القصيدة الأخيرة بدون عنوان

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٤:٤٢، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة القصيدة الأخيرة بدون عنوان لـ نزار قباني

ما تُراني أقولُ ليلةَ عُرسي؟
جَف وردُ الهوى، ونامِ السامر.

ما تُراني أقولُ يا أصدقائي
في زمانٍ تموتُ فيه المشاعر؟

لم يعد في فمي قصيدةُ حبٍ
سقطَ القلبُ تحت وقع الحوافِرْ

ألف شكرٍ لكم... فأنتم شراعي
وبحاري، والغالياتُ الجواهرْ

فأنا منكُمُ سرقتُ الأحاسيس
وعنكم أخذتُ لونَ المحاجِر

أنتم المبدعُونَ أجمل شِعري
وبغير الشعوب، ما طار طائر

فعلى صوتكُم أُدوزِنُ شعري
وبأعراسِكم أزفُّ البشائرْ.
* * *

أنزفُ الشعر، منذ خمسينَ عاماً
ليس سهلاً أن يصبحَ المرءُ شاعر

هذه مِهنةُ المجانين في الأرضِ
وطعمُ الجُنون طعمٌ باهِر...

أنزِفُ العشقَ والنساءَ بصمتٍ
هل لهذا الحزنِ الدمشقي آخر؟

لستُ أشكو قصيدةً ذبحتني
قدري أن أموت فوق الدفاتر

بي شيءٌ من عزة المُتنبي
وبقايا من نار مجنون عامرْ...

لم يكن دائماً فراشي حريراً
فلكم نمت فوق حدِّ الخناجرْ

فخذُوا شُهرتي التي أرهقتني
والإذاعاتِ كلَّها... والمنابرْ

وامنحوني صدراً أنامُ عليهِ
واصلُبوني على سواد الضفائر...
* * *

أنا من أُمّةٍ على شكل ناي
هي دوماً حُبلى بمليون شاعرْ

كلُّ أطفالنا يقولونَ شعراً
والعصافيرُ، والرُبى، والبيادرْ.

ما بنا حاجةٌ لمليونِ ديكٍ
نحنُ في حاجةٍ لمليونِ ثائرْ

تُطلِعُ الأرضُ شاعراً كلَّ قرنٍ
لا تباعُ الأشعارُ مثلَ السجائر...

هل سعِدنا بشعرنا أم شقينا
أم غفونا على رنين القياثِر؟

فانتصرنا يوماً ببحرٍ طويلٍ
وانهزمنا يوماً ببحر الوافرْ
***

أنا في الشعر, قاتل أو قتيلٌ
ماهو الشعر عندما لا يغامرُ؟

مهنتي أن أغير الكون بالشعر
وفي ليلة أضيءُ المنائر

مهنتي أن ‘مر الأرض عشقاً
وأغني لكل ظبيٍ نافرْ

مهنتي أن أقولَ ما لم تقولوا
وضميري يقول كل الضمائرْ

المواويل في دمائي تجري
فإلى أين من دمي سأهاجرُ؟

إنني أنزفُ الحقيقة نزفاً
مثلما تنزف الدموعُ المحاجرْ

أكتنف حرائق الشعر.. حتى
قيل عنيّ مهرجٌ او ساحرْ

فاعذروني اذا نزفتُ بروقاً
يكتب الحرُّ رأيه بالأظافرْ..
***

للمليحات كل حبي وشكري
فلقد كُنَّ في حياتي الأزاهرْ

إن فضل النساء فضلٌ عظيم
فأنا دونهن طفلٌ قاصرْ

إنني دائخٌ أمام الجميلات..
فثغر يأتي.. وخصرٌ يسافر

رُبَّ نهدٍ غسلته بدموعي
فتشظى كعلبةٍ للجواهرِ

الحضارات كلها شغل أنثى
والثقافات من رنين الأساور

تزرع المرأة السنابل والوردَ..
ويبقى كل الرجال عشائرْ

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي