أبدى شمائل جفوة وبعاد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أبدى شمائل جفوة وبعاد لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة أبدى شمائل جفوة وبعاد لـ ابن قلاقس

أبدى شمائلَ جفوةٍ وبِعادِ

خِلٌّ عهدْناهُ أخا إسعادِ

وأطاعَ سُلطانَ الهوى ولطالما

أعيا نُهاهُ مكائدَ الحُسّادِ

وازورّ منه جانبٌ وتقلّصتْ

تلك الظلالُ وجفّ ذاك الوادي

وتكدرتْ تلك المناهلُ بعدما

صفتِ المياهُ بها على الإيراد

عفّى رسومَ مودةٍ قد شادها

قِدْماً برأي نُهًى وفرطِ سَدادِ

وا رحمتاه لواثقٍ بودادكم

خجِلٍ أضلّ مناهجَ الإرشادِ

ظنّ الزمانُ بمخلصٍ في ودّه

سمْجاً فضنّ وجاءَ بالمُعتادِ

عجباً لذاك البشْرِ عادَ تجهّماً

ومن المُحالِ نتائجُ الأضدادِ

أهملتُ حفظُكمُ مَعيني قانعاً

بتحمّلٍ بين العشيرةِ بادِ

فجبهتموني بالقبيح مِلالةً

هذا جزاءُ المُكثرِ المتمادي

ليستْ بأوّلِ وقفةٍ مذمومةٍ

خابتْ لديها صفقةُ الأمجادِ

ما كنتُ أولَ من تكلّفَ عِشرةً

تَسْبي برونقها نُهى المرْتادِ

دعوى التصابي في الأنامِ كثيرةً

لكنّ صدقَ الودّ في آحادِ

ما كنتُ بالزَيْف الرديّ وإنما

قلّتْ فديتُك خِبرةُ النُقّادِ

لا تُكرِهَنّ على المودةِ إنها

ليستْ تجودُ لعاشقٍ بقيادِ

هي شيمةٌ منه احتوتْ متغرِّباً

وصبَتْ لمؤثرِ هجرةٍ وبِعادِ

بدرٌ تجلّى للكُسوفِ وطالما

جلّى دياجي كلِّ خطب عادِ

وسراجُ هَدْيٍ كنتُ آنسُ قربَه

فخَبا سناهُ بعدما إيقادِ

شِمْتُ اعتزامُك بارقاً ومهنّداً

ذُخْراً ليومِ جَدا ويومِ جِلادِ

فانهلّ ذاك وما ظفِرْتُ ببَلّةٍ

منه لأشهرَ ذا عليّ أعادي

قلبي جَنى يا غادرين فما لكمْ

عذبتُمُ جَفْني بطول سُهادِ

أتنوحُ ورقاءُ الحَمام وإلفُها

يشدو بفرع أراكِها المُنآدِ

يبكي وما يطوي الضلوعَ على جوى

حُرَقٍ تلظّى في صميمِ فؤادي

وألوذُ بالصبرِ الجميلِ ولم أفُزْ

من عذْبِ خالصِ ودِّكُم بِبرَادِ

لا قرّ طرفي بالوصالِ ولا دَنا

بدُنوّ داركُمُ إليّ مُرادي

إن صنتُ دمعَ العينِ بعد عظيم ما

لاقيتُ من فَجْعي بأهلِ وِدادي

شرح ومعاني كلمات قصيدة أبدى شمائل جفوة وبعاد

قصيدة أبدى شمائل جفوة وبعاد لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي