ثلاث بطاقات من آسيا

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٠١:٢٣، ٢٠ يونيو ٢٠٢٢ بواسطة Adab (نقاش | مساهمات) (اضافة تصنيف)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ثلاث بطاقات من آسيا لـ نزار قباني

من آسيا ..
عليكِ يا صديقتي السلام ..
فبعد عينيكِ أنا ..
لا أعرف السلام ..
قطعتُ في تشرّدي الطويل ..
يا قمري ..
يا أرنبي الجميل ..
يا رغوة الحليب والرخام ..
قطعتُ ألف عام ..
بدون عينيكِ .. بلا خبزٍ .. ولا طعام ..
تصوّري !
أنّي بلا عينيكِ .. ألف عام ..
بدون مصباحين أخضرين ..
بدون شمعتين ..
بينهما أنام ..
*
فيروزتي ..
ما زلتُ في سفينتي ..
أصارع الشموس ، واللّصوص ، والدوار ..
نزلتُ في مرافيء موبوءة المياه ..
صليتُ في معابد ليس لها إله ..
وأرخص الخمور ذقت ..
أرخص الشفاة ..
قُتلتُ ألف مرة ..
غرقتُ ألف مرّة ..
صلبت فوق حائط النهار ..
وسبعةٌ قطعتُها .. من أوسع البحار ..
من أخطر البحار ..
لمست سقف الشمس ..
كانت رحلتي انتحار ..
تصوّري ..
أنّي بلا عينيكِ ، يا حبيبتي ، قرون ..
لا كوكب في الأفق .. لا منار ..
بحّارتي .. في السطح ميّتون ..
وخبزيَ الأسفنج .. والمحار ..
تصوّري الأرض وما تكون ..
يا أرنبي الحنون ..
بدون عينيكِ .. بلا فُسْقيّةِ اخضرار ..
بدون شاطئين مقمرين ..
بدون غابتين ..
أنشد في حماهما القرار ..
*
من آخر الدنيا ، ومن جدارها القصيّ ..
بطاقتي تأتيكِ .. يا اعزّ ما لديّ ..
يا كل ما لديّ ..
الشمس فوق آسيا ..
كحقل برتقال ..
كلوحة لا تُشترى بمال ..
والليل في هونكونغ ..
صندوق من الحيّ ..
بعثره الله على الجبال ..
والبحر يا صديقتي ..
شال بنفسجي ..
يشهق من تطريزه الخيال ..
من آسيا ..
أمدّ يا أميرتي يديّ ..
أسأل عن عينيكِ ..
يا أعزّ ما لديّ ..
عن قطعتي حليّ ..
ما الهما مثيل ..
في اللون والنقاء ..
*
أميرتي ..
أعرفن أنّ مركبي ..
يغصّ بالكنوز ، والبخور ، والفِراء ..
وأنّ عندي مئة من أجمل الإماء ..
من أندري الإماء ..
أعرف أني عائد بالذهب الكثير ..
بالخزف الصينيّ ..
بالسجاد ..
بالحرير ..
بألفِ كنز مذهل مثير ..
لكنني ..
يا أرنبي الصغير ..
برغم ما جمعته فقير ..
بدون عينيكِ .. بدون ماستين ..
ما لهما نظير ..
يا كنزي الأول والأخير ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي