حيا نسيمك حتى كاد يحييني

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٢٠:٥٣، ٢٠ يونيو ٢٠٢٢ بواسطة Adab (نقاش | مساهمات) (اضافة تصنيف)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حيا نسيمك حتى كاد يحييني لـ محمد الباجي المسعودي

اقتباس من قصيدة حيا نسيمك حتى كاد يحييني لـ محمد الباجي المسعودي

حَيّا نَسيمُكَ حَتّى كادَ يُحييني

يا تونِسَ الأُنسِ يا خَضرا المَيادينِ

سَرى عَليلاً وَوافى بالسَلام إِلى

مُضنىً بِحُبِّك نائي الدارِ مَغبونٍ

فَجَدَّ بي الشَوقُ واِستَولى عَلى جَلدي

وَصِرتُ أَخفيهِ حَتّى كادَ يُخفيني

وَبِتُّ في حُرَقٍ وَالطَرفُ في أَرقٍ

وَالنَومُ أَعصيهِ أَحياناً وَيَعصيني

سَقى رُبى تونِسَ الخَضرا وَساكِنَها

سُحبٌ منَ السَعدِ تُرضيهِم وَتُرضيني

وَلا أَذاقَني الرَحمانُ فُرقَتَها

فَبُعدُها موجِبٌ ضَعفي وَتَوهيني

رَبعُ الأَماني وَمأوى كُلّ ذي أَدَبٍ

وَمَسكَنٌ لِلمَها وَالخُردِ العينِ

مَنشا شَبابي وَأَترابي وَمُرضِعَتي

ثَديُ السُرورِ الَّذي لا زالَ يُرويني

قُم يا نَديمي نُباكِر رَوضَها سَحَراً

فالسَعدُ نادى بِنا مِن بابِ سضعدون

أَهدى الرَبيعُ لَنا ظَرفاً وَتَكرِمَةً

شَميمَ أَنفاسِهِ ضِمنَ الرَياحينِ

أَما تَرى أَعيُنَ الأَزهارِ شاخِصَةً

لِلَّهوِ وَالأُنسِ وَالأَفراحِ تَدعوني

ساعِد أَخاكَ إِلىَ أَريانَةٍ فَبِها

رَوضٌ تَوَشّى بوَردي وَنسرينِ

واِغنَم بِها نَفَسَ الأَزهارِ مُصطَحِباً

مِن خَمرَةٍ عُتِّقَت في دَيرِ عَبدونِ

وَمِل لِشُطرانَة عِندَ الغَبوقِ وَقِف

واشرَطِ بِها ما تَشا يأتيك في الحينِ

وَجَعفَرٍ لا ذوَت أَغصانُهُ وَسَقَت

ثُغورَ أَزهارِهِ بِنتُ الزراجينِ

ظِلّ ظَليلٌ وَماءٌ كالسّلاف عَلى

رَجعِ النَواعيرِ رَبّاتِ التَلاحينِ

واِرتَد لِنَفسِكَ في رَوّادَ مَنزِلَةً

واِخلَع عِذَارَكَ فيها خَلعَ مأمونِ

واِحمل إِلى شاطىء المَرسى وَقُبَّتها

خَمراً مُشَعشَعَةً مِن خَمر بَرزونٍ

وَواصِلِ القَصفَ وارفُل في مَلابسه

واِترِع بِها الكأسَ واِشرَبها وأسقيني

وَسَرّحِ الطَرفَ مُرتاحاً وَمُبتَهِجاً

في خُضرَةِ البَحرِ أَو خُضرِ البَساتينِ

وَالغيد تَمرَحُ وَالغُزلانُ تَسبَحُ ما

في البَرِّ ضَبّ وَلا في البَحرِ مِن نون

تُلفي العَذول عَذيراً في خلاعَتها

إِذ حُسنُها نابَ عَن نَصَبِ البَراهِنِ

وَاِسلُك إِلى جَبَلِ الباجي وَتُربَتهِ

وَاسأل هُناكَ عَطاءٌ غَيرَ مَمنونٍ

حَتّى إِذا ما بَلَغتَ الحَدّ مِن طَرَبٍ

وَأَبتَ لِلجدّ بَعدَ اللَهوِ وَاللينِ

فاِسرِع إِلىَ حَلقِ واديها وَشمهُ تَرَ

ما خَلَّدَتهُ يَدُ الشم العَرانينِ

تَرى بِهِ الفُلكَ بالأَبراجِ مُحدقَة

مِثلَ البَيادِقِ طافَت بالفَرازينِ

تَزَيَّنَت بِصُنوفٍ مِن مَدافِعَها

سودٍ فَواغِر أَمثالَ الثَعابينِ

وَاِسأل أَبا لحيَةٍ ذاكَ المُجاهِدَ عَن

أَفعالِهِ في أَعاديهِ المَلاعين

وَادخُل إِلى القِشلَةِ الكُبرى فَإِنَّ بِها

جُنداً مَفاخرُهُم بالمَدحِ تُغريني

أُسدُ العَساكِرِ في غَيلِ السِلاحِ جَثوا

لِنَصرِ سُلطانهم وَالقُطرِ وَالدينِ

في سورَةِ الصفِّ مِن أَحوالهم مَثَلٌ

لا زالَ سَعدُهُم في حَرزِ ياسينِ

واِركُض إِلى قشلَةِ المُركاضِ تُلفِ بِها

قَوماً كِراماً عَلى غُرٍّ مَيامينِ

تَحكي قَواضِبُهُم لَمعَ البُروقِ دُجىً

بِكُلِّ عَضبٍ بِماء النَصرِ مَسنون

وَفي فَنا قشلَةِ القَنديلِ أسدُ شَرى

قَد تاجَروا اللَهَ تَجراً غَيرَ مَغبونِ

الحَزمُ وَالصَبرُ وَالإِذعانُ دأبُهُمُ

في حُسنِ سَمتٍ بعز النَصرِ مَقرون

وَإِن وَصَلتَ إِلى قَصرِ الخِلافَةِ قُل

حُيِّيتَ حُييتَ يا مأوى السَلاطينِ

يا قُبَّةَ العَدلِ يا دارَ الإِمارَة يا

مَلجا لِكُلِّ غَريبِ الدارِ مَسكينِ

لا زِلتَ تَخلُدُ في عز وَمَكرُمَةٍ

لسادَة المصرِ أَربابِ الدواوينِ

فَيا مَنازِلَ ذي فتكٍ وَذي نُسُك

وَيا مَعالِمَ تَلحينٍ وَتأذينِ

أَنتِ المُنازِلُ حَقاً لا مَنازِلُ مَن

يَقولُ يا نَسمَةً مِن نَحوِ دارين

ما شادَ ذِكرَكَ قَبلي مَن يَقولُ بِها

باكر سُعودَكَ لَيسَ الوَقتُ بالدون

حَذَوتُ حَذوَ أَبي العَبّاسِ أَحمَدَ في

نَسيمُ تونس حَيّاي وَيُحييني

فَخري وَذُخري وَأستاذي الشَهيرِ ومن

وَجدي بِهِ في تَجاويف الشَرايينِ

مُثني الوِزارَةِ مِن سَيفٍ وَمِن قَلَمٍ

وَمَنصِبٌ غَير مُحتاجٍ لِتَبيينِ

يَدومُ في العَز فَذّا لاَبساً أَبَداً

سَعادَةً مِن إِلَهِ الكافِ وَالنونِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة حيا نسيمك حتى كاد يحييني

قصيدة حيا نسيمك حتى كاد يحييني لـ محمد الباجي المسعودي وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن محمد الباجي المسعودي

محمد الباجي المسعودي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي