أبهى زمان طيب الهواء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أبهى زمان طيب الهواء لـ عبد المحسن الكاظمي

اقتباس من قصيدة أبهى زمان طيب الهواء لـ عبد المحسن الكاظمي

أَبهى زَمان طيب الهَواء

ما لَيسَ بِالصَيف وَلا الشِتاءِ

أَجواؤُهُ ناعِمَةُ الأَرجاء

وَأَرضُه تَهزأُ بِالسَماءِ

يَطلع فيها كلّ ذي بَهاء

من أَغيد رقَّ ومن غَيداءِ

إِذا بَدا منه أَخو ضِياء

جزّت به ناصيَة الظَلماءِ

يَطوفُ في الإصباح وَالإِمساء

في حُلّة سَوداء أَو بيضَاءِ

وَيمزج الصَهباء بالصَهباء

وَيوصِلُ الإِناءَ بالإِناءِ

يَسعى بها لِمعشَرٍ أَكفاء

من كُلِّ ذي مَجدٍ وَذي عَلاءِ

مُنتَظِمينَ في سَما بناء

كَأَنَّهُم كَواكِبُ الجَوزاءِ

فيصبح الهَمُّ كَما الثُكلاء

لَيسَ له نَهجٌ إِلى الأَحشاءِ

وَيَنثَني يلهَج بِالثَناء

كلّ عليل فازَ بالشِفاءِ

تلكَ طلاء أَيّما طلاء

أَلوَت بِهَمّي ولوت عَنائي

طافَت بِها في روضَةٍ غَنّاءِ

أُختُ هِلالٍ وَأَخو ذُكاءِ

كُلٌّ تَمَنّى من جوى البرحاءِ

من أَكبد لوصلها ظماءِ

أَن لو غَفَت من غير ما إِغفاء

واِندمج الظَلامُ في الضِياءِ

لعلّه يبلغ من رَواء

وَيغتدي في مهج رواءِ

كَم أَملٍ خابَ وَكَم رَجاءِ

وَما أَرى من شيمَ الإِباءِ

وَمِن شروط الودّ وَالوَلاء

ما بَينَ أَهل المَجدِ والعَلياءِ

إِن كُنتَ مَع صَحبِكَ في فَناء

وَالشربُ قَد جَرَّ إِلى اِنتِشاءِ

أَن تَستَشير القَوم للإسراء

وَتملك النفس من الأَهواءِ

فَإِنّ ذا من شرف الحَوباء

وَرُبَّما مالَ إِلى شحناءِ

تتبعُ كلّ فعلةٍ شنعاءَ

وَإِن تَشأ تألفه لِلهَناءِ

إِلفاً يُصافيكَ كَما الصَفاء

فَأَحسَنُ الإِخوان ذو إِخاءِ

يمحضُكَ الوُدَّ بِلا رياء

لا يَبرَحَ الأَيام في وَفاءِ

يُرضيكَ في السَرّاء وَالضرّاء

إِن كانَ هَذا فَهوَ كالعنقاءِ

يا أَيُّها الماتح من صَمّاءِ

ما كُلُّ دَلوٍ عُدَّ في الدِلاءِ

دَعني وَنار الحُبِّ في أَحشائي

ما كُلِّ نارٍ تنطفي بِماءِ

وَشادن مَرَّ مَع الظِباء

يَمرَح في خَميلَةٍ فَيحاءِ

يَعطو كمثل الظبية الأدماء

يَرنو لمثل أَخته حوّاءِ

أَخجَلتُه فَعادَ من خباء

يَقتَطِف الورد وَعين الرائي

أَدنيته فلجّ بالتَنائي

وَراحَ لا يَعبأ بالنِداءِ

حَتّى إِذا اِستُعطِف لادائي

حوّل أذنيه إِلى الإِصغاءِ

فَقُلت هَل لِلعِشقِ مِن دَواء

قال دَواء العشق عين الداءِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أبهى زمان طيب الهواء

قصيدة أبهى زمان طيب الهواء لـ عبد المحسن الكاظمي وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن عبد المحسن الكاظمي

عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم. من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد. ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً. ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان. قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.[١]

تعريف عبد المحسن الكاظمي في ويكيبيديا

عبد المحسن بن محمد بن علي الكاظمي (20 أبريل 1871 - 1 مايو 1935) (30 محرم 1288 - 28 محرم 1354) عالم مسلم وشاعر عراقي عاش معظم حياته في مصر. ولد في محلة دهنة في بغداد ونشأ في الكاظمية وإليها ينسب. كان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف. حاول والده أن يدخله التجارة لكنّه لم يَمِل إليها، فتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، واستهواه الأدب فنهل من علومه وحفظ كثيرًا. اتصل بالجمال الدين الأفغاني حين مرّ بالعراق، فطارده العهد الحميدي ففر إلى إيران ومنها إلى عشائر العراق وإمارات الخليج، وللهند ثم إلى مصر، فلاذ بالإمام محمد عبده الذي رحّب به، وأغدق عليه فأقام في مصر في كنفه، ولمّا توفي الإمام، ضافت به الأحوال وأصيب بمرض يقال أذهب بعض بصره، فانزوى في منزله في مصر الجديدة في القاهرة حتى توفّي. تميّز بخصب قريحته وسرعة بديهته وذوق رفيع سليم وألفاظ عذبة رنّانة، وكان يقول الشعر ارتجلاً وتبلغ مرتجلاته الخمسين بيتًا وحتى المئة أحيانًا. يلقب بـأبو المكارم و شاعر العرب ويعد من فحول الشعراء العرب في العصر الحديث. ضاع كثير من مؤلفاته وأشعاره أثناء فراره من مؤلفاته ديوان الكاظمي في جزآن صدرته ابنته رباب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي