أبدت أسى أن رأتني مخلس القصب
أبيات قصيدة أبدت أسى أن رأتني مخلس القصب لـ أبو تمام
أَبدَت أَسىً أَن رَأَتني مُخلِسَ القُصَبِ
وَآلَ ما كانَ مِن عُجبٍ إِلى عَجَبِ
سِتٌّ وَعِشرونَ تَدعوني فَأَتبَعُها
إِلى المَشيبِ وَلَم تَظلِم وَلَم تَحُبِ
يَومي مِنَ الدَهرِ مِثلُ الدَهرِ مُشتَهِرٌ
عَزماً وَحَزماً وَساعي مِنهُ كَالحِقَبِ
فَأَصغِري أَنَّ شَيباً لاحَ بي حَدَثاً
وَأَكبِري أَنَّني في المَهدِ لَم أَشِبِ
وَلا يُؤَرِّقكِ أَيماضُ القَتيرِ بِهِ
فَإِنَّ ذاكَ اِبتِسامُ الرَأيِ وَالأَدَبِ
رَأَت تَشَنُّنَهُ فَاِهتاجَ هائِجُها
وَقالَ لاعِجُها لِلعَبرَةِ اِنسَكِبي
لا تُنكِري مِنهُ تَخديداً تَجَلَّلَهُ
فَالسَيفُ لا يُزدَرى إِن كانَ ذا شُطَبِ
لا يَطرُدُ الهَمَّ إِلّا الهَمُّ مِن رَجُلٍ
مُقَلقِلٍ لِبَناتِ القَفرَةِ النُعُبِ
ماضٍ إِذا الكُرَبُ اِلتَفَّت رَأَيتَ لَهُ
بِوَخدِهِنَّ اِستِطالاتٍ عَلى النُوَبِ
سَتُصِبحُ العيسُ بي وَاللَيلُ عِندَ فَتىً
كَثيرِ ذِكرِ الرِضا في ساعَةِ الغَضَبِ
صَدَفتُ عَنهُ فَلَم تَصدِف مَوَدَّتُهُ
عَنّي وَعاوَدَهُ ظَنّي فَلَم يَخِبِ
كَالغَيثِ إِن جِئتَهُ وافاكَ رَيِّقُهُ
وَإِن تَحَمَّلتَ عَنهُ كانَ في الطَلَبِ
خَلائِقَ الحَسَنِ اِستَوفي البَقاءَ فَقَد
أَصبَحتِ قُرَّةَ عَينِ المَجدِ وَالحَسَبِ
كَأَنَّما هُوَ مِن أَخلاقِهِ أَبَداً
وَإِن ثَوى وَحدَهُ في جَحفَلٍ لَجِبِ
صيغَت لَهُ شَيمَةٌ غَرّاءُ مِن ذَهَبٍ
لَكِنَّها أَهلَكُ الأَشياءِ لِلذَهَبِ
لَمّا رَأى أَدَباً في غَيرِ ذي كَرَمٍ
قَد ضاعَ أَو كَرَماً في غَيرِ ذي أَدَبِ
سَما إِلى السورَةِ العَلياءِ فَاِجتَمَعا
في فِعلِهِ كَاِجتِماعِ النَورِ وَالعُشُبِ
بَلَوتُ مِنكَ وَأَيّامي مُذَمَّمَةٌ
مَوَدَّةً وُجِدَت أَحلى مِنَ النَشَبِ
مِن غَيرِ ما سَبَبٍ ماضٍ كَفى سَبَباً
لِلحُرِّ أَن يَعتَفي حُرّاً بِلا سَبَبِ
شرح ومعاني كلمات قصيدة أبدت أسى أن رأتني مخلس القصب
قصيدة أبدت أسى أن رأتني مخلس القصب لـ أبو تمام وعدد أبياتها تسعة عشر.
عن أبو تمام
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني. وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية. وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.[١]
تعريف أبو تمام في ويكيبيديا
أَبو تَمّام (188 - 231 هـ / 803-845م) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أمراء البيان، ولد بمدينة جاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. وفي أخبار أبي تمام للصولي: «أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء». في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ أَبو تَمّام - ويكيبيديا