مـع بيروتيه

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٤٢، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مـع بيروتيه لـ نزار قباني

.. لم يبقى سوانا في المطعم
لم يبقى سوى
.. ظل الرأسين الملتصقين
لم يبقى سوى
.. حركات يدينا العاشقتين
وبقايا البن الراسب
.. في أعماق الفنجانين
.. لم يبق سوانا في المطعم
.. بيروت . تغوص كلؤلوة
.. داخل عينيك السوداوين
.. بيروت . تغيب بأكملها
، رملا ، وسماء ، وبيوتا
.. تحت الجفنين المنسبلين
، بيروت . أفتش عن بيروت
.. على أهدابك ، والشفتين
فأراها طيرا بحريا
وأرها عقدا ماسيا
.. وأرها امرأة فاتنة
تلبس قبعة من ريش
تشبك دبوسا ذهبيا
وتخبيء .. زهرة غاردينيا
.. خلف الأذنين
بيروت ! وأنت على صدري
.. شيء .. لا يحدث في الرؤيا
.. من يوم تلاقينا فيها
.. صارت بيروت
.. هي الدنيا
لم يبقى سوانا .. في المطعم
.. شال الكشمير .. على كتفيك
.. يرف حديقة ريحان
.. يدك الممدودة .. فوق يدي
.. أعظم من كل التيجان
.. عيناك .. أمامي صافيتان
.. صفاء سماء حزيران
وطفولة وجهك مقنعة
.. أكثر من كل الأديان
ما دامت مملكتي عينيك
.. فإني سلطان زماني
.. المطعم أصبح مهجورا
.. وأنا أتأمل فنجاني
ماذا سيكون بفنجاني ؟
، غير الأمطار ، وغير الريح
.. وغير طيور الأحزان
.. تذبحني امرأة من لبنان
.. تساوي ملك سليمان
.. آه.. يا حبي اللبناني
.. آه.. يا جرحي اللبناني
.. لا غيرك يسكن ذاكرتي
لا غيرك يسكن أجفاني
قد ماتت كل نساء الأرض
.. وأنت بقيت بفنجاني

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي