بشرى البرية قاصيها ودانيها

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٦:١٥، ٣ أبريل ٢٠٢٢ بواسطة Adab-designer (نقاش | مساهمات) (اضافة صورة لأول أبيات القصيدة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بشرى البرية قاصيها ودانيها لـ أحمد شوقي

اقتباس من قصيدة بشرى البرية قاصيها ودانيها لـ أحمد شوقي

بُشرى البَرِيَّةِ قاصيها وَدانيها

حاطَ الخِلافَةَ بِالدُستورِ حاميها

لَمّا رَآها بِلا رُكنٍ تَدارَكَها

بَعدَ الخَليفَةِ بِالشورى وَناديها

وَبِالأَبِيّينَ مِن قَومٍ أَماتَهُمُ

بُعدُ الدِيارِ وَأَحياهُم تَدانيها

حَنّوا إِلَيها كَما حَنَّت لَهُم زَمَناً

وَأَوشَكَ البَينُ يُبليهُم وَيُبليها

مُشَتَّتينَ عَلى الغَبراءِ تَحسَبُهُم

رَحّالَةَ البَدوِ هاموا في فَيافيها

لا يَقرُبُ اليَأسُ في البَأساءِ أَنفُسَهُم

وَالنَفسُ إِن قَنَطَت فَاليَأسُ مُرديها

أَسدى إِلَينا أَميرَ المُؤمِنينَ يَداً

جَلَّت كَما جَلَّ في الأَملاكِ مُسديها

بَيضاءَ ما شابَها لِلأَبرِياءِ دَمٌ

وَلا تَكَدَّرَ بِالآثامِ صافيها

وَلَيسَ مُستَعظَماً فَضلٌ وَلا كَرَمٌ

مِن صاحِبِ السِكَّةِ الكُبرى وَمُنشيها

إِنَّ النَدى وَالرِضى فيهِ وَأُسرَتِهِ

وَاللَهُ لِلخَيرِ هاديهِ وَهاديها

قَومٌ عَلى الحُبِّ وَالإِخلاصِ قَد مَلَكوا

وَحَسبُ نَفسِكَ إِخلاصٌ يُزَكّيها

إِذا الخَلائِفُ مِن بَيتِ الهُدى حُمِدَت

أَعلى الخَواقينَ مِن عُثمانَ ماضيها

خِلافَةُ اللَهِ في أَحضانِ دَولَتِهِم

شابَ الزَمانُ وَما شابَت نَواصيها

دُروعُها تَحتَمي في النائِباتِ بِهِم

مِن رُمحِ طاعِنِها أَو سَهمِ راميها

الرَأيُ رَأيُ أَميرِ المُؤمِنينَ إِذا

حارَت رِجالٌ وَضَلَّت في مَرائيها

وَإِنَّما هِيَ شورى اللَهِ جاءَ بِها

كِتابُهُ الحَقُّ يُعليها وَيُغليها

حَقَنتَ عِندَ مُناداةِ الجُيوشِ بِها

دَمَ البَرِيَّةِ إِرضاءً لِباريها

وَلَو مُنِعَت أُريقَت لِلعِبادِ دِماً

وَطاحَ مِن مُهَجِ الأَجنادِ غاليها

وَمَن يَسُس دَولَةً قَد سُستَها زَمَناً

تَهُن عَلَيهِ مِنَ الدُنيا عَواديها

أَتى ثَلاثونَ حَولاً لَم تَذُق سِنَةً

وَلا اِستَخَفَّكَ لِلَذّاتِ داعيها

مُسَهَّدَ الجَفنِ مَكدودَ الفُؤادِ بِما

يُضني القُلوبَ شَجِيَّ النَفسِ عانيها

تَكادُ مِن صُحبَةِ الدُنيا وَخِبرَتِها

تُسيءُ ظَنَّكَ بِالدُنيا وَما فيها

أَما تَرى المُلكَ في عُرسٍ وَفي فَرَحٍ

بِدَولَةِ الرَأيِ وَالشورى وَأَهليها

لَمّا اِستَعَدَّ لَها الأَقوامُ جِئتَ بِها

كَالماءِ عِندَ غَليلِ النَفسِ صاديها

فَضلٌ لِذاتِكَ في أَعناقِنا وَيَدٌ

عِندَ الرَعِيَّةِ مِن أَسنى أَياديها

خِلافَةُ اللَهِ جَرَّ الذَيلَ حاضِرُها

بِما مَنَحتَ وَهَزَّ العِطفَ باديها

طارَت قَناها سُروراً عَن مَراكِزِها

وَأَلقَتِ الغِمدَ إِعجاباً مَواضيها

هَبَّ النَسيمُ عَلى مَقدونيا بَرداً

مِن بَعدِ ما عَصَفَت جَمراً سَوافيها

تَغلي بِساكِنِها ضِغناً وَنائِرَةً

عَلى الصُدورِ إِذا ثارَت دَواعيها

عاثَت عَصائِبُ فيها كَالذِئابِ عَدَت

عَلى الأَقاطيعِ لَمّا نامَ راعيها

خَلا لَها مِن رُسومِ الحُكمِ دارِسُها

وَغَرَّها مِن طُلولِ المُلكِ باليها

فَسامَرَ الشَرَّ في الأَجبالِ رائِحُها

وَصَبَّحَ السَهلَ بِالعِدوانِ غاديها

مَظلومَةٌ في جِوارِ الخَوفِ ظالِمَةٌ

وَالنَفسُ مُؤذِيَةٌ مَن راحَ يُؤذيها

رَثَت لَها وَبَكَت مِن رِقَّةٍ فُوَلٌ

كَالبومِ يَبكي رُبوعاً عَزَّ باكيها

أَعلامُ مَملَكَةٍ في الغَربِ خائِفَةٌ

لِآلِ عُثمانَ كادَ الدَهرُ يَطويها

لَمّا مُلِئنا قُنوطاً مِن سَلامَتِها

تَوَثَّبَت أُسُدُ الآجامِ تَحميها

مِن كُلِّ مُستَبسِلٍ يَرمي بِمُهجَتِهِ

في الهَولِ إِن هِيَ جاشَت لا يُراعيها

كَأَنَّها وَسَلامُ المُلكِ يَطلُبُها

أَمانَةٌ عِندَ ذي عَهدٍ يُؤَدّيها

الدينُ لِلَّهِ مَن شاءَ الإِلَهُ هَدى

لِكُلِّ نَفسٍ هَوىً في الدينِ داعيها

ما كانَ مُختَلِفُ الأَديانِ داعِيَةً

إِلى اِختِلافِ البَرايا أَو تَعاديها

الكُتبُ وَالرُسلُ وَالأَديانُ قاطِبَةً

خَزائِنُ الحِكمَةِ الكُبرى لِواعيها

مَحَبَّةُ اللَهِ أَصلٌ في مَراشِدِها

وَخَشيَةُ اللَهِ أُسٌّ في مَبانيها

وَكُلُّ خَيرٍ يُلَقّى في أَوامِرِها

وَكُلُّ شَرٍّ يُوَقّى في نَواهيها

تَسامُحُ النَفسِ مَعنىً مِن مُروءَتِها

بَلِ المُروءَةُ في أَسمى مَعانيها

تَخَلَّقِ الصَفحَ تَسعَد في الحَياةِ بِهِ

فَالنَفسُ يُسعِدُها خُلقٌ وَيُشقيها

اللَهُ يَعلَمُ ما نَفسي بِجاهِلَةٍ

مَن أَهلُ خِلَّتِها مِمَّن يُعاديها

لَئِن غَدَوتُ إِلى الإِحسانِ أَصرُفُها

فَإِنَّ ذَلِكَ أَجرى مِن مَعاليها

وَالنَفسُ إِن كَبُرَت رَقَّت لِحاسِدِها

وَاِستَغفَرَت كَرَماً مِنها لِشانيها

يا شَعبَ عُثمانَ مِن تُركٍ وَمِن عَرَبٍ

حَيّاكَ مَن يَبعَثُ المَوتى وَيُحييها

صَبَرتَ لِلحَقِّ حينَ النَفسُ جازِعَةٌ

وَاللَهُ بِالصَبرِ عِندَ الحَقِّ موصيها

نِلتَ الَّذي لَم يَنَلهُ بِالقَنا أَحَدٌ

فَاِهتِف لِأَنوَرِها وَاِحمِد نَيازيها

ما بَينَ آمالِكَ اللائي ظَفِرتَ بِها

وَبَينَ مِصرَ مَعانٍ أَنتَ تَدريها

شرح ومعاني كلمات قصيدة بشرى البرية قاصيها ودانيها

قصيدة بشرى البرية قاصيها ودانيها لـ أحمد شوقي وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن أحمد شوقي

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.[١]

تعريف أحمد شوقي في ويكيبيديا

أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك (16 أكتوبر 1868 - 14 أكتوبر 1932)، كاتب وشاعر مصري يعد أعظم شعراء العربية في العصور الحديثة، يلقب بـ «أمير الشعراء».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد شوقي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي