سأقول لك أحبكِ ..

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٤١، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سأقول لك أحبكِ .. لـ نزار قباني

1
سأقولُ لكِ " أحبكِ " ..
حينَ تنتهي كلّ لغاتِ العشق القديمهْ
فلا يبقى للعشاق ِ شيءٌ يقولونهُ .. أو يفعلونهْ ..
عندئذ ستبدأ مهمتي ..
في تغيير حجارة هذا العالمْ ..
وفي تغيير هندستهْ ..
شجرة ً بعد شجرهْ ..
وكوكباً بعد كوكبْ ..
وقصيدة ً بعد قصيدهْ ..
2
سأقولُ لكِ " أحبكِ " ..
عندما أشعر أن كلماتي صارت تستحقكِ ..
وتضيقُ المسافة ُ بين عينيكِ وبين دفاتري ..
ويصبحُ الهواءُ الذي تتنفسينه يمرُّ برئتي أنا ..
وتصبحُ اليد التي تضعيها على مقعد السيارة ..
هي يدي أنا ..
سأقولها , عندما أصبح قادراً ,
على استحضار طفولتي , وخيولي , وعساكري ,
ومراكبي الورقيهْ ..
واستعادة ِ الزمن الأزرق معكِ على شواطئ بيروتْ .
حين كنتِ ترتعشين كسمكةٍ بين أصابعي ..
فأغطيكِ , عندما تنعسينْ ..
بشرشفٍ من نجوم الصيفْ ..
3
سأقولُ لكِ " أحبكِ "
عندما أشعرُ أن الأرضَ حتى تدورَ بحاجةٍ إليكِ
وسنابلَ القمح حتى تنضجَ .. بحاجةٍ إليكِ ..
والفصولَ حتى تتعاقبَ .. بحاجةٍ إليكِ ..
والينابيعَ حتى تنفجرْ ..
والحضارةَ حتى تتحضرْ ..
والعصافيرَ حتى تتعلمَ الطيرانْ ..
والفراشات حتى تتعلمَ الرسم ..
وأنا حتى أمارس النبوهْ
بحاجةٍ إليكِ ..
4
سأقولُ لكِ " أحبكِ "
عندما تسقط الحدودُ نهائياً بينكِ وبين القصيدهْ ..
ويصبح النومُ على ورقة الكتابهْ
شهياً ومدمراً كالنوم معكِ ..
ليسَ الأمرُ سهلاً كما تتصورينْ ..
فأنا لا أستطيع أن أحبّ امرأهْ ..
خارجَ إيقاعاتِ الشعرْ ..
ولا أن أدخلَ في حوار ٍ مع جسدٍ لا أعرفُ أن أتهجأهْ
كلمة ً كلمهْ ..
ومقطعاً كقطعاً ..
إنني لا أعاني من عقدة المثقفينْ ..
لكنّ طبيعتي ترفضُ الأجسادَ التي لا تتكلمُ بذكاءْ
والعيونَ التي لا تطرحُ الأسئلهْ ..
إن شرطَ الشهوة َ عندي , مرتبط ٌ بشرط الشعرْ
فالمرأة قصيدة ٌ أموتُ عندما أكتبها ..
أموتُ عندما أنساها ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي