أأبكى هوى أم فرحة أم أمانيا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أأبكى هوى أم فرحة أم أمانيا لـ صالح الشرنوبي

اقتباس من قصيدة أأبكى هوى أم فرحة أم أمانيا لـ صالح الشرنوبي

أأبكى هوى أم فرحةً أم أمانيا

عييتُ وما يجدى على بكائيا

إذا قلتُ إنّ الفجر بُشرى هناءَةٍ

تُنازعني نفسي فأرتدّ راضيا

رضا الحمل المشلول في كفّ جازر

وصبر الذي لم يلق في الناس حانيا

وإن أطبق الليل الرهيب جفونه

على ترامت فوق صدري آهيا

تنوح نواحَ الظلِّ ألوى بعمره

هجير الفلا حرّانَ يشوى المآقيا

فوا رحمتا للناس بل لي فما أرى

على الأرض ناساً حالهم مثلُ حاليا

وجامحةِ الأشواقِ مخمورة الرؤى

ترفُّ صبابات وتندى أغانيا

تعيشُ على الماضي وتخشى رجوعَه

وتهفو إلى المجهول ما دام خافيا

وتحرِقُ بالأوهام ما كان زاهرا

وتنعشُ باللذات ما كان ذاويا

تراها فتنساها كأنَّ وجودَها

فناءٌ فإن غابت أطلتَ التناجيا

وتحسبُها أُنثى من الطين روحُها

وتعشَقُها طيفاً من النور ساميا

هي الجنّةُ الحمراءُ تغريكَ ناظِراً

وتجفوكَ قديسا وتسبيك جانيا

أرقتُ على أقدامِها خمرةَ الصبا

وأفنيتُ في لذّاتِها كلّ مالِيا

وضيّعتُ فيها العمرَ حبّاً ولذّةً

ونادَمتُها كأسي مريراً وحاليا

وضمّختُ أيّامي بعطر شبابها

وشعشَعتُ أحلامي بنور خياليا

وقامرت بالمجد الذي كان رائدي

وشوّهتُ تمثالي وحطّمتُ ذاتيا

وقلت لنفسي إنها مرفأ المُنى

ومهوايَ ما عاشت وعاش غراميا

وظاهرَني قلبي عليها فأذعَنَت

وأرخيتُ للعشقِ المريض عنانيا

وما كنت أدري ما يجرُّ غرامها

ولكنّ قلباً في الضلوع دعانيا

وفي ليلةٍ خرساءَ مقرورةِ الدجى

تمرّدَ فيها الشوقُ هيمان عاتِيا

وعانقتُ فيها السهد عينا وخاطِراً

وسامترُ فيها الوجدَ جهشانَ باكيا

سعيتُ إليها جائعَ الروح ظامئاً

إلى نبعِها المسموم حيران شاكيا

كأني خط السكران يشقى بها الثرى

مغلّةً شلّاء تفنى توانيا

أُرَتّل أشعاري حنيناً وصبوةً

وأسكب روحي في الظلام مراثيا

ويسبح ظلّي في سنا البدر شائعاً

ويزحم صوتي ضجّةُ الريح شاجيا

وللصمت أصداءٌ كأنّ زفيفها

فحيح سقيم الروح يشجى الأفاعيا

ورحتٌ أناديها على بعد دارها

وأطيافها الرعناء ترثي لحاليا

ومازلت أقتافُ الظلام وأحتفى

بقربِيَ مسرفاً في رجائيا

وأسألُ نفسي هل تُسَرُّ بمقدمي

وترحم أنّاتي وتحي رُفاتِيا

وقالت لي الأوهام أين وفاؤُها

فقلت لأوهامي وأين وفائيا

لقد وهبتني الجسم والروح والهوى

ولم أعطها إلا فتاتَ شبابيا

وما أنا يا أوهامُ إلا حياتها

وما هي يا أوهامُ إلّا حياتيا

سأكفرُ بالأقداس في ديرِ حبّها

وأجعلُ شيطان الغرام إلهيا

وما هي إلّا وثبةٌ وانطلاقةٌ

وألفَيتُني أغشى عليها المغانيا

وأقدمتُ إقدامَ الجبان على الوغى

ترى الموتَ عيناه بعيدا ودانيا

وألهبتُ بالأشواق روح إرادتي

وأُنسيتُ إلّا لذّتي ومتاعيا

ومزّقَ صوتي هدأةَ الليل ضارِعاً

ومزّقَ وجدى هدأة الروح طاغيا

وهبّت تباريني الهتاف وخلتُها

تصارعُ مثلي رهبةً وتداعيا

وحيّيتُها فاستعجمَت وسألتُها

فكانت كصَمتِ القبر هاج النوازِيا

وقالت بعينيها وهبتُ عواطفي

لغيرك فاقطع فسحةَ العمر خاليا

وأطرقتُ إطراقَ اليتيم على الأسى

وضجّت بألحان الثكالى سمائيا

وودّعت دنياها بشجوى وأدمعي

وهدهدتُ بالصبر الجريح فؤاديا

وقلتُ لقلبي ربّما كنتُ مخطئاً

طريق الهوى أو أنني كنت جانيا

ويا ربّ ليل طال حتى ظنَنتهُ

خلوداً فكان الفجرُ للظنِّ ماحيا

لعَنتُكِ يا خرقاءُ ما كنتُ خائناً

ولا كان قلبي في غرامك لاهيا

ولكنه دهري وحظّي ومحنتي

تقاسَمن أيّامي وزِدنَ شقائيا

سأصبرُ يا حمقاءُ إلّا عن البُكا

وعن ذِكرياتي آه من ذكرياتيا

وللدّهر أن يقسو وإني لصامدٌ

وإن حطّمت سود الليالي جلاديا

ألِفتُ صراع الدهر من يوم مولدي

كأنّي على الدنيا مُلاقٍ حسابيا

ويا سلوتي عنها إليكِ فلم أكُن

لأسلوَ من كانت مَنارَ حياتيا

سئمتُ غناءَ الحظ وانساب غائمي

دموعاً على ما ذقته ومآسيا

وطهّرتُ نفسي من تراب مرقّشٍ

يحنُّ إلى رجعاه لهفان صاديا

ومزّقتُ آمالي فباتت ذبيحةً

مشرّدةَ الأشلاءِ تطوى اللياليا

وأودعت صفوي قُمقماً من غياهب

وأنكرتُ حتى بسمتي وعبوسيا

وغامَت على عيني الحقائقُ وانتضى

ليَ الشكّ سيفاً ظامىء الحد ماضيا

وحيّرتُ من يأسى أأدنى مَنيّتي

فأرحمُ نفسي أم أُميت حياتيا

حياتي طريقٌ لستُ أدرى انتهاءه

وقبلاً جهِلتُ البدءَ منذ ابتدائيا

وموتى بيدٌ يعزف الغيبُ فوقَها

مزاميرَ أشباحٍ تهزُّ الدياجيا

فمالي وللدّنيا سئمتُ نداءَها

أكرّشها إمّا استجابت ندائيا

دعيني لأبقى الخالدين يضمّني

لأخرج منك لا عليَّ ولاليا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أأبكى هوى أم فرحة أم أمانيا

قصيدة أأبكى هوى أم فرحة أم أمانيا لـ صالح الشرنوبي وعدد أبياتها ستون.

عن صالح الشرنوبي

صالح بن علي الشرنوبي المصري. شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها. دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم. ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام. ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً. له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط) .[١]

تعريف صالح الشرنوبي في ويكيبيديا

صالح علي شرنوبي (1924م - 1951م / 1370 هـ)، ولد في 26 مايو 1924 بمدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ. حفظ القرآن الكريم وعمره 10 سنوات. درس بمعهد دسوق الديني وحصل على الابتدائية من معهد القاهرة عام 1939م. حصل على الثانوية الأزهرية من المعهد الأحمدي بطنطا عام 1947م. فشل في الالتحاق بدار العلوم بعد أن اجتاز الامتحان التحريري. التحق بكلية أصول الدين ثم هجرها بعد سبعة أشهر من الدراسة. بعد عام من تركه كلية أصول الدين عاد إلى بلطيم ليعمل مدرسا بالمدرسة الابتدائية. ترك بلطيم إلى القاهرة. كتب قصائد الشك والحزن والحرمان والموت وهو مقيم بحجرة الدجاج على سطح أحد المنازل، أو وهو ملتجئ ـ بعد أن طردته صاحبة البيت لعجزه عن دفع الإيجار - إلى مغارة بجبل المقطم، أو وهو مقيم في بدروم تحت الأرض يخيل إلى داخله أنه يستنشق هواء قد سبق تنفسه حسب تعبير الدكتور عبد الحي دياب. عمل مدرسا بمدرسة أجنبية للبنات هي مدرسة «سان جورج» لكنه فصل منها لكثرة تخلفه وعدم التزامه بمواعيد الحضور والانصراف. مرة ثانية حاول الالتحاق بكلية دار العلوم ليلقى نفس النتيجة التي لقيها عام 1947 م. التحق بكلية الشريعة، ولكنه سرعان ما هجرها لنفس الأسباب التي هجر بها كلية أصول الدين. تعرف على الممثلين والممثلات وكتب أغنيات بعض الأفلام، كما أنه عرف وذاق كل خصائص عالم الفن إلى درجة التخمة. علم كامل الشناوي بمأساة الشاعر صالح الشرنوبي فعينه مصححا في جريدة (الأهرام) لتظل الماساة قائمة نتيجة لنمط الحياة التي قد استغرقت هذا الشاعر. في إجازة عيد الأضحى عاد الشاعر إلى بلطيم لتكون النهاية الحزينة، ولتشيع بلطيم شاعرها إلى مثواه الاخير يوم 17 سبتمبر 1951 م الموافق 15 من ذي الحجة 1370 هجرية. خلف صالح الشرنوبي عدة دواوين وبعض الأزجال والقصص القصيرة والمسرحيات، وقصائد النثر والشعر الحر جمعت كلها في مطبوع ضخم (675 صفحة) في سلسلة «من تراثنا» مع مقدمة للدكتور عبد الحي دياب[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. صالح الشرنوبي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي