أأن طرقت بعد التعذر والهجر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أأن طرقت بعد التعذر والهجر لـ محمد ولد ابن ولد أحميدا

اقتباس من قصيدة أأن طرقت بعد التعذر والهجر لـ محمد ولد ابن ولد أحميدا

أأن طَرَقَت بَعدَ التَّعَذُّرِ والهَجرِ

أُمَامُ مَصُونُ الدَّمعِ مُنسَكِبٌ يَجرِي

يَفِيضُ عَلَى النَّحرِ إشتِيَاقاً ولَوعَةً

فَيحمَرُّ مِن أغرَابِ أسرَابِهِ الحُمرِ

لَقَد طَرَقَت وَهناً بِسِحرٍ عَلَى خَمرِ

وبَدرٍ عَلَى حِقفٍ ولَيلٍ عَلَى بَدرِ

ومِسكٍ ونِسرَين ورُندٍ ولُؤلُؤٍ

وهَجرٍ لَهُ جَمرٌ عَلَى القَلبِ والنَّحرِ

مَنَحتَ أُمَامَ الحُبِّ صِرفاً فَأعرضَت

وصَدَّ ولَجَّت في التَّعَذُّرِ والهَجرِ

وصَارَت صَغاً مَهمَا نَشَرتَ مَوَدَّةً

طَوتهَا وجُندُ الطِّيِّ سَاطٍ عَلَى الشَّرِّ

وتَضحَكُ إعجَاباً بِمَن هِي مِنهُمُ

وَتَأنَفُ عَن نَظمِي وتَأنَفُ عَن نَثرِي

وتَرنُو إلَينَا ثُمَّ تَرنُو إلَيهُمُ

وتَرنو إِلَى الغَبرَا وتَرنُو إلَى النَّسرِ

وتَحجُو الثُّرَيَا والنَّعَائِمَ دُونَهُم

وتَعجَبُ مِن وَصلِي وتَسخَرُ مِن أزرِي

ولم تَكُ تَدرِي أنَّنِي كُنتُ دَارِيًّا

وأن لَيسَ مَن يَدرِي كَمَن لم يَكُن يَدري

وأنِّي إلى غُرٍّ أكَارِمَ أنتَمِي

طُهَارَى شُموسِ العَصرِ فِي البَدوِ والحَضرِ

أبَى اللهُ إِلاَّ أنَّنَا غُرَّةُ الدَّهرِ

جَهَابِذَةُ الأندَاءِ لُؤلَؤُةُ النَّحرِ

خَلاَيَا خُطُوبِ الدَّهرِ إنسَانُ عَينِه

مَلاَذُ بَنِيهِ في اعتِرَا أمرِهِ الإِمرِ

بُنَاةُ العُلاَ والجُودِ والمَجدِ والنَّدَى

جُفَاةٌ المَخَازِي مُجتُو والفُحشِ والفُجرِ

مُفِيدُونَ متلاَفُونَ يَيسَرُ جَارُنَا

إِذَا اطَّمت الكُبرَى وبُتَّت عُرَى الصَّبرِ

وَيلهُو بِآفَاتِي المآدِبِ مُكَرَّماً

ورُبَّت جَارٍ لَم يَنل ما سِوى السُّؤرِ

لَعُمرِي لَنِعمَ الحَيِّ أبنَاءُ أحمَدٍ

فُتِىُّ الغَدَايَا والعَشَايَا أُولِى الأَمرِ

وُعَاةٌ رُعَاةٌ لم يَهُمُّوا بِرِيبَةٍ

ولم يَجنحُوا لِلخبِّ يَوماً ولا لِلغَدرِ

ولم يَجعَلُوا الأحسَابَ لِلوَفرِ جُنَّةً

ولَكِن عَنِ الأحسَابِ يَفنُونَ بالوَفرِ

حُمّاةُ ذِمَارِ الشَّقرَوِيِّينَ لُسُهُم

إِذَا غَرِقَ الأَنداءُ في لُجَجِ الشِّعرِ

فَإِن خَطَبُوا ألفَيتَ سَحبَان بَاقِلاً

وِإن شَعرُوا لاَكُوا قَوافِيَ كَالتِّبرِ

وإِن حَارَبُوا أفنَوا وإِن عَزَمُوا أمضَوا

وإِن سُئِلُوا سَحُّوا ولادَيِّمُ القَطرِ

وإن عَقَدُوا شَدُّوا وإِن وَعَدُوا وَفَوا

وإِن نَذُورُا يُوفُوا بِمَا هُو في النَّذرِ

وكَم قَد حَوَوا مِن أروَعٍ أورَعٍ سَنٍ

يَقُومُ اللَّيَالِي مُدمِنَ الفِكرِ في الذِّكرِ

يَبِيتُ إِذَا الظَّلمَاءُ أرخَت سُدُولَها

وعَاثَت جُنُودٌ النَّومِ بالجَاهِلِ الغُمرِ

يُرَتِّلُ آيَاتِ الكِتَابِ مُدَبِّراً

يَجُودُ بِدَمعٍ بِكُثرٍ ولا نَذرِ

لَعُمرِي لَنِعمَ الحَيُّ نَحنُ إِذَا اَعتَرَت

بَنُو الفَقرِ تَشكُو سَورَةَ الهَمِّ والفَقرِ

وأبَت حَيَارَى مُعتَفُو كُلِّ مَعشَرٍ

وقد أنشَبَت أظفَارَها أُزُمُ الدَّهرِ

نَفُلُّ شَبَاهَ الأُزمِ عَن كُلِّ مُعتَفٍ

ونُلحِقُ بالآلاَءِ ذَا الفقرِ بالمُثرِ

وإِن ثَوَّبَ الدَّاعِي أجبنَاهُ كُلُّنَا

ولَم يَكُ فِي آذَانِنَا عَنهُ مِن وَقرِ

وهَل فَاخِرٌ يَبأَى عَلَينَا بِمَفتخَرٍ

وهَل نَحنُ إلاَّ مُخجِلُ الأنجُم الزُّهرِ

وهَل نحن إلاَّ البَحرُ إِن رِيمَ سَيبُنَا

وَهل سَيبُنَا لَم يَزرِ بالقَطرِ والبَحرِ

وما النَّاسُ كُلُّ النَّاسِ ِإلاَّ عَبِيدُنَا

نُؤَخِّر مَن شِئنَا ولَو عَالِيَ القَدرِ

ونَجعَلُ مَن شِئنَاهُ مِنها مُقَدَّماً

ومَا العِزُّ إلاَّ بِالتَّغلبُ والقَهرِ

وهَل نَحنُ إلاّ الأُسدُ فِي حَومَةِ الوَغَى

تُرَبِّبُ في عِرِّيسِ أجمَتِهَا أُجرِ

لَنَا وَثَبَاتٌ في الجِلاَّدِ وَصولَةٌ

يُفَرِّقنَ جَمعَ الفَيلَقِ الجَحفَلِ المَجرِ

بِنا الشَّقرَوِيُّونَ اَعتَلَوا وتَأزَّرُوا

إزَاراً مِنَ المَجدِ أستَطَفَّ على الأَزرِ

تَرَى حَاسِدينَا في النَّوَادِي كُبُودُهُم

تَلَظَّى وهُم يُطرُونَ بالمَدحِ والشُّكرِ

يَغُضُّونَ أَن قَد قابَلُونَا عُيُونَهُم

وفي إِثرِنَا يَرمُونَ بالنَّظَرِ الشَّزرِ

لَنَا العِزَّةُ القَعسَاءُ والمَنصبُ الذي

تَقَاصَرَ عَنهُ مَنصِبُ النَّسرِ والغَفرِ

لَنَا هِمَمٌ عَرشِيَّةٌ وَعَزَائِم

مَوَاضٍ تَفَرَّعنَا بها قُنَنَ الفَخرِ

فَيَايِيدُهَا تَنفِي وَينَأمُ بُومُهَا

وتَركُضُ فِيهَا وُرقُها رَنَّةَ الوَترِ

يَحَارُ الدَّليلُ البَرتُ في جَنَباتِها

وَيعَيا القَطَا الكُدرِيُّ في غُفِلهَا القَفرِ

قَطَعنَا إِلَى العَليَاءَ فَوقَ نَجَائِبٍ

قَلائِصَ لم تَبَرح تُخَفَّضُ بالنَّقرِ

يُبَرِّحُ بالصَّعلِ المُصَلَِّمِ عَفوهَا

إِذَا استُذمِلَ العِيسُ النَّجائِبُ بالذُّمرِ

فَرَينَا بِهَا البِيد المَخُوفَ اعتِسَافُها

وقَد قَلَّ لِلعَلياء البِيدَ مَن يفرِي

وجُبنَا بِها الدَّيجُورَ حتى أنجَلَت لَنَا

ولم تُثنِنَا أهوَالُ مَسلَكِهَا الوَعرِ

وهل مَعشَرٌ في النَّاسِ يَغدُو غُدِّوَّنَا

إِلى المَجدِ أو يَسرِي إلَيهِ كَمَا نَسرِي

نَنُورُ عَنِ العَورَا ونَخذلُ أهلَها

ونُسرِعُ لِلجُلَّى وُرُودَ القَطَا الكُدرِي

وكَم مِن كَسِيرٍ قد جَبرنَا إنكَسَارَه

وكم من أسِيرٍ قَذ فَكَكنَا من الأَسرِ

وحَسبُكَ فَخراً أَنَّ مِنَّا مُحَمداً

مُبدِّدُ جُندَ الغَيِّ نَجلَ أبِي بَكرِ

مُنِيرُ الهُدَى بَعدَ البِلَى وَمَنَارُهُ

وحَامِيهِ بالعَضبِ المُذَكَّرِ والسُّمرِ

تَرَاهُ بِبِيدِ العِلمِ أهدَى مِنَ القَطَا

إِذَا اشتَبَهَت في عَينِ خَرِّيتِهَا المُقرِ

يَدَاهُ عَلَى العَافِينَ بَحرٌ عَطَمطَمٌ

وغَيثٌ مَرِيعٌ لم يَزَل قَطرَهُ يَجرِي

نَدىً حَاتِمِيٌ لم يُكَّدر بِمِنَّةٍ

يُبَرِّحُ بالأنعَامِ والبِيضِ والصُّفرِ

يُفَضِّلُهُ عَن مَن تَصَدَّى لِشَأوِهِ

ذَكَاءٌ إِيَاسِىٌّ أبي عَنِ الخُسرِ

ورَأىٌ حُبَابي وعَهدُ سَمَواَلٍ

وفَتكٌ هِزَبرِيٌ إِذا لُجَّ في الذُّعرِ

وحِلمٌ زَزِينٌ أحنَفِيٌّ وعِفَّةٌ

وزُهدٌ أوَيسِيٌّ نَفُورٌ عن الكِبرِ

تَقِيٌّ حَيِيٌّ لَم يُقَس بِحَيَائِهِ

حَيَا البِئرِ والخود الخريدة في الخرر

وعَيلَمُ عِلمٍ لَيسَ يُسبَحُ صدرُهُ

وللهِ بَحرٌ لَيس يُسبَحُ بالصَّدرِ

يُقَمِّصُ بالفُلكِ المَوَاخِرِ مَوجُهُ

ويَقذِفُ بِاليَاقُوتِ والدُّرِّ والشَّذرِ

يُدِيرُ من العِلمِ الحَقِيقِّى أَكؤساً

تَذُمَّ نَدَامَاهَا لَهَا أَكؤسَ الخَمرِ

بِهَا يَسكُر الصَّاحِي ومَا تِلكَ سَكرَةٌ

ويَصحُو بِهَا السَّكرَانُ مِن نَشوَةِ السُّكرِ

إذَا رُدِّدَت فَارَت مَدامِعُ شَربِهَا

ولاَنَت قُلُوبٌ هي أقسَى مِنَ الصَّخرِ

فَكَم بَاتَ بالمعروف يَأمرُ فِتيَةً

وكَم بَاتَ يَنهَى فُتيَةً عن حِمَى النُّكرِ

وكَم بَاتَ تَمرِي عَبرَةٌ مِنهُ عَبرَةً

وبَاتَت أسىً تَجرِي إلى مَطلَعِ الفَجرِ

وكَم خَاضَ مِن بَحرٍ طَمُومٍ إلَى العُلاَ

وكَم بَذَّ مِن حِبرٍ تَلاَهِيهِ بالحِبرِ

وكَم جَابَ مِن قَفرٍ مُضِلٍّ إِلَى الهُدَى

وكَم حَطَّ مِن وِزرٍ وكَم شَدَّ مِن أزرِ

أيَا مَعقِلَ الجَانِي ويَا مُرئِبَ الثَّأَي

يَا غَافِرَ الزَّلاَتِ يَا جَابِرَ الكَسرِ

ويَا بُغيَةَ المُرتَادِ ويَا نهية المُنَى

ويا مَنجِعَ الرُّوَادِ يا مُطعِمَ السَّفرِ

ويَا مُروِيَ الصَّديَانِ يا عِلمَ ذِي الغَبَا

ويا فرجةَ المَكرُوبِ يَا قَابِلَ العُذرِ

عليك سلامٌ كالرياحينِ نَشرُهُ

وكالرَّاحِ طَعماً طيِّبَ الطَّعمِ والنَّشرِ

وهذا ثَناً مِن زَائِرٍ غَيرِ شَاعِرٍ

خَطايَاهُ بالأزبَادِ مِن دَجلَةَ تُزرِي

تَبُوعٍ لِنَفسٍ بالمَعاصِي مَشُوقَةٍ

تَحِنُّ حنِينَ البِكرِ لِلخُسرِ والمَكرِ

فَشَمِّر لَهُ سَاعِدِ الجِدِّ لاَ يَكُن

كَمَا يَصطَلِي القَارُورُ مصطلى الجَمرِ

تَقَاصَرَ عَن مِعشَارِ مَدحِكَ جُهدُهُ

فَمَدحُكُ لَم يُحصَر بَعدُ ولا حَصرِ

على المصطفي من مصطفيه صَلاَتُهُ

وتَسلِيمُهُ ما هَاجَ وَجداً بُكَا القُمرِ

وما سَجَعَت خَطباً وما نَسَمَت صَباً

وما هَيَّجَ الرَّبعُ المَحِيلُ الهَوَى العُذرِي

شرح ومعاني كلمات قصيدة أأن طرقت بعد التعذر والهجر

قصيدة أأن طرقت بعد التعذر والهجر لـ محمد ولد ابن ولد أحميدا وعدد أبياتها ثمانية و سبعون.

عن محمد ولد ابن ولد أحميدا

محمد ولد ابن ولد أحميدا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي