أبا الفضل أقبل وارفع الصوت شاكرا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أبا الفضل أقبل وارفع الصوت شاكرا لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة أبا الفضل أقبل وارفع الصوت شاكرا لـ أحمد محرم

أبا الفضلِ أَقبِلْ وارفعِ الصَّوتَ شاكرا

فذلك فَضلُ اللَّهِ أسداهُ وافرا

أقمتَ تُراعِي الركبَ حَرَّانَ شَيِّقاً

هَنِيئاً فهذا الركبُ وَافاكَ زائرا

هنيئاً فقد أُوتيتَ سُؤْلَكَ كُلَّهُ

وَلُقِّيتَ عن قُرْبٍ من السَّعْدِ طائرا

إذا ما التمستَ الركبَ أين مكانَهُ

فحيثُ تَرَى نُورَ النُبوَّةِ باهرا

أبا الفضلِ أقِبلْ واقضِهَا من لُبانةٍ

لنفسِكَ تَشفِي منك دَاءً مخامِرا

حَبيبٌ نأى يَطْوِي السِّنينَ وذُو هَوىً

يُعالِجُ وَجداً بين جَنْبَيْهِ ثائرا

ويلقى الأذَى بعد الأذى في سبيلِهِ

فَيَرضَى ويُغضِي الجفنَ في اللَّهِ صابرا

لَكَ اللَّهُ يا عباسُ هذا مُحَمَّدٌ

فَسَلِّمْ وَطِبْ ما شِئْتَ نَفْساً وخَاطِرا

أتى بَعدَ ما جَرَّ السنينَ مُهاجراً

يَجُرُّ السَّرايا خَلفَهُ والعساكِرا

رَآكَ فَقرَّتْ عَينُهُ وترافدَتْ

تَحيّاتُهُ تَلقَاكَ زُهْراً نَواضِرا

لها عَبَقٌ من رَحْمَةِ اللَّهِ لم يَزَلْ

مَكانُكُما منه إلى اليومِ عاطرا

أقمتَ على المُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّةٍ

تَرُدُّ الأذَى عنهم وَتَرْعَى الأَواصِرا

إذا فزعوا للظلمِ كنتَ لهم حِمىً

وإن أعوزَ الأنصارُ أَلْفَوْكَ ناصرا

يَظنُّكَ أهلُ الكفرِ منهم وإنّما

أرَدْتَ بهم أمراً وما كُنتَ كافرا

شددتَ قُوى الإسلامِ بين ربُوعهِم

وخادعتَهم عنه فأَصَبَحَ ظاهرا

وكنتَ له عيناً تُظاهِرُهَا يَدٌ

تُذيعُ خَفَايَاهُم وتَبدِي السَّرائِرا

تُمِدُّ رسولَ اللَّهِ بالكُتْبِ حُفَّلاً

بأنبائهم تَطوي الفِجاجَ سوائرا

بَريدٌ إذا كفَّ البريدُ مِنَ الونَى

مَضَى دائباً في شأنِهِ مُتواتِرا

وكنتَ إذا استأذَنتَ تبغِي جوارَهُ

أَبَى وَهَواهُ أن يَراكَ مُجاوِرا

وقال انتظرْ يا عمِّ إنّكَ مرجأ

إلى موعد يأتي به الله آخرا

فبي ختم الله النبيين كُلَّهُم

وَتَمَّمَ هاتِيكَ العُلَى والمآثِرا

وَإنّي لأرجو أن تكونَ بيثربٍ

بَقِيَّةَ من يأتِي إلينا مُهاجِرا

هو اللَّهُ فانْظرْ يا أبا الفضلِ ما قَضَى

من اليُسرِ بعد العُسْرِ بُورِكْتَ ناظرا

تجلَّتْ دَياجيرُ الهُمومِ ذَميمةً

وأضحتْ وجوهُ العيشِ بِيضاً سَوافِرا

ألا رُبَّ يومٍ ذُقْتَ من سُوءِ ما جَنَى

ذَوُو الشِّرْكِ فيه ما يَشُقُّ المرائرا

وليلٍ كما اهتاجَ الجبانُ مُفَزَّعٍ

طويتَ دُجاهُ كاسِفَ البالِ ساهرا

كَدَأْبِكَ إذ قالوا أًصيبَ مُحَمَّدٌ

وقد جاءَهم بالزُّورِ مَن كان سَاخِرا

فلمّا عرفتَ الحقَّ أوفيتَ ناهضاً

تُقَبِّلُ مَن وَافَاكَ يُزْجِي البَشَائِرا

وتُرْسِلُهُ حُرّاً طليقاً وإنّه

لفي عِزَّةٍ تُعيي النفوسَ الحرائرا

نَهضتَ خَفيفَ الجانِبَيْنِ ولم تَكُنْ

على مثلِها من قبلِ ذلكَ قادرا

يَسُرُّكَ ما سَرَّ الرسولَ وما يكن

بهِ من أذىً ألفيتَه لك ضائِرا

هَدَيْتَ أبا سُفيانَ تَرحَمُ نَفسَهُ

وَتَكرَهُ أن يَبْقَى مَدَى الدّهرِ حائرا

وَجِئْتَ بِهِ والجندُ باللّيلِ رَاصِدٌ

يُقَلِّبُ للحربِ الرِّقاقَ البواتِرا

فأسلمَ يُرضِي اللَّهَ من بَعدِ نَفْرَةٍ

ولولاكَ لم يبرحْ عن الحقِّ نافرا

وفي ابن حِزامٍ وابنِ ورقاءَ شاهدٌ

بِما لَكَ من فضلٍ لمن كانَ ذاكرا

ثلاثةُ أقطابٍ صَرَفتَ قُلوبَهُم

إلى اللَّهِ تُحْييهِم وترجو المصائرا

ولو أعرضوا لم يَرْدَعِ الحربُ رَادِعٌ

ولم يَنتزِعْ أنيابَهَا والأظافرا

حقنْتَ دِماءً لو يُخَلَّى سَبيلُها

جَرَتْ تحتَ أعلامِ الغُزَاةِ مَوَائِرا

فأمسَتْ قُرَيْشٌ ما لها من بَقِيَّةٍ

وأَمْسَى الذي اعتادت من العزِّ داثرا

بِيُمْنِكَ يا عمَّ الرسولِ تَتابعَتْ

أيادٍ يراهَا المسلمونَ ذخائرا

وكنتَ امْرأً من قبلِ ذلك مُحسِناً

يُقِيمُ بِجَدْواهُ الجُدُودَ العواثرا

عظيماً تُرَجِّيهِ قريشٌ لِمَا بها

إذا فَزعتْ للأمرِ تَخْشَى الدوائرا

وإنّك إذ تَسْقِي الحجيجَ لَسيِّدٌ

يُعَلِّمُ ساداتِ الرجالِ المفاخرا

لعُثْمَانَ ما يَرْضَى ومالكَ غَيرُها

ولايَةُ من يُعطِي وَيبذلُ كابرا

وليس الذي يأتي الخميلةَ غَارِساً

كمثلِ الذي يأتي الخميلةَ هَاصِرا

حُرِمْتُ الرِضَى إن عِبتُ عُثمانَ إنّه

على سُنَّةِ غلباءَ تُعيِي المُكاثرا

له من عَطَاءِ اللَّهِ كَنزٌ مُباركٌ

يُقيمُ لدينِ اللَّهِ فيه الشعائرا

يَضنُّ بمفتاحِ البنِيَّةِ جُهْدَهُ

ويعرفه مجداً على الدهرِ غابرا

أمانةُ ربِّ البيتِ لم تُعْطَ خائناً

يُريدُ بها دُنيا ولم تُؤتَ فاجرا

أبا الفضلِ هذا ما أحَبَّ مُحمَّدٌ

ظفرتَ بهِ لا زالَ سهمُكَ ظافرا

إذا أظمأ اللَّهُ البلادَ وأهلَهَا

فَبِاسْمِكَ يَسْقِيهَا الغُيوثَ المواطرا

لعمري لقد غادرتَ غيرَ مُنازَعٍ

مَناقِبَ ذِكراها تَهُزُّ المنابرا

صَدقتُكَ إنّي لو تَنَاسَيْتُ حَقَّها

على ما عَنانِي لم أَجِدْ لِيَ عاذرا

أعِنِّي بروحٍ منكَ يا ربِّ واهدِني

سَبيلَكَ إنْ أضللتَ في النّاسِ شاعرا

دَعوتُكَ للإسلامِ أُمْسِكُ مَجْدَهْ

وأُدرِكُ منه ما طَوَى الدّهرُ ناشرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أبا الفضل أقبل وارفع الصوت شاكرا

قصيدة أبا الفضل أقبل وارفع الصوت شاكرا لـ أحمد محرم وعدد أبياتها خمسة و خمسون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي