أبو حمزة الخراساني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبو حمزة الخراساني

تعريف وتراجم لـ أبو حمزة الخراساني

أَبُو حَمْزَة الْخُرَاسَانِي وَكَانَ أَصله من نيسابور من محلّة ملقاباذ صحب مَشَايِخ بَغْدَاد وَهُوَ من أَقْرَان الْجُنَيْد سَافر مَعَ أبي تُرَاب النخشبي وَأبي سعيد الخراز وَهُوَ من أفتى الْمَشَايِخ وأورعهم سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا جَعْفَر الفرغاني يَقُول قَالَ أَبُو حَمْزَة الْخُرَاسَانِي من نصح نَفسه كرمت عَلَيْهِ وَمن تشاغل عَن نصيحتها هَانَتْ عَلَيْهِ وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ سُئِلَ أَبُو حَمْزَة الْخُرَاسَانِي عَن الْأنس فَقَالَ ضيق الصَّدْر عَن معاشرة الْخلق وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ أَبُو حَمْزَة الْخُرَاسَانِي الْغَرِيب المستوحش من الإلف وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ أَبُو حَمْزَة الْخُرَاسَانِي من استشعر ذكر الْمَوْت حبب إِلَيْهِ كل بَاقٍ وبغض إِلَيْهِ كل فان وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ أَبُو حَمْزَة الْخُرَاسَانِي الْعَارِف يخَاف زَوَال مَا أعْطى والخائف يخَاف نزُول مَا وعد والعارف يدافع عيشه يَوْمًا ليَوْم وَيَأْخُذ عيشه يَوْمًا ليَوْم وَبِهَذَا الْإِسْنَاد سُئِلَ أَبُو حَمْزَة الْخُرَاسَانِي عَن الصُّوفِي فَقَالَ من صفى من كل درن فَلم يبْق فِيهِ وسخ المخالفات بِحَال

سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس يَقُول سَمِعت أَبَا جَعْفَر الفرغاني يَقُول قَالَ أَبُو حَمْزَة من استوحش من نَفسه أنس قلبه بموافقة مَوْلَاهُ وَبِهَذَا الْإِسْنَاد سَمِعت أَبَا حَمْزَة وَقد سَأَلَهُ رجل فَقَالَ أوصني فَقَالَ أَبُو حَمْزَة هيئ زادك للسَّفر الَّذِي بَين يَديك فَكَأَنِّي بك وَأَنت فِي جملَة الراحلين عَن مَنْزِلك وهيئ لنَفسك منزلا تنزل فِيهِ إِذا نزل أهل الصفوة مَنَازِلهمْ لِئَلَّا تبقى متحسرا وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ أَبُو حَمْزَة لبَعض أَصْحَابه خف سطوة الْعدْل وارج رأفة الْفضل وَلَا تأمن من مكره وَإِن أنزلك الْجنان فَفِي الْجنَّة وَقع لأَبِيك آدم مَا وَقع وَقد يقطع بِقوم فِيهَا فَيُقَال لَهُم {كلوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أسلفتم فِي الْأَيَّام الخالية} الحاقه 24 فشغلهم عَنهُ بِالْأَكْلِ وَالشرب وَلَا مكر فَوق هَذَا وَلَا حسرة أعظم مِنْهُ وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ أَبُو حَمْزَة الْخُرَاسَانِي من خصّه الله تَعَالَى بنظرة شَفَقَة فَإِن تِلْكَ النظرة تنزله منَازِل أهل السَّعَادَة وتزينه بِالصّدقِ ظَاهرا وَبَاطنا وَبِهَذَا الْإِسْنَاد سُئِلَ أَبُو حَمْزَة الْخُرَاسَانِي هَل يتفرغ الْمُحب إِلَى شَيْء سوى محبوبه فَقَالَ لَا لِأَنَّهُ بلَاء دَائِم وسرور متقطع وأوجاع مُتَّصِلَة لَا يعرفهَا إِلَّا من بَاشَرَهَا وَأنْشد : (يقاسي المقاسي شجوه دون غَيره ... وكل بلَاء عِنْد لاقيه أوجع) وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ سمع أَبُو حَمْزَة بعض أَصْحَابه وَهُوَ يلوم بعض إخوانه على إِظْهَار وجده وَغَلَبَة الْحَال عَلَيْهِ وَإِظْهَار سره فِي مجْلِس فِيهِ

بعض الأضداد فَقَالَ أَبُو حَمْزَة أقصر يَا أخي فالوجد الْغَالِب يسْقط التَّمْيِيز وَيجْعَل الْأَمَاكِن كلهَا مَكَانا وَاحِدًا والأعيان عينا وَاحِدَة وَلَا لوم لمن غلب عَلَيْهِ وجده فاضطره إِلَى أَن يبديه وَمَا أحسن مَا قَالَ ابْن الرُّومِي (فدع الْمُحب من الْمَلَامَة إِنَّهَا ... بئس الدَّوَاء لموجع مقلاق) (لَا تطفئن جوى بلوم إِنَّه ... كَالرِّيحِ يغري النَّار بالإحراق) طبقات الصوفية - لأبو عبد الرحمن السلمي.

 

عمدة الواصلين الشيخ أبو حمزة الخراساني، المتوفى سنة تسع وثلاثمائة. كان شيخاً كبيراً له شأن عظيم في التوكل وكعب شامخ في التجرد. أصله من نيسابور، نزل بغداد وصحب مشايخ العراق، ثم سافر إلى الحجاز برفاقة أبي تراب النَّخشبي وأبي سعيد الخراز وكان من أفتى المشايخ وأورعهم. ذكره الشعراني وفي "نفحات" الجامي أنه مات سنة تسعين ومائتين والله أعلم. سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي