آس العذار على خديه قد كتبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة آس العذار على خديه قد كتبا لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة آس العذار على خديه قد كتبا لـ ناصيف اليازجي

آسُ العِذارِ على خَدَّيهِ قد كَتَبا

حَديثَ فتنَتِهِ الكُبرَى فما كَذَبا

ما زالَ يخضَرُّ ذاك الآسُ مُزدهياً

وكيفَ يَخضَرُّ نبتٌ جاوَرَ اللهَبا

فَتىً منَ العَرَبِ العَرْباء مَنطِقُهُ

لكنِ شَمائِلهُ لا تَعرِفُ العَرَبا

غَضُّ الصِّبا لَيِّنُ الأعطافِ مُعتَدلٌ

لهُ فَكاهةُ رَيحانٍ ولُطفُ صَبَا

ما زالَ وَجدي بهِ يَنقادُ عن سَبَبٍ

حَتَّى رأيتُ لزُهدي في الهَوَى سَبَبا

لَهَوْتُ عن غَزَلٍ فيهِ بعارضةٍ

من النَّسيبِ بخَوْدٍ تَفتِنُ الأُدَبا

رِسالةٌ من ضواحي مِصرَ قد وَرَدَتْ

كأنَّها فَلَكٌ قد ضُمِّنَ الشُّهُبا

بديعةُ النَّظمِ خُطَّتْ بالمِدادِ ولو

أصابَ كاتِبُها أجرَى لها الذَهَبا

للهِ من كاتبٍ أقلامُهُ نَظَمَتْ

عِقْدَ اللآلي بلا سِمطٍ فواعَجبَا

يَفْتَنُّ في فِتنةِ الألبابِ مُبتدعاً

إذا قَضَى أو رَوَى أو خَطَّ أو خَطَبا

مُهذّبٌ تَرفَعُ الأوهامُ حِكمَتَهُ

حَزْماً إذا قامَ للتَّدريسِ مُنتصِبا

يَقضى لهُ حينَ يُفتي في مَجالِسِهِ

بالسَّبْقِ مِمَّن رأى في كَفِّهِ القَصَبا

عبدٌ أُضيفَ إلى الهادي فَنالَ هُدىً

منَ المُضافِ إليهِ كانَ مُكتَسَبا

أقوَى الوَرَى سَنداً أعلى الذُرَى عُمُداً

أنَدى الكِرامِ يداً خيرُ الأنامِ أبا

طَلْقُ اليَراعةِ طَلْقُ الوَجهِ طَلْقُ يَدٍ

طَلْقُ اللِسانِ إذا السَّيفُ الصَقيلُ نبا

كالبحرِ مُندَفِقاً والصُبحِ مُنبَثقاً

والسَهمِ مُنطلقاً والغيثِ مُنسكبا

سَهْلُ الخلائِقِ لا يَهْتاجُهُ غَضَبٌ

حتى تَوهَّمتُهُ لا يَعرِفُ الغَضبَا

يُغضِي عن الجَهلِ من حِلمٍ ومَكرُمةٍ

عَيناً لها لَحَظاتُ تَخرُقُ الحُجُبا

أرادَ للنفسِ وَضعاً من وَداعتِهِ

يوماً فطارَتْ بها فوقَ العُلَى رُتَبا

لا يَبرَحُ المَرْءُ حيثُ اللهُ يَجعَلُهُ

ومَنْ رأى النَّجْمَ تحتَ الماءِ قد رَسَبا

مَتَى تَزُرْ شَيخَنا المُفتِي الكبيرَ تَرَى

أبا حَنيفةَ في مِحرابهِ انتَصَبا

تَرَى التلامِيذَ تَستملي فوائِدَهُ

كأنَّهُ البحرُ يَسقِي ماؤُهُ السُحُبا

كَنْزُ العُلومِ الذي يَغنَى الفقيرُ بهِ

منَ العطَايا ويَبقَى فوقُ ما ذَهَبا

بحرٌ على أرضِ مِصرٍ مَدَّ لُجّتَهُ

فنالَتِ الشَّامَ حتى جاوَزَتْ حَلَبا

أهدَى إلينا بُيوتاً كُلَّما ضَرَبتْ

طَيَّ الحَشا وَتداً مَدّت لهُ سَبَبا

بتنا نتوقُ إلى مصر لرؤيته

ونرصد الرِّيح تأتي لنا بِنَبَا

يمثِّلُ الوهمُ هاتيكَ الديارَ لنا

حتى كأنَّا وَرَدْنا نيلَها العَذِبا

عَزَّ اللقاءُ فرَدَّدْنا رَسائِلَنا

كمن تَيَمَّمَ حيثُ الماءُ قد نَضبَا

من ليسَ يقدِرُ في وَصلِ الأحبَّةِ أنْ

يَستَخِدمَ الخيلَ فَلْيَستخْدِمِ الكُتبُا

شرح ومعاني كلمات قصيدة آس العذار على خديه قد كتبا

قصيدة آس العذار على خديه قد كتبا لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي