أبعد الشباب المنتضى في الذوائب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أبعد الشباب المنتضى في الذوائب لـ البحتري

اقتباس من قصيدة أبعد الشباب المنتضى في الذوائب لـ البحتري

أَبَعدَ الشَبابِ المُنتَضى في الذَوائِبِ

أُحاوِلُ لُطفَ الوُدِّ عِندَ الكَواعِبِ

وَكانَ بَياضُ الرَأسِ شَخصاً مُذَمَّماً

إِلى كُلِّ بَيضاءِ الحَشا وَالتَرائِبِ

وَما اِنفَكَّ رَسمُ الدارِ حَتّى تَهَلَّلَت

دُموعي وَحَتّى أَكثَرَ اللَومَ صاحِبي

وَقَفنا فَلا الأَطلالُ رَدَّت إِجابَةً

وَلا العَذلُ أَجدى في المَشوقِ المُخاطَبِ

تَمادَت عَقابيلُ الهَوى وَتَطاوَلَت

لَجاجَةُ مَعتوبٍ عَلَيهِ وَعاتِبِ

إِذا قُلتُ قَضَّيتُ الصَبابَةَ رَدَّها

خَيالٌ مُلِمٌّ مِن حَبيبٍ مُجانِبِ

يَجودُ وَقَد ضَنَّ الأُلى شَغَفي بِهِم

وَيَدنو وَقَد شَطَّت دِيارُ الحَبائِبِ

تُرينيكَ أَحلامُ النِيامُ وَبَينَنا

مَفاوِزُ يَستَفرِغنَ جُهدَ الرَكائِبِ

لَبِسنا مِنَ المُعتَزِّ بِاللَهِ نِعمَةً

هِيَ الرَوضُ مَولِيّاً بِغُزرِ السَحائِبِ

أَقامَ قَناةَ الدينِ بَعدَ اِعوِجاجِها

وَأَربى عَلى شَغبِ العَدُوِّ المُشاغِبِ

أَخو الحَزمِ قَد ساسَ الأُمورَ وَهَذَّبَت

بَصيرَتَهُ فيها صُروفُ النَوائِبِ

وَمُعتَصِمِيُّ العَزمِ يَأوي بِرَأيِهِ

إِلى سَنَنٍ مِن مُحكَماتِ التَجارِبِ

تُفَضِّلُهُ آيُ الكِتابِ وَيَنتَهي

إِلَيهِ تُراثُ الغُلبِ مِن آلِ غالِبِ

تَوَلَّتهُ أَسرارُ الصُدورِ وَأَقبَلَت

إِلَيهِ القُلوبُ مِن مُحِبٍّ وَراغِبِ

وَرُدَّت وَما كانَت تُرَدُّ بِعَدلِهِ

ظُلاماتُ قَومٍ مُظلِماتِ المَطالِبِ

إِمامُ هُدىً عَمَّ البَرِيَّةَ عَدلُهُ

فَأَضحى لَدَيهِ آمِناً كُلُّ راهِبِ

تَدارَكَ بَعدَ اللَهِ أَنفُسَ مَعشَرٍ

أَطَلَّت عَلى حَتمٍ مِنَ المَوتِ واجِبِ

وَقالَ لَعاً لِلعاثِرينَ وَقَد رَأى

وُثوبَ رِجالٍ فَرَّطوا في العَواقِبِ

تَجافى لَهُم عَنها وَلَو كانَ غَيرُهُ

لَعَنَّفَ بِالتَثريبِ إِن لَم يُعاقِبِ

وَهَبتَ عَزيزاتِ النُفوسِ لِمَعشَرِ

يَعُدّونَها أَقصى اللُهى وَالمَواهِبِ

وَلَولا تَلافيكَ الخِلافَةَ لَاِنبَرَت

لَها هِمَمُ الغاوينَ مِن كُلِّ جانِبِ

إِذاً لَاِدَّعاها الأَبعَدونَ وَلَاِرتَقَت

إِلَيها أَمانِيُّ الظُنونِ الكَواذِبِ

زَمانَ تَهاوى الناسُ في لَيلِ فِتنَةٍ

رَبوضِ النَواحي مُدلَهِمِّ الغَياهِبِ

دَعاكَ بَنو العَبّاسِ ثَمَّ فَأَسرَعَت

إِجابَةُ مُستَولٍ عَلى المُلكِ غالِبِ

وَهَزّوكَ لِلأَمرِ الجَليلِ فَلَم تَكُن

ضَعيفَ القُوى فيهِ كَليلَ المَضارِبِ

فَما زِلتَ حَتّى أَذعَنَ الشَرقُ عَنوَةً

وَدانَت عَلى صُغرٍ أَعالي المَغارِبِ

جُيوشٌ مَلَأنَ الأَرضَ حَتّى تَرَكنَها

وَما في أَقاصيها مَفَرُّ لِهارِبِ

مَدَدنَ وَراءَ الكَوكَبِيِّ عَجاجَةً

أَرَتهُ نَهاراً طالِعاتِ الكَواكِبِ

وَزَعزَعنَ دُنباوَندَ مِن كُلِّ وُجهَةٍ

وَكانَ وَقوراً مُطمَئِنَّ الجَوانِبِ

وَقَد أَفِنَ الصَفّارُ حَتّى تَطَلَّعَت

إِلَيهِ المَنايا في القَنا وَالقَواضِبِ

حَنَوتَ عَلَيهِ بَعدَ أَن أَشرَفَ الرَدى

عَلى نَفسِ مُزوَرٍّ عَنِ الحَقِّ ناكِبِ

تَأَتَّيتَهُ حَتّى تَبَيَّنَ رُشدَهُ

وَحَتّى اِكتَفى بِالكُتبِ دونَ الكَتائِبِ

بِلُطفِ تَأَتٍّ مِنكَ ما زالَ ضامِناً

لَنا طاعَةَ العاصي وَسِلمَ المُحارِبِ

فَعادَ حُساماً عَن وَلِيِّكَ ذَبُّهُ

وَحَدَّ سِنانٍ في عَدُوِّكَ ناشِبِ

بَقيتَ أَميرَ المُؤمِنينَ مُؤَمَّلاً

لِغَفرِ الخَطايا وَاصطِناعِ الرَغائِبِ

وَمُلّيتَ عَبدَ اللَهِ مِن ذي تَطَوُّلٍ

كَريمِ السَجايا هِبرِزِيِّ الضَرائِبِ

شَبيهُكَ في كُلِّ الأُمورِ وَلَن تَرى

شَبيهَكَ إِلّا جامِعاً لِلمَناقِبِ

أُؤَمِّلُ جَدواهُ وَأَرجو نَوالَهُ

وَما الآمِلُ الراجي نَداهُ بِخائِبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أبعد الشباب المنتضى في الذوائب

قصيدة أبعد الشباب المنتضى في الذوائب لـ البحتري وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي