أبى العلم إلا أن يضر بنا العلم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أبى العلم إلا أن يضر بنا العلم لـ فؤاد بليبل

اقتباس من قصيدة أبى العلم إلا أن يضر بنا العلم لـ فؤاد بليبل

أَبى العِلمُ إِلّا أَن يَضُرَّ بِنا العِلمُ

فَأَعذَبُهُ مُرٌّ وَبَلسَمُهُ سُمُّ

تَنازَعَهُ ضِدّانِ عادٍ وَعادِلٌ

فَذاكَ بِهِ يَهوى وَهَذا بِهِ يَسمو

وَلِلعِلمِ فَاِعلَم شَوكُهُ وَزُهورُهُ

فَأَزهارُهُ تَذوي وَأَشواكُهُ تَنمو

فَما رَقَّ حَتّى عادَ فَاِزدادَ غِلظَةً

وَهَل يُؤمَنُ الرامي وَفي يَدِهِ سَهمُ

أَيَخفِضُ ما أَعلى وَيَهدِمُ ما بَنى

إِذاً فَبِناءُ العِلمِ كانَ بِهِ الهَدمُ

أَطاحَ بِهِ مِن عالَمِ الشَرِّ طائِحٌ

فَلا عَدلُهُ عَدلٌ وَلا حَزمُهُ حَزمُ

وَسَخَّرَهُ الإِنسانُ لِلظُلمِ وَالأَذى

فَأَشقاهُ وَالإِنسانُ شيمَتُهُ الظُلمُ

أَغارَ بِهِ وَحشاً نَهيماً عَلى الوَرى

وَغايَتُهُ التَخريبُ وَالفَتكُ وَالرَجمُ

عَلى الماءِ مِنهُ ماخِرٌ يَقذِفُ الرَدى

إِذا ثارَ مادَ البَرُّ وَاِضطرَبَ اليَمُّ

تَهابُ تَنانينُ البِحارِ اِقتِرابَهُ

هُوَ الحوتُ إِلّا أَنَّ مَأكَلَهُ الفَحمُ

وَفي الماءِ قَنّاصٌ مِنَ الصُلبِ كامِنٌ

بِهِ المَوتُ لا يُحصي فَرائِسَهُ رَقمُ

قَذائِفُهُ نارُ الجَحيمِ إِذا رَمى

بِها الفُلكَ دَوّى الرَعدُ وَاِستَحكَمَ الوَجمُ

وَإِمّا تَصَدّى لِلبَوارِجِ صائِلاً

تَطايَرَتِ الهاماتُ وَاِنتَثَرَ اللَحمُ

قَريعٌ مِنَ الجِنِّ اِلتَقى بِقَريعِهِ

وَقَرمٌ مِنَ الغَيلانِ نازَلَهُ قَرمُ

وَفي الأَرضِ مِنهُ حاصِدٌ يَحصُدُ الوَرى

مَناجِلُهُ النيرانُ وَالأَسهُمُ الصُمُّ

يَخُبُّ بِدَبّاباتِهِ فَكَأَنَّها

مِنَ الدُهمِ إِذ لَم تُنجِ رُكّابَها الدُهمُ

مَطايا مِنَ الفولاذِ لا تَعرِفُ الوَجى

تَسيرُ وَيَعدُو إِثرَها النَهبُ وَالغُرمُ

وَنارٌ مِنَ البارودِ أَجَّ شُواظُها

مَواقِدُها الأَشلاءُ وَاللَحمُ وَالعَظمُ

وَعَمَّ الخِصامُ الأَرضَ حَتّى بُطونَها

فَتَحتَ الثَرى خَصم وَفَوقَ الثَرى خَصمُ

وَفي كُلِّ صقعٍ صاعِقٌ مِن دَمارِهِ

يُدَوّي كَقَصفِ الرَعدِ مِدفَعُهُ الضَخمُ

وَفي الجَوِّ مِنهُ طائِرٌ يُمطِرُ اللَظى

إِذا اِنقَضَّ سادَ الرُعبُ وَاِنتَشَرَ الهَمُّ

لَهُ أَجنُحٌ مِن خالِصِ الصُلبِ رُكِّبَت

عَلى هَيكَلٍ قَد حارَ في أَمرِهِ الفَهمُ

يَكادُ يُجاري الريحَ عِندَ اِنطِلاقِها

وَيَبلُغُ حَتّى النَجمَ لَو شاقَهُ النَجمُ

إِذا ما أَرادَ الضُرَّ كانَ جَسيمَهُ

وَإِن هُوَ رامَ النَقعَ عَمَّ بِهِ النُعمُ

جَحيمٌ مِنَ الأَهوالِ زُجَّ بِهِ الوَرى

فَمَن لَم يَنَلهُ السَيفُ أَودى بِهِ اللَغمُ

وَبَحرٌ مِنَ الوَيلاتِ يَزخَرُ بِالدِما

وَيَمخُرُ فيهِ الشَرُّ وَالشَرَهُ الجَمُّ

فَظائِعُ يَصلى الأَبرِياءُ بِنارِها

وَيَعجزُ عَن تِبيانِها النَثرُ وَالنَظمُ

فَكَم طِفلَةٍ تَبكي أَباها وَقَد قَضى

بَعيداً عَنِ الأَوطانِ لَيسَ لَهُ جُرمُ

وَكَم زَوجَةٍ سَكرى العُيونِ حَزينَةٍ

تَوَزَّعَها التَرميلُ وَالثُكلُ وَالسقمُ

وَكَم غادَةٍ حَسناءَ تَبكي خَطيبَها

وَكَم مِن رَضيعٍ عَضَّهُ البُؤسُ وَاليُتمُ

فَقُل لِعُداةِ السَلمِ رِفقاً بِعَهدِهِ

فَما عَهدُهُ إِلّا التَسامُحُ وَالحِلمُ

إِذا ما جَعَلتُم عِلمَكُم وَنُبوغَكُم

شَقاءً فَلا كانَ النُبوغُ وَلا العِلمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أبى العلم إلا أن يضر بنا العلم

قصيدة أبى العلم إلا أن يضر بنا العلم لـ فؤاد بليبل وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن فؤاد بليبل

فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل. أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان، تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م. ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي