أبدا تروح رهينة أو تغتدي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أبدا تروح رهينة أو تغتدي لـ عبد المحسن الكاظمي

اقتباس من قصيدة أبدا تروح رهينة أو تغتدي لـ عبد المحسن الكاظمي

أَبَداً تَروحُ رَهينة أَو تَغتَدي

في طارِف من وَجدها أَو متلدِ

نَفس يحفّزها الغَرام فَتَنثَني

مُنقادَة طوع الغَرام بمقودِ

ما كنت أَخضَع لِلدمى يَوم النَقا

بيدي لَو اِنّ زمام قَلبي في يَدي

للحبّ سُلطان يَصول وَلَم يَكُن

كالحُبِّ للأَحرار من مستعبَدِ

كَم مهجة حكم الهَوى بفنائها

وَقَضى عَلَيها كلّ طرف أَجيدِ

حكم العُيون عَلى قُلوب ذَوي الهَوى

حكم المَنايا لَم يَكُن بمردّدِ

مَن أَخطأته سِهامها فَلَقَد نَجا

حيناً وَمن أَصمته فَهوَ بِها رَدي

مَن ذا يردّ لَها شبا إِما رنت

صَرف القَضاء إِذا جَرى لَم يرددِ

أَيّ الكماة يشيمها وَسيوفه

لَم تنثلم وَقناه لَم تتقصّدِ

قُل لِلجُفون تكفّ عَنّي نبلها

تَقدي بِما قَد صابَ أَحشائي قدي

إِنَّ الَّتي أَسرت هَواي هيَ الَّتي

أَوهَت قوى جِلدي وركن تجلّدي

وَتعمّدت قَتلي عشيّة أَقبلت

وَلربّما قتلت وَلَم تَتعمّدِ

فَأَنا القَتيل وَأيّما متشحّط

بدم الوَريد وَلَيسَ قاتله يَدي

اللَه يا ذات السوار بمهجةٍ

ما بَينَ قرط قَد وهت أَو معضدِ

شيمي لحاظك فالخُدود غنيّة

عَن ناصِر في فَتكِها أَو مسعدِ

هَذا أَسير هَواك لَو أَطلقته

أَطلقت خير فَتى بحبّك مصفدِ

اللَه أَيّ متيّم هَذا الَّذي

عبث الغَرام بِهِ وأيّ معمدِ

أَينَ الزلال وَأَينَ منّي شربة

أطفي بِها حرّ الجَوى المتوقّدِ

فَليهن مَن سلمت حشاه وَليبت

مِمّا شَجاني خالياً وَليرقدِ

أَو ما تَراني كَيفَ صيّرني الهَوى

شَبحاً أَروح كَما الخيال وَأَغتَدي

لَم يبقِ مِنّي البين غير بقيّة

إِن لَم تَكُن ذابَت أَسى فكأن قَدِ

وَلربّ دار جزتها فاِستوقَفَت

طرفي مَعالِم رَسمها المتأبّدِ

فَوقفتُ أَنشدها وَقَد عفّى البلى

آياتها وَكأَنَّني لَم أَنشدِ

فَوَجدتها عبراً وَعدت كَواجِدٍ

مُستَعبِرٍ مِمّا رأى متنهّدِ

فَتَصعّدت غضويّة وَتصوّبت

وَظَللت بَينَ مصوّب وَمصعّدِ

أطوي الضُلوعَ عَلى لَواعِج زفرةٍ

تَزداد وَجداً كُلمّا قلّت اِخمدي

وَيردّ قَلبي ذائِباً في تربها

وَجدٌ يُذيب لظاه قلب الجلمدِ

أَقلعت عَنها وَالجَوى متسعّر

بَينَ الجَوانِح كالشِهاب الموقدِ

وَنزلت في أُخرى إِذا هيَ جنّة

فَيحاء قَد حفّت بحور نهّدِ

من كُلِّ أَعفر سانِح في تربها

يَعطو بسالفتي غَزالٍ أَغيدِ

وَمنعّم لعبَ الدَلال بعطفهِ

لعب النَسيم الغضّ بالغصن النَدي

مُتَمايل مثل النَزيف وَلَم تَكُن

مالَت بِها منه كُؤوس الصرخدِ

تِلكَ الوجوه المشرقات عَلى الربى

مِثل البُدور عَلى الغُصون الميّدِ

جدّدت وَجدي وَهوَ غير مخلّق

وَلربّما جدّدت غير مجدّدِ

أَبدأنهُ وَأَعدنه فاِنتابَني

تِطراب نَفسي لِلبَوادي العوّدِ

وَلَقَد أَراها وهي في شرخ الصِبا

طَوعاً لداعية الحسان الخرّدِ

حَتّى إِذا غال المشيب قذالها

واِبيضّ غربيب العذار الأَسودِ

قامَت تمنّيني الهَوى فَزَجَرتها

وَدنَت تعنّفني فَقلت لَها اِبعدي

هَيهاتَ قَد ماتَت تَباريح الجَوى

وَدفنت شطريها مَعاً في ملحدِ

وَصَحَوت من خمرِ الصبا وَخماره

وَنفضت عَن عينيّ طيب المرقدِ

ذَهبت ليالٍ كنت أَحمد وَصلها

وَأَتَت لَيال بعدها لَم تحمدِ

وَتصرّمت أَيّام لَهوي واِنقَضى

عهد بمثل بَهائه لَم أَعهدِ

من بعد ما خضت الزَمان وَأَهله

وَضربت في أَغواره وَالأَنجدِ

وَكرعت في يوميه يوم في الهَنا

رغد وَيَوم في المَصائِب أنكدِ

أَيقنت أَنَّ العزّ ينشر عند من

يَطوي المفاوز فدفداً في فدفدِ

وَعلمت أَنَّ المرء لَيسَ بِسائِدٍ

ما لَم تشذ بِهِ صَريمة ملبدِ

دَعها تهب إِلى المغار الأَبعد

وَتعجّ في ليل العجاج الأَربدِ

هيَ ساعة إِمّا ردى فَيريحها

عَن قصدها أَو نيل أَقصى المقصدِ

ما تِلكَ نَفسي إِن دَعاها لِلوغى

داعٍ وَقالَ لَها اِقدمي تتردّدِ

أَنا من علمت إِذا الضَراعم هومت

كلأ العرين بمقلة لَم ترقدِ

وَإِذا العَزائِم أَخمدت أَنفاسها

هتك الدجا بِعَزيمة لَم تخمدِ

أَو خيّمت نوب الزَمان رست له

قدم تَقوّض بالجبال الركّدِ

لا عزمتي في نازِل تَنبو وَلا

زندي مَتى تورى الزنود بمصلدِ

فَإِذا غضبت فأيّ قلبٍ لَم يطر

رعباً وَأَيّ فَريصة لَم ترعدِ

وَإِذا رَضيت تهلّلت سحبُ النَدى

وَاِخضرّ ذابِل كلّ عود مخضدِ

سَل بي تخبّرك العلى أنّي اِمرؤٌ

عقد العلا وَتميمه لَم يعقدِ

وَأَصابَ شاكلة الغُيوب بخاطرٍ

في يَومه للأمر ينظر من غدِ

ما زالَ يَصحَبُها بفكرٍ ثاقِبٍ

لا يَغفل المرمى وَراء محصدِ

حَتّى اِرتَقى أَوج العلاء وَلَم يدع

للمرتقين إِلى العلا من مصعدِ

بمهنّدٍ مِن عزمهِ أَنّى سطا

أَودى شباه بحدّ كلّ مهنّدِ

وَمسدّد من فكره أَنّى يمل

بسنانه يعضد بكلّ مسدّدِ

كَم راح ملتَجئاً إِليّ وَكَم غَدا

من رائحٍ بَينَ الوَرى أَو مُغتَدي

فرّجت كربته وحطت حريمه

وَحَجبته عَن كلّ خطب مُؤَيّدِ

وَفتحت أَبواب الجدى من بعد ما

أَبوابه أَغلقن دون المجتدي

أَنّى اِلتفت تجد لذكري رنّة

في كُلِّ وعد صادِق وَتوعّدِ

تلك الجَزيرة فاِلتفت في تربها

هَل تلق من أَثر لِغَيري مخلدِ

وَاِنظر إِلى النهرين تلف بَني الرجا

لِلقاي بينهما حرار الأكبدِ

وَاِضرب بفكرك في الأَنام فهل تجِد

فيها كفرعي زاكياً أَو محتدي

إِنّي ولدتُ مَع المَكارِم وَالعلا

وَرضعتُ ثديّ الفَخر قَبلَ المولدِ

وَنشأتُ في بحبوحةِ الشرفِ الَّذي

تَرنو النُجوم لِضوئه من أَرمدِ

وَأِحطتُ بالستّ الجهات من العلا

وَجمعت شملَ نظامها المتبدّدِ

يا طالِباً منّي الثَناء لِيَرتَدي

أَبرادَ فخرٍ مثلها لم يرتدِ

لا تسلكن سبلَ المَطامِع دونه

إِنَّ السَبيل إِليهِ غير ممهّدِ

إِنّي فَتى قيّدت نطقي أَو أَرى

ندبا يفكّ نَداه كلّ مقيّدِ

حَصّنته مِن أَن يشاد بِهِ اِمرؤٌ

في الناس حظّ علاه غير مشيّدِ

وَحجبته مِن أَن يفوه بمدحة

إِلّا لِذي كرم أَغرّ ممجّدِ

فَعقودُ نَظمي لا يفصلها فمي

إِلّا لِجيد في المَعالي أَجيدِ

مَن شاء أَن يحظى بِمَدحي فَليَكُن

مِثلي حَميداً أَو كمثل محمّدِ

ذاكَ الَّذي شهدَ الخَلائِق أَنَّه

خيرُ الخَلائِق سائِد وَمسوّدِ

متفرّد بِالمكرماتِ وَلَم يَكُن

بِالمكرماتِ سواه من متفرّدِ

نيطت بِهِ أَحكامُ شرعةِ أَحمَدٍ

فَتهلّلت أَحكام شرعة أَحمدِ

وَغَدَت وَقَد أَكَل الصَدى أَسيافها

مجلوّة بِيَمين خير مجرِّدِ

في كفّ أَغلب راح يجني أَيما

عزّ ومَن يَزرَع بأرض يحصدِ

يَستَنبِط الأَحكامَ مُجتَهِداً بِها

عِلماً فيوحيها لكلّ مقلّدِ

يَغدو لَهُ وَيَروح أَنّى يغتدي

وَيَروح عزم مطلق لَم يصفدِ

كالرمحِ إِلّا أَنّه لا يَلتوي

وَالسَيف إِلّا أَنَّه لَم يغمدِ

يَنزو نزوّ الأسد إِمّا جلجلت

نوب وَينساب اِنسياب الأسودِ

فَيهينُ سورتها شَديد مراسه

فَتَهون دون مراسه المتشدّدِ

بِمذرّب من حدّه ماضي الشبا

وَمصوّب من رأيه المستحصدِ

نَفسي فِداء دون ذاك المُفتدى

ولربّ نفس دون هذا المفتدي

أَولانيَ الصنعَ الجَميل فزدته

حَمداً ومن يول الصَنيعة يحمدِ

وَمَحضتهُ الودّ الصَريح فكان لي

وَهَواه خير محبب وَمُوَدَّدِ

فيؤوا لربع هَواه روّاد العلا

وَتفيأوا ظلّ النَعيم الأبردِ

ربع جَميم العَلم غير مصوّحٍ

فيه وورد الفَضل غير مصرّدِ

يَتَناوَل الحاجات فيهِ من يَرى

حاجاته نيطت بهامِ الفرقدِ

وَروى حياض نداه حائمة الرجا

تروي به في العزّ أَطيب موردِ

عذب عَلى قلبِ المُحبِّ مساغه

وَشجى بحنجرةِ اللئيم الأوغدِ

ما زلت يا غيث الوَرى وَمُغيثها

وَمقرّ كلّ فَضيلة لَم تجحدِ

طلّاع أنجدة فما من متهمٍ

يَعدوك في الشورى وَلا من منجدِ

كَم عقد مشكلةٍ حللتَ بِصارِمٍ

مِن فكرتيك فعاد غير معقّدِ

وَكَذاكَ كَم ركن توطّد للعلا

بِسنا هداكَ وَكانَ غير موطّدِ

لَكَ أَيُّها الشهم الَّذي جمعت به

فرق المَكارِم بعد طول تبدّدِ

قلبٌ عَلى خيرِ التُقى لَم يَنَطبع

وَيدٌ لغيرِ البذل لم تتعوّدِ

وَنقيبة إِمّا تنمّر قصدها

في الأَمر حادَت عَن طريق الحيّدِ

وَمآثر لَو كانَ يمكن عدّها

لِعددتها لكنّها لَم تعددِ

فَلأنتَ في ذا العصر أَفضل سيّدٍ

إِن قيلَ من في العَصرِ أَفضَل سيّدِ

أَمُحَمَّد ما أَنتَ إِلّا حجّة

دحضت بها حجج الزنيمِ الملحدِ

لَو جازَ لاِنقطعوا إِلَيكَ وَصيّروا

تِمثال شخصك قبلة لِلمَسجِدِ

وَلَووا إِلَيكَ رقابَهم من ركّع

يَقضون مفروض الوَلاء وسجّدِ

واِستَشهَدوا بِجَميل ذكرك كُلَّما

ذَكَروا النَبيّ أَوان كلّ تشهّدِ

وَلَقَد أَرى قَوماً عظمت عليهم

لَمّا رأوك فضلتهم في السؤددِ

وَملكت ناصيةَ العلا وأريتهم

أنّ العلا طوع الكَريم الأَمجدِ

يَقِظاً إِلى أَن نلتَ قاصية المُنى

وَالطيف يعبث في عُيونِ الهجّدِ

هَيهاتَ أَن تَرقى إِلَيكَ ظنونهم

تَعلو السَماء عَن الربى وَالأَوهدِ

شَهِدوا غباركَ ساطِعاً فَتَراجَعوا

وَوجوههم مغبرّة في المشهدِ

ما كلّ ما رأت العُيون بمدرك

أَرأيت أَنَّ النجم يدرك باليَدِ

حَتّى إِذا خابوا وَأَخفَق سَعيُهم

حقدوا وَمَن يخفق بسعي يحقدِ

حَسَدوكَ عَن علمٍ بأنَّكَ خيرهم

يا خيرهم أرغم أنوف الحسّدِ

دَع عَنكَ هاتيكَ القُلوب بِغَيظها

تنقدّ أَو قسراً لأمرك تنقدِ

فَسدت خَلائقهم فَمَهما حاوَلوا

إِصلاحَها بسواك كانَ بأفسدِ

وَأبردن حشى المَوالي تارِكاً

كبد العَدوّ بغلّة لَم تبردِ

وَأؤلفن بك الشَوارِد مالئاً

رحب الأقالم بالقَوافي الشرّدِ

ولأشكرنّك ما بقيت لأنّني

أَلفيت شكرك فرض كلّ موحّدِ

في كُلِّ قافية إِذا أَنشدتها

بثناك طاربها لسان المنشدِ

فَاِسلم وَدُم للدينِ خير مُؤَيّد

وَاِسلم وَدم للدين خير معضّدِ

لا يَرأبوا إِلّا إِذا ما طأطأت

لَك خشّعا من أَشيَب أَو أمردِ

فَتجذّ منهم كلّ عضو فاسدٍ

وَتعيضهم عنه بما لم يفسدِ

كَم قلت للراجي شبيهك في الوَرى

لا تطمعن بِوجود ما لَم يوجدِ

هَذا الإِمام ومن أُصيب برشدهِ

لا يَدرِ ما فضل الإِمام المرشدِ

مَن جاءَه متحيّراً في أَمره

يَرجع إِلى وضح الطَريق الأَقصدِ

يا عالم الدنيا الوَحيد إِليكَها

من شاعِر الدُنيا العَليم الأَوحدِ

لأواصلنّ بك القَوافي ناشِراً

عصر ابن أوسٍ وَالوَليد وَأَحمدِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أبدا تروح رهينة أو تغتدي

قصيدة أبدا تروح رهينة أو تغتدي لـ عبد المحسن الكاظمي وعدد أبياتها مائة و اثنان و ثلاثون.

عن عبد المحسن الكاظمي

عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم. من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد. ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً. ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان. قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.[١]

تعريف عبد المحسن الكاظمي في ويكيبيديا

عبد المحسن بن محمد بن علي الكاظمي (20 أبريل 1871 - 1 مايو 1935) (30 محرم 1288 - 28 محرم 1354) عالم مسلم وشاعر عراقي عاش معظم حياته في مصر. ولد في محلة دهنة في بغداد ونشأ في الكاظمية وإليها ينسب. كان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف. حاول والده أن يدخله التجارة لكنّه لم يَمِل إليها، فتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، واستهواه الأدب فنهل من علومه وحفظ كثيرًا. اتصل بالجمال الدين الأفغاني حين مرّ بالعراق، فطارده العهد الحميدي ففر إلى إيران ومنها إلى عشائر العراق وإمارات الخليج، وللهند ثم إلى مصر، فلاذ بالإمام محمد عبده الذي رحّب به، وأغدق عليه فأقام في مصر في كنفه، ولمّا توفي الإمام، ضافت به الأحوال وأصيب بمرض يقال أذهب بعض بصره، فانزوى في منزله في مصر الجديدة في القاهرة حتى توفّي. تميّز بخصب قريحته وسرعة بديهته وذوق رفيع سليم وألفاظ عذبة رنّانة، وكان يقول الشعر ارتجلاً وتبلغ مرتجلاته الخمسين بيتًا وحتى المئة أحيانًا. يلقب بـأبو المكارم و شاعر العرب ويعد من فحول الشعراء العرب في العصر الحديث. ضاع كثير من مؤلفاته وأشعاره أثناء فراره من مؤلفاته ديوان الكاظمي في جزآن صدرته ابنته رباب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي