تنويعات موسيقية عن امرأة متجردة

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٤١، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تنويعات موسيقية عن امرأة متجردة لـ نزار قباني

1
كان في صدرك ديكان جميلان ..
يصيحان كثيراً ..
وينامان قليلاً ..
وأنا كنت بلا نوم ..
وكان الشرشف المشغول بالإبرة ..
مزروعاً عصافير ..
وورداً ..
ونخيلا ..
كيف يأتي النوم يا سيدتي ؟
كيف يأتي ؟
وحقول الشاي في السيلان ، وتدعوني ..
وأدغاك البهارات ..
وجوز الهند ..
لا تترك للنوم سبيلا ..
أنت نامي .. فأنا من يوم ميلادي بلا نوم ..
وأعصابي كأسلاك من القش ..
ووجهي كقصاصات المجلات القديمه ..
ما احترفت القتل من قبل .. ولكن ..
سمك القرش الذي يقفز من خلجان نهديك
البدائيين .. يغريني بتنفيذ الجريمه

2
.. كان في صدرك حقلان من القطن ..
وكان البرنس الأحمر .. مفتوحاً من النصف ..
وجرحي كان مفتوحاً نم النصف ..
وكان المرمر الأخضر في الحمام ..
مذبوحاً من الشوق ..
وكانت رغوة الصابون ، واللاوند ..
تجتاح البراويز
وتجتاح الثريات ..
وتجتاح مساماتي ..
ترميني على الأرض شظايا ..

3
كان نهداك خروفين صغيرين ..
وكانا .. يأكلان العشب من صدري ..
وكان الصوف من كشمير .. منثوراً على وجهي ..
وقمصاني ..
وفي كل الزوايا ..
كنت كالبللور مكسوراً على الأرض ..
وكانت قهوتي تشربني ..
والبرنس المبتل بالماء ..
يناديني ..
ويهديني ملايين الهدايا ..

4
.. كان نهداك حصانين بلا سرج ..
وكانا يشربان الماء من قعر المرايا ..
وأنا من أمة تحترم الحيل ..
وما للخيل من طبع كريم .. وسجايا
آه لو قدمت لوزاً للحصانين ..
وتيناً .. وزبيباً ..
آه ..
لكن هاجرت مني يدايا ..
شهوتي سيف حجازي ..
ونهداك كأرض الروم ..
من مات على أسوارها ..
كفر عن كل الخطايا ..

5
كان نهداك مليكين عظيمين ..
وكانا يحكمان البر والبحر ..
وكان العدل موفوراً ..
وكان الخبز موفوراً ..
وكان الشعب يدعو للمليكين .. بطول العمر ..
في كل الميادين .. وفي كل التكايا ..
وأنا من أحسن حظي أنني ..
عاصرت نهديك ..
وقدمت ولائي لهما ..
مثل ملايين الرعايا ..

6
.. كان يا ما كان ..
في صدرك أسماك .. وخيل .. وديوك
وملوك .. وزغاليل حمام
وزغاريد صبايا ..
وأنا كنت على سجادة الكاشان مرمياً ..
ومن حولي نثارات شموس ..
وفتافيت مرايا ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي