أبا قرب النعي من البشير

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أبا قرب النعي من البشير لـ القاضي الفاضل

اقتباس من قصيدة أبا قرب النعي من البشير لـ القاضي الفاضل

أَبا قُرب النَعِيِّ مِنَ البَشيرِ

وَيا لَيلَ المُصيبَةِ مِن سَميري

وَيا سَيفاً حَمائِلُهُ المَعالي

وَما خِلتُ الغُمودَ مِنَ القُبورِ

وَيا ذِكراً وَيا ذَكَراً تَوَلّى

مُقيماً لِلإِناثِ وَلِلذُكورِ

وَيَأَهلَ العُلا بَكّوا هِلالاً

لَيالي التِمِّ عُدَّ مِنَ الشُهورِ

بِنَفسِيَ أَنتَ مِن نَفسٍ تَوَلَّت

وَسِرُّ عُلاً أُقِلُّ عَلى سَريرِ

وَأَخذُكَ مِن رِجالٍ كَالمَنايا

وَأَخذُكَ مِن قُلوبٍ كَالصُخورِ

وَقَطفُكَ مِن ذُرا شَجَرِ العَوالي

تَسَرَّبَ بَينَها خُلُجُ الذُكورِ

وَرَفعُكِ في حُجورٍ مِن سَماءِ

وَحَطُّكَ مِن سَماءٍ في جُحورِ

وَخَطفُكَ مِن يَدٍ تَهمي وَتَحمي

فَتَختَصِمُ النِصالُ مَعَ النُحورِ

وَشَيَّعتُ السَحابَ بِسُحبِ دَمعٍ

يُشَيِّعُها العَواصِفُ مِن زَفيري

فَمِن صَبرٍ تَداعى لِلتَداعي

وَمِن حُزنٍ تَداعى بِالنَفيرِ

وَغَضُّكَ أَيَّ عَينٍ لَم تُجِلها

فَتَعرِفَ في العِدا عَينَ الظُهورِ

كَبيرٌ ما جَناهُ الدَهرُ فيهِ

فَلِم صَغَّرتَ ثَكلِيَ في الصَغيرِ

فَيا لَلَهِ مِن هَمٍّ طَويلاٍ

وَيا لِلناسِ مِن جَفنٍ قَصيرِ

وَيا ثُكلَ الجُفونِ جَفا كَراها

وَيا هَمَّ القُلوبِ مِنَ السُرورِ

بَني أَيّوبَ قَد أَذوَت وَأَدوَت

أُذاةُ صُدورِكُم ذاتَ الصَدورِ

فَيا عَجَباً لِدَفنِ النورِ لَيلاً

وَجُنحُ اللَيلِ يَجلو كُلَّ نورِ

بَرَزنا بِالأَميرِ إِلى فَلاةٍ

يَبيتُ طَليقُها عَينَ الأَسيرِ

وَوَدَّعناهُ قَلباً في ضُلوعٍ

وَأَودَعناهُ سِرّاً في ضَميرِ

وَسَلَّمناهُ دُرَّةَ أَيِّ بَحرٍ

سَنَلقاهُ قَرينَ نُحورِ حورِ

رَدَدناهُ مُعاراً وَاِحتِسَبنا

فَلَم نَسخَط عَلى قَدَرِ المُعيرِ

وَجَدَّدنا لِلُطفِ اللَهِ حَمداً

لِإِمتِناعِ العُلا بِالمُستَعيرِ

خَفَضنا أَرفَعَ الأَصواتِ فيهِ

عَلى رَفعِ الغَليلِ المُستَطيرِ

فَأَطلَعنا دُموعاً مِن جُفونٍ

كَما اِبتَسَمَت شِفاهٌ عَن ثُغورِ

وَأَدَّبَنا تَجَلُّدُ ثاكِليهِ

وَإِن نادى المَدامِعَ بِالنَفيرِ

وَيُعدِمُنا العُيونَ وَلَيتَ أَنّا

حُجِبنا في الظُهورِ عَنِ الظُهورِ

سَيُعدَمُ ذا النَسيمُ فَيا غَليلي

تَزَوَّد قَبلَ يُحجَبُ بِالقُبورِ

وَعَتبي لِلزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ

كَما عُتِبَ الصَباحُ مِنَ البَصيرِ

فَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَقالَ فينا

كَم أَرسَلَنا إِلَيهِم مِن نُذيرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أبا قرب النعي من البشير

قصيدة أبا قرب النعي من البشير لـ القاضي الفاضل وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن القاضي الفاضل

عبد الرحيم بن علي بن محمد بن الحسن اللخمي. أديب وشاعر وكاتب ولد في عسقلان وقدم القاهرة في الخامسة عشرة من عمره في أيام الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله وعمل كاتباً في دواوين الدولة ولما ولي صلاح الدين أمر مصر فوض إليه الوزارة وديوان الإنشاء وأصبح لسانه إلى الخلفاء والملوك والمسجل لحوادث الدولة وأحداث تلك الحقبة من الزمان ولما مات السلطان سنة 589 هـ‍ أثر اعتزال السياسة إلى أن مات في السابع من ربيع الآخر سنة 596هـ‍. له رسائل ديوانية في شؤون الدولة، ورسائل إخوانية في الشوق والشكر، وديوان في الشعر، وله مجموعات شعرية في كتب متفرقة من كتب التراث.[١]

تعريف القاضي الفاضل في ويكيبيديا

عبد الرحيم البيساني، المعروف بالقاضي الفاضل (526هـ - 596هـ) أحد الأئمة الكتَّاب، ووزير السلطان صلاح الدين الأيوبي حيث قال فيه صلاح الدين (لا تظنوا أني فتحت البلاد بالعساكر إنما فتحتها بقلم القاضي الفاضل) وفي رواية لا تظنّوا أني ملكت البلاد بسيوفكم بل بقلم القاضي الفاضل.ولد القاضي الفاضل بمدينة «عسقلان» شمال غزة في فلسطين سنة (526هـ). وانتقل إلى الإسكندرية، ثم إلى القاهرة. كان يعمل كاتبا في دواوين الدولة ووزيرًا ومستشارًا للسلطان صلاح الدين لبلاغته وفصاحته، وقد برز القاضى الفاضل في صناعة الإنشاء، وفاق المتقدمين، وله فيه الغرائب مع الإكثار. قال عنه العماد الأصفهانى: «رَبُ القلم والبيان واللسن اللسان، والقريحة الوقادة، والبصيرة النقادة، والبديهة المعجزة».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. القاضي الفاضل - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي