حبٌ .. على ( الفاكس )

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٤٢، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حبٌ .. على ( الفاكس ) لـ نزار قباني

1
كنتُ في الماضي
عندما أعيش قصة حب
أستعمل ورق الرسائل ..
والهاتف ..
وأزهار القرنفل ..
ودواوين الشعر ..
لأقول لك : (( أحبك )) …

2
واليوم ..
أقتحم حجرة نومك بـ ( الفاكس ) ..
لأندس تحت شراشفك ..
وأتناول إفطار الصباح معك .
ما أجمل الحضارة ..
حين تسمح لي بالدخول عليك
بلا استئذان ..

3
( الفاكس )
هو قبلة ٌ مستعجلة ..
تصلك قبل أن تنهضي من فراشك ..
وقبل أن تغسلي وجهك بالماء ..
وقبل أن تشربي قهوتك ..
وتقرأي جريدتك ..
قبلة ٌ لا تحتمل التأجيل …

4
إنني عاشق عصبي جداً ..
ومعاصر جداً ..
ومشتاق إليك جداً ..
فلا تؤاخذيني ، يا سيدتي
على هذا الاختراق …

5
لو كنتُ في بلد ديمقراطي ..
يعترف بالعشق .. والعاشقين ..
لطالبتُ بأن يضعوا صورتك
على طوابع البريد ..
فلا الملوك أجمل منك ..
ولا الرؤساء أعدل منك ..
فأنت مليكة العدل .. والحب ..
والشمس ، والماء ، والخصوبة ..
أنت مليكتي ..

6
إذا نزلتِ في أي مطار دولي
فلا ضرورة لإبراز جواز سفرك ..
اقرأي لهم قصيدة من قصائدي
وسيعرفونك على الفور
ويؤدون لك التحية …

7
كل المساحيق التي تستعملينها
لا تجعلك جميلة ..
وحدها قصائدي تجعلك امرأة !! .

8
ليس مهماً
أن تحركي شهوة الرجل في داخلي
المهم ..
أن تحركي شهوة الكتابة …

9
أنا من سلالات الياسمين الدمشقي
ومن مشتقات الكرز ، والخوخ ، والسفرجل ..
ولكنني حين رأيتُ الفاكهة ..
تتدحرج تحت بُرنسك الأبيض
بدأت أشك بانتماءاتي ..

10
يخطر لي أحياناً
أن أكتب على جسمك
قصيدة جديدة ..
لم أكتب أجرأ منها ..
ولا أعنف منها ..
ولكنني لا أعرف أين أنشرها ؟؟

11
عندما أشرب القهوة معك ..
أشعر أن شجرة البن الأولى
زُرعت من أجلنا …

12
عندما لا تكونين معي .
يخلع القمر خواتمه ..
والنجوم أساورها ..
ويستقيل البحر من أمواجه ..
والعصافير من أجنحتها ..
والأشجار من أوراقها ..
والحرية من حريتها ..
ويصبح الشعراء ، والرسامون ، والمغنون ..
عاطلين عن العمل …

13
مَن علـَّمكِ أن تقبليني
بمثل هذه المهارة ؟
من علمك أن تطرزي فمي
كما تطرزين منديلاً من الدانتيل ؟؟

14
كل المكافآت الأدبية التي حصلتُ عليها
لا تدير رأسي ..
كل الأوسمة التي أحملها ..
لا تثير غروري .
أنت الوسام الذهبي الذي أحلم باقتنائه .
أنت مكافأتي ..

15
علميني ، أيتها الاستثنائية
كلمة استثنائية واحدة
أقولها لك حين أراك ..
لأن كل ما أعرفه من مفردات
لا يغطي بوصة من بساتين أنوثتك ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي