضوء الأحمر لـ نزار قباني

-1-
لا تفكر أبـدا .. فالضوء أحمر ..
لا تكلم أحدا .. فالضوء أحمر
لا تجادل في نصوص الفـقهِ ..
أو في النحو ..
أو في الصرف ..
أو في الشعر ..
أو في النثر ..
إن العقل ملعونٌ ، ومكروهٌ ، ومنكر...

-2-
لا تغادر ..
ُقـنَّـكَ المختوم بالشمع .. فإن الضوءَ أحمر
لا تحب امرأة .. أو فأرة ..
إن الضوء أحمر ..
لا تـضاجع حائطا .. أو حجرا .. أو مقعـدا .. إن ضوء الجنس أحمر ..
ابق سِـرّيا ..
ولا تكشف قراراتك حتى لذبابه ..
ابق اُميّـا ..
ولا تـدخـُـل شريكا في الزنى أو في الكتابه ..
فالزنى في عصرنا ..
أهون من جرم الكتابه..

-3-
لا تفكر بعصافير الوطن ..
وبأشجار .. وأنهار .. وأخبار الوطن ..
لا تفكر بالذين اغتصبوا شمس الوطن ..
إن سيف القمع يأتيك صباحا في عناوين الجريده ..
وتفاعيل القصيده ..
وبقايا قهوتِـك
لا تنم بين ذراعي زوجتك ...
إن زُوّارك عند الـفـجر موجودون تحت الكـَـنَـبَـه..

-4-
لا تطالع كتبا في النقد أو في الفلسفه
إن زوارك عند الفجر ..
مزروعون مثل السوس في كل رفـوف المكتبه ..
ابق في برميلك المملوءِ نملاً .. وبعوضا .. وقمامه..
ابق من رجليك مشنوقا إلى يوم القيامه ..
ابق من صوتك مشنوقا إلى يوم القيامه ..
ابق من عقلك .. مشنوقا إلى يوم القيامه ..
ابق في البرميل .. حتى لا ترى وجه هذي الأمةِ المغتصبَـه ..

-5-
أنتَ لو حاولت أن تذهب للسلطان ..
أو زوجتهِ ..
أو صِـهرهِ ..
أو كلبهِ المسؤول عن أمن البلاد ..
والذي يأكل أسماكا .. وتفاحا .. وأطفالا ..
كما يأكل من لحم العباد ..
لوجدت الضوءَ أحمر ..

-6-
أنتَ لو حاولت أن تقرأ يوما
نشرة الطقس .. وأسماء الوفيات .. وأخبار الجرائم ..
لوجدت الضوء أحمر ..
أنت لو حاولت أن تسأل عن سعر دواء الربو ..
أو أحذية الأطفال ..
أو سعر الطماطم ..
لوجدت الضوء أحمر ..
أنت لو حاولت أن تقرأ يوما صفحة الأبراج ..
كي تعرف ما حظك قبل النفط ..
أو حظك بعد النفط ..
أو تعرف ما رقمك ما بين طوابير البهائم ..
لوجدت الضوء أحمر ..

-7-
أنت لو حاولت ..
أن تبحث عن بيتٍ من الكرتون يأويكَ .. أو سيدةٍ ـ من بقايا الحرب ـ ترضى أن تــُـسلـّـيكَ..
وعن نهدين معطوبين ..
أو ثلاجةٍ مستعمله ..
لوجدت الضوء أحمر ..
أنت لو حاولت ..
أن تسأل أستاذك في الصف .. لماذا؟
يتسلى عرب اليوم بأخبار الهزائم ؟
ولماذا عرب اليوم زجاجٌ فوق بعضٍ يتكسر ؟
لوجدت الضوء أحمر ..

-8-
لا تسافـر بجواز عربي ..
لا تسافـر مرة أخرى لأوروبا
فـأوروبا ـ كما تعلم ـ ضاقـت بجميع السفهاء ..
أيها المنبوذُ ..
والمشبوه ..
والمطرود من كل الخرائط
أيها الديك الطعين الكبرياء ..
أيها المقتول من غير قـتال ..
أيها المـذبوحُ من غير دماء ..
لا تسافر لبلاد الله ..
إن الله لا يرضى لقاء الجبناء..

-9-
لا تسافر بجواز عربي ..
وانـتظر كالجرذ في كل المطارات ،
فإن الضوء أحمر ..
لا تقل باللغة الفصحى ..
أنا مروان ُ..
أو عدنان ..
أو سحبان
للبائعة الشقراءِ في ( هارودز )
إن الإسم لا يعني لها شيئا ..
وتاريخك ـ يا مولاي ـ تـــاريخ مزوّر ..

-10-
لا تفاخر بـبطولاتك في ( الليدو)
فسوزان ُ..
وجانين ..
وكوليت ..
وآلاف الفرنسيات .. لم يقرأن يوما قصة الزير وعنتر ..
يا صديقي :
أنت تبدو مضحكا في ليل باريس ..
فـَـعُـد فورا إلى الفندق ..
إن الضوء أحمر ..

-11-
لا تسافـر ..
بجواز عربي بين أحياء العرب !!
فهم من أجل قرشٍ يقتلونك ..
وهم ـ حين يجوعون مساءً ـ يأكلونك لا تكن ضيفا على حاتم طيّ
فهو كذاب ٌ..
ونصاب ..
فلا تخدعك آلاف الجواري ..
وصناديق الذهب ..

-12 -
يا صديقي :
لا تـَــسِر وحدك ليلا
بين أنياب العرب ..
أنت في بيتك محدود الإقامه ..
أنت في قومك مجهول النسب ..
يا صديقي :
رحم الله العرب !!.

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي