أبعد أن صنع البين الذي صنعا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أبعد أن صنع البين الذي صنعا لـ الصنوبري

اقتباس من قصيدة أبعد أن صنع البين الذي صنعا لـ الصنوبري

أبَعْدَ أَنْ صَنَعَ البينُ الذي صَنَعا

وقطَّع الهجرُ حَبْلَ الوصلِ فانقطعا

أَقبلتَ تحسبُ أَنّ العذلَ ينفعُني

وقد ترى عذلَ مثلي قلَّ ما نفعا

يُسَكِّنُ الشوقَ ريَّا الريحِ إن نَسَمتْ

من الشآم وضوءُ البرقِ إن لمعا

كيف التصبر عمّن لا يزال له

طيفٌ يؤرِّقُ طَرْفي كلَّما هجعا

علامَ لم تنصدعْ يومَ النوى كبدٌ

لو مسَّ ما مَسَّها ثهلانَ لانصدعا

ها قد أَسِفتُ لأني لم أَمتْ أسَفاً

ها قد جزعتُ لأني لم أمُتْ جَزعا

ولو تَبينْتَ يومَ البينِ موقفَنا

إذن تجرَّعتَ من كاس الهوى جُرَعا

سألته ردَّ تسليمي فضنَّ به

وملتُ أَلثمُ منه الخدَّ فامتنعا

وكم توقَّفتُ يأساً وارتجعتُ أسىً

فما توقَّفَ عن هجري ولا ارتجعا

أما وَمَن أُبْدعَتْ في الحسن صورتُه

فكلَّ يوم ترى من حُسنِهِ بدَعا

لا زلتُ مدَّرعاً ثوبَ الظلامِ إلى

مَنْ لا يزال بثوبِ المجدِ مُدَّرعا

قلْ للعفاةِ إذا آبت ركائِبُهُمْ

مُقْوَرّةً تتشكَّى الأيْنَ والظَّلعا

إلا وردتمْ بحاراً طالما وَرِدَتْ

أَلا انتجعتمْ جَناباً طالما انْتِجُعَا

هذا أبو القاسمِ الميمونُ طائرُهُ

علا بجدٍّ على العلياءِ وارتفعا

مَنْ كان يُحْمَدُ في جودٍ تَكَلَّفَهُ

فذا على جودِهِ مُذ كانَ قد طُبِعَا

كالبدرِ مُطَّلِعاً والسيفِ منتزعاً

والنجمِ مرتفعاً والسَّيلِ مندفعاً

في كفِّه مُرهفٌ إِن يستمدّ به

يكسو القراطيسَ من ألفاظه خِلعا

تحيَّرُ العينُ في خطٍّ يكاد بأن

يُعشي العيونَ إذا لألاؤهُ سَطَعا

يودُّ كلٌّ أديبٍ ظلَّ يَسْمَعُهُ

ألا يزالَ له ما عاشَ مستمعا

إن البراعةَ أدنى ما وُصِفْتَ به

ولن يسودَ الفتى إِلا إذا برعا

إن تتَّبِعْ جَدَّكَ النُّعمانَ في كرَمٍ

فالناس قد أصبحوا طُرّاً لكمْ تبعا

قد فُقْتَ حاتمَ طيٍّ عندنا كرماً

أجَلْ وفُقْتَ أُويساً عندنا ورعا

وكم تضمُّ أَقاصي الأرض من أُمَمٍ

لولاك لم يجدوا في الأرض مُتسَّعَا

دنا نوالُكَ منهمْ إذ شَسَعْتَ كما

دنا من الأرض نورُ البدرِ إذ شسعا

وما اكتفيتَ بأن أُلْفيتَ مُتّبعاً

في الجود حتى لقد أُلفِيت مُبْتَدعا

هذا جزاءُ الذي أَولَيتَ من حَسَنٍ

وإنما يحصدُ الإنسانُ ما زرَعا

وَثِقْلُ شُكركَ قد أوهي قوايَ فما

أُلْقى به آخرَ الأيام مُضْطلِعا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أبعد أن صنع البين الذي صنعا

قصيدة أبعد أن صنع البين الذي صنعا لـ الصنوبري وعدد أبياتها سبعة و عشرون.

عن الصنوبري

أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الأنطاكي أبو بكر. شاعر اقتصر في أكثر شعره على وصف الرياض والأزهار. وكان ممن يحضر مجالس سيف الدولة تنقل بين حلب ودمشق وجمع الصولي ديوانه في نحو 200ورقه وجمع الشيخ محمد راغب الطباخ ما وجده من شعره في كتاب سماه (الروضيات -ط) صغير. وفي كتاب (الديارات -ط) للشابشتي زيادات على ما في الروضيات[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي