كونـشرتو البيانو

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٤:٤١، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كونـشرتو البيانو لـ نزار قباني

1
كل شيء ممكنٌ ..
في ذلك الليل الذي يثقبهُ صوتُ المطرْ
كلُّ شيءٍ ممكنٌ ..
حينَ يكون المرءُ بالكونياكِ مغسولاً
وبالأحزان مغسولاً
وبالمجهول مسكوناً
وحين المرءُ لا يرضى بأن يبقى حجرْ ..
فلماذا ؟
تستشيرينَ الفناجينَ , لماذا ؟
تطرحينَ الأسئلهْ ..
ولماذا ؟
جئتِ صوبَ البحر ,
إن كنتِ تخافينَ السفرْ ..
2
كلُّ شيءٍ ممكنٌ ..
ما بينَ تشرينَ , وتشرينَ ,
وما يحدثُ في داخل نهديكِ طبيعيٌّ
كهذا السُكر ِ الدافق ِ من قلب الثمرْ ..
فاتركي أمركِ للهِ .. ونامي
إن نهديكِ يجيئان ِ إلى الدنيا قضاءً وقدرْ ..
ويموتان ِ قضاءً وقدرْ ..
3
سوفَ يأتي الحبُّ في موعده ِ ..
فالبسي قـُفـْطانكِ المصريَّ ..
لا أدري لماذا ..
أذكرُ الآنَ حقولَ القطن في الدلتا ..
وشمسَ القاهرهْ ..
فاجلسي حيثُ تحبينَ ..
فكونشرتو البيانو
سوفَ يـُلغي الوقتَ ..
يلغيكِ ..
ويلغيني
ويلغي العُـقدَ الأولى التي نحملها منذ الولادهْ
سيجيءُ الحبُّ في موعدهِ ..
ويجيءُ الجنسُ في موعدهِ ..
إن كونشرتو البيانو
يمسحُ الأشياءَ بالكافور والزيتِ ,
يذيبُ الثلجَ عن وجه البحيراتِ ..
ويأتي بالفراشاتِ الغريباتِ ,
ويأتي بالحقولْ ..
فاتركي الأمرَ طبيعياً .. وسهلاً ..
إن كونشرتو البيانو
يتولى هو إيجادَ الحلولْ ..
سيجيءُ الحبُّ في موعده ..
والبيانو ..
سينادينا إلى غرفته المائيةِ الشكل ِ ,
ولا أعلمُ ما سوفَ يقولْ ..
4
كلُّ شيءٍ ممكنٌ ..
في ذلك الليل الذي يثقبه صوتُ المطرْ
إن تشايكوفسكي ..
يمر الآن كالعصفور من ساحاتِ بطرسبرغ َ ,
يأتي من ممرات جبال الألبِ ,
ينساب كحُلم ٍ أخضر ٍ من حيّ مونبارناسَ ,
تشايكوفسكي ..
يمرُّ الورقَ الأصفرَ من غابات أوروبا ..
يـُصلي في أياصوفيا ..
ويبكي في رحاب النجفِ الأشرفِ ,
ما بين المرايا .. والقبابِ الذهبيهْ ..
5
كلُّ شيءٍ ممكنٌ ..
في ذلك الليل الذي يثقبهُ صوتُ المطرْ ..
فالبسي قـُـفـْـطانكِ الكرديَّ ..
لا أدري لماذا ..
أذكرُ الموصلَ أيام الربيعْ
وحقولَ القضيبِ المائيَّ في الأهوار ِ ,
لا أدري لماذا ..
تحضر الآن إلى بالي بساتينُ الرصافهْ
و ( الشناشيلُ ) التي تملأ شط َّ الأعظميهْ
والكتاباتُ التي يكتبها اللهُ .. بوردٍ وذهبْ ..
عند لحظاتِ الغروبْ ..
فوق شَعْر النخل في شط ِّ العربْ ..
6
يا صباحَ الفـُلِّ .. هل أنتِ بخير ٍ ؟
إنَّ كونشرتو البيانو
أشعلّ النارَ لنا .. ثم ذهبْ ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي