أبا العمر خيم أم بالحشاء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أبا العمر خيم أم بالحشاء لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة أبا العمر خيم أم بالحشاء لـ السري الرفاء

أَبا العُمْرِ خَيَّمَ أَم بالحَشاءِ

قريبٌ إذا هجعَ الركْبُ نائي

ألمَّ وثوبُ الدُّجى مُخلِقٌ

وثوبُ الصبَّاحِ جديدُ الضِّياءِ

يُضئُ لنا الخَيْفَ إيماضُه

وليس ببرقٍ خفى من خَفاءِ

وفاءٌ تصرَّمَ عن يَقْظَةٍ

وكم يقظةٍ عصَفَتْ بالوفاءِ

تولَّتْ عهودُك محمودةً

بقُرْبِ الوِصالِ وبُعدِ الجَفاءِ

وأبقَت أسىً ليس يَقضي الأُسى

عليه وداءٌ بعيدُ الدَّواءِ

وشوقاً أكافحُهُ باللَّوى

مكافحةَ القِرنِ تحتَ اللِّواءِ

وصبْراً إذا هَبَّ وَجْدُ الحَشا

تعلَّقْتُ منه بمثلِ الهَباء

ومَن غَرَّه الدهرُ ألفيتَه

ذليلَ الدموعِ عزيزَ العَزاءِ

تجلَّى المشيبُ لتلك العيونِ

فبدَّلهنَّ قَذىً من جَلاءِ

ورُبَّ زَمانٍ سحَبْنا به

رِداءَ البِطالَةِ سَحبَ الرِّداءِ

ومستسلماتٍ هززْنا لها

مَداري القِيانِ لسَفْكِ الدِّماءِ

وقد نظَمَ العِلجُ أجسامَها

مع الجُدْرِ نَظْمَ صفوفِ اللِّقاءِ

نمُدُّ إليها أكفَّ الرِّجالِ

فترجِعُ مثلَ أكُفِّ النِّساءِ

وَجَعْدُ المياهِ إذا صافَحَت

جداولَه الريحُ سَبْطُ الهواءِ

غدَوْنا وأنوارُه كالبُرودِ

ورُحْنا وكُثبانُه كالمُلاءِ

تُقابلُنا الوحشُ في روضَةٍ

كما قابَلَتْكَ نُجومُ السَّماءِ

فهل من سَبيلٍ إلى نشرِه

إذا ركضَت فيه خيلُ الرَّخاءِ

وأقمارُه حينَ تُبدي له

محاسنُها الصُّبحَ سِلمُ المساءِ

وتجديدهُنَّ بجرِّ الذّيولِ

وجرِّ الزِّقاقِ أديمَ الفَضاءِ

وتشتيتُنا شَمْلَ سِرْبِ الظِّبا

بمُدمَجةٍ مثلِ سِربِ الظِّباءِ

إذا ما طُلِبْنَ فخيلُ السِّباقِ

وإمَّا طَلَبنَ فسفْنَ النَّجاءِ

وكم من خليلٍ رأى خُلَّتي

فصدَّ وكُنَّا خليلَي صَفاءِ

وحمراءَ تُمزَجُ في خِدرِها

بماءِ الصبَّابةِ ماءِ البَهاءِ

تحذِّرُني أجَلي في السُّرى

وهل كنتُ آمِنَه في الثواءِ

ومن عَجَبٍ أنَّ حِلفَ الفُسو

قِ حالَفه عَدَمُ الأنبياءِ

سيُظْفِرُهُ بالمُنى زجْرُه

إلى ابن المظفَّرِ عِيسَ الرَّجاءِ

دَعَوْنا مُفرِّقَ شمْلِ اللُّهى

سماحاً وجامِعَ شَملِ الثَّناءِ

بكَفٍّ تُرَقرِقُ ماءَ الحياةِ

ووجهٍ يُرَقرقُ ماءَ الحَياء

نضا الكِبَرَ إلاّ على حاسدٍ

تُجاذِبُهُ حُلَّةُ الكِبرياءِ

وفازَ ولم يغْلُ في جَرْيِه

غَداةَ النِّضالِ بسهمِ الغِلاءِ

كأنَّ سَجاياه من نَشْرِها

وإشراقِها عَبَقٌ في ذَكاءِ

له عَزَماتٌ تَفُلُّ السيوفَ

وتَسبِقُ بالفَوْتِ شأوَ القَضاءِ

ومكرُمةٌ لو غَدَتْ مُزنةً

لأيقنَ منها الثَّرى بالثَّراءِ

نزلتُ بعَقْوتِه مَنْزِلاً

خَصيبَ الجِنابِ رَحيبَ الفِناءِ

أهَبَّ لنا فيه ريحَ النَّدى

رَخاءً تخبِّرنُا بالرَّخاءِ

أبِيٌّ تذِلُّ صُروفُ الزمانِ

لَدَيه فتنقادُ بعدَ الإِباءِ

وخرقٌ تخرَّقَ في المكرُماتِ

فغطَّت ْيداه حِجَابَ العَطاءِ

وثَبْتٌ إذا ما اللَّيالي انبرَتْ

بريحٍ سمائمُها الجِرِبْياءِ

كأنَّ الخطوبَ إذا حاولَتْه

تَقَطَّرَ منها بقُطْرَي حِراءِ

بَنَتْ مجدَه الغرُّ من يَعْرُبٍ

فآثرَ تشييدَ ذاكَ البِناءِ

بَقِيتَ فكم لك من شيمَةٍ

كسَوْتَ بها المجدَ ثَوبَ البقاءِ

ويومٍ تَوَرَّدُ فرسانُه

حياضَ الحُتوفِ ورودَ الظِّماءِ

كأنَّ صوارِمَه في العَجاجِ

بوارِقُ تَصْدعٌ حُجْبَ العَماءِ

تراءى السوابغُ في حومَتَيْهِ

كما اطَّرَدَتْ شمأَلٌ في نِهاءِ

كأنَّ الكُماةَ لإشراقِها

تَناهَبُ أعضاءَ شمسِ الضَّحاءِ

أضاءَ لعينيكَ في نَقْعِه

سَنا المَشرفيّةِ نهجَ السَّنَاءِ

وكنتَ إذا ما بلْتكَ العُلى

مَلِيّاً بتفريقِ شَمْلِ البَلاءِ

فحلِّ أبا أحمدٍ حِليةً

مُخلَّدةً ما لَها من فَناءِ

تُضرِّمُ غَيْظاً قلوبَ العِدى

وتملأُ بَرداً حَشا الأولياءِ

دعوتُك والدهرُ مُسْتَلْئِمٌ

يَشوبُ الشَّجاعةَ لي بالدَّهاءِ

فكنتَ جديراً بفضلِ الغِنى

وكنتُ جديراً بفضلِ الغَناءِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أبا العمر خيم أم بالحشاء

قصيدة أبا العمر خيم أم بالحشاء لـ السري الرفاء وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي