أبى الله إلا أن تكون لك العقبى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أبى الله إلا أن تكون لك العقبى لـ محمد بن عثيمين

اقتباس من قصيدة أبى الله إلا أن تكون لك العقبى لـ محمد بن عثيمين

أَبى اللَهُ إِلّا أَن تَكونَ لَكَ العُقبى

سَتَملِكُ شَرقَ الأرضِ بِاللَهِ وَالغَربا

أَرادَ بِكَ الأَعداءُ ما اللُ دافِعٌ

كَفا كَهُمُ لَمّا رَضيتَ بهِ رَبّا

هُمُ بَدَّلوا نُعماكَ كَفراً وَبَوَّءوا

نُفوسَهُم دارَ البوارِ فَما أَغبى

بُغاثٌ تَصدَّت لِلصُّقورِ سَفاهَةً

فَأَضحَت جُزافاً في مَخالِبِها نَهبا

أَرادوا شِقاقَ المُسلِمينَ شَقاوَةً

فَصَبَّ الشَقا رَبّي عَلى أَهلِهِ صَبّا

هُمُ أَضرَموا ناراً فَكانوا وَقودَها

وَهُم جَرَّدوا سَيفاً فَكانوا بِهِ خَدبا

دَعاهُم إِلى الأَمرِ الرَشيدِ إِمامُهُم

وَقالَ هَلُمّوا لِلكِتابِ وَلِلعُتبى

وَما كانَ مِن وَهنٍ وَلكِن تَحَنُّناً

عَلَيهِم رجا أَن تَمحو التَوبَةُ الذَنبا

وَما كانَ بِالنَزقِ العَجولِ وَإِنَّما

يُدَبِّرُهُم تَدبيرَ مَن طَبَّ مَن حَبّا

فَلَمَّا أَبَوا إِلّا الشِقاقَ وَأَصبَحوا

عَلى شيعَةِ الإِسلامِ في زَعمِهِم إِلبا

تاهُم سَليلُ الغابِ يَصرُفُ نابُهُ

زَماجِرُهُ قَبلَ اللِقا تُرعِبُ القَلبا

لَهُ هِمَمٌ لا تَنتَهي دونَ قَصدِهِ

وَلَو كانَ ما يُبقيهِ في نَفسِهِ صَعبا

بِجَيشٍ يَسوقُ الطَيرَ وَالوَحشَ زَجرُهُ

فَلَم تَرَ وَكراً عامِراً لا وَلا سِرباً

وَجُردٍ عَلَيها كُلُّ أَغلَبَ باسِلٍ

إِذا ما دُعي في مَعرَكٍ لِلقَنا لَبّى

فَعادَ غُبارُ الجَوِّ بِالنَقعِ قاتِماً

تَظُنُّ اِشتِعالَ البيضِ في لَيلِهِ شُهبا

وَأضحَوا هَدايا لِلسِّباعِ تَنوشُهُم

تَنوبُهُمُ يَوماً وَتَعتادُهُم غِبّا

وَراحَتِ لِطَيرِ الجَوِّ عيشي وَنَقِّري

وَنادي وُحوشاً في مَكامِنِها سُغبا

وَلَو لَم يُكَفكِف خَيلَهُ عَن شَريدِهِم

لَم آبَ مِنهُم مُخبِرٌ خَبَّ أَو دَبّا

فَقُل لِلبُغاةِ المُستَحِلّينَ جَهرَةً

دِماءَ بَني الإِسلامِ تَبّاً لَكُم تَبّا

نَبَذتُم كِتابَ اللَهِ حينَ دُعيتُمُ

إِلَيهِ وَقُلتُم بِالكِتابَينِ لا نَعبا

وَقَلَّدتُمُ أَشقاكُمُ أَمرَ دينِكُم

فَأَصبَحتُمُ عَن شِرعَةِ المُصطَفى نُكبا

نَعَم ثَبَّتَ اللَهُ الذينَ تَبَوَّءوا

مِنَ الدينِ وَالإيمانِ مَنزِلَةً رَحبا

هُمُ حَفِظوا العَهدَ الذي خُنتُمُ به

فَكانوا لِأَهلِ الدينِ مُذ هاجَروا صَحبا

وَهُم صَدَقوا اللَهَ العُهودَ وَآمَنوا

إِمامَهُمُ صِدقاً فَلا لا وَلا كِذبا

إِمامَ الهُدى إِنَّ العَدُوَّ إِذا رَأى

لَهُ فُرصَةً في الدَهرِ يَنزو لَها وَثبا

وَمَن أَلجَأَتهُ لِلصَّداقَةِ عِلَّةٌ

يَكُن سَلمَهُ مِن بَعدِ عِلَّتها حَربا

فَعاقِب وَعاتِب كُلَّ شَخصٍ بِذَنبِهِ

فَلَولا العُقوباتُ اِستَخَفَّ الوَرى الذَنبا

وَقَد رَتَّبَ اللَهُ الحُدودَ لِتَنتَهي

مَخافَتُها عَمّا بِهِ يُغضِبُ الرَبّا

إِذا أَنتَ جازَيتَ المُسيءَ بِفِعلِهِ

فَلا حَرجٌ فيما أَتَيتَ وَلا ذَنبا

فَمَن سَلَّ سَيفَ البَغيِ فَاِجعَلهُ نُسكَهُ

وَمَن شَبَّ ناراً فَاِرمِهِ وَسطَ ما شَبّا

بِذا يَستَقيمُ الأَمرُ شَرعاً وَحِكمَةً

وَيَنزَجِرُ الباغي إِذا هَمَّ أَو هَبّا

وَمَن تابَ مِنهُم فَاِعفُ عَنهُ تَفَضُّلاً

فَحَسبُهُمُ ما قَد لَقوا مِنكُمُ حَسبا

فَقَد حَمدوا في بَعضِ ما قَد مَضى لَهُم

فَإِن رَجَعوا فَالعَودُ لِلذَّنبِ قَد جَبّا

فَرُبَّ كَبيرِ الذَنبِ في جَنبِ عَفوِكُم

صَغيرٌ وَلكِن إِن هُمُ طَلَبوا العُتبى

وَمِثلُكَ لَم تُقرَع لِتَنبيهِهِ العَصا

عَرَفتَ نَصيحَ القَلبِ مِنهُمُ وَمَن خَبّا

وَأَذكى صَلاةٍ مَع سَلامٍ عَلى الذي

نَرى سُؤلَهُ مِنّا المَوَدَّةَ في القُربى

شرح ومعاني كلمات قصيدة أبى الله إلا أن تكون لك العقبى

قصيدة أبى الله إلا أن تكون لك العقبى لـ محمد بن عثيمين وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن محمد بن عثيمين

محمد بن عبد الله بن عثيمين. شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم) ، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض) ، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي. وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين) ، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.[١]

تعريف محمد بن عثيمين في ويكيبيديا

محمد بن صالح العُثيمين «الوهيبي التميمي» «أبو عبد الله» (9 مارس 1929 - 11 يناير 2001). عالم فقيه ومفسّر، إمام وخطيب وأستاذ جامعي، عضو في هيئة كبار العلماء ومدّرس للعلوم الشرعية وداعية سعودي من مواليد عنيزة في منطقة القصيم. قرأ القرآن الكريم على جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ؛ فحفظه ثم اتجه إلى طلب العلم وتعلم الخط والحساب وبعض فنون الآداب.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمد بن عثيمين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي