أبى زمني مذ شبت ألا تعوجا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أبى زمني مذ شبت ألا تعوجا لـ أبو الحسن التهامي

اقتباس من قصيدة أبى زمني مذ شبت ألا تعوجا لـ أبو الحسن التهامي

أَبى زَمَني مَذ شِبتُ أَلّا تَعَوُّجا

وَأَهل وِدادي فيهِ أَلّا تبهرُجا

كَأَن لَم يَشِب فيهِ سِوايَ وَلَم يَكُن

عِذاري وَرَأسي حالك اللَون أَدعَجا

وَلَم أَكُ كالخَطّي أَو غصن بانَةٍ

كَساها بِها فَصل الرَبيع وَدَبَّجا

بِنوّار نَورٍ يَطَّبي أَعيُن المَها

وَيَفتن ذا الأَلباب بِالشَكل وَالشَجا

سَقى مَعهَداً كُنّا بِهِ زَمَن الصِبا

مقربة سَحاً وَهاداً وَأَمرَجا

وَعَهدي بِهِ قَبلَ افتراق فَريقنا

وَأَنداؤُهُ كالبَحرِ لَمّا تَموَّجا

بِأَقيال قَحطان وَأساد عامِر

وَفُرسان كَلب كالوَشيج الموشَّجا

خَفاف إِذا اِستَصرَختُهُم عَن جِنايَة

إِلى النَقع لا يَلوون عَنها تعرجا

يَمدون بِالخُطِّ الذَوابِل أَيدياً

مَعودة طَعن الكميِّ المدجَّجا

عَلى كُلِّ خَنذيذٍ طِمَرِّ نخاله

إِذا مزعت يَوم الكَريهة أَعوَجا

يَعفُّونَ عَن أَسلاب مَن رام حربهم

وَيَقتَسِموا الأَرواح قَسماً مَلهوجا

أَسائلتي عَن مَشهَدٍ جَلَّ ذِكرِهِ

قَضى كُلَّ نَيل أَو ذِمامٍ فَأَثلَجا

أَتَتنا كِلابٌ في تَميم وَتَغلِب

وَأَحيا نميراً وَالقشيريَّ عَرفَجاء

يؤمهم عطّاف يَطلُب ثأرُهُ

فَأَوردهم وَرداً وَبيّا موهَّجا

سَقاهُم حياض المَوت بدر عَلى ظَماً

بِهندِيَّة تَفري الحَديد المنسَّجا

إِذا أَغمَدَت عَن مَعشَر عاد مِنهُما

وَإِن جرِّدَت في جَحفَل عاد منفجا

بِأَيدي كِرامٍ مِن ذَؤابة طيىء

وَبحتر مَع رَهط الوَليد وَدعلجا

يؤمهم البَدر الفَتى ابن رَبيعة

وَقَد صَمَّمَ الرمح الأَصم وَأَرهَجا

عَلى هَيكَلٍ وَردٍ كَأقطم تَلَّةٍ

سَليم الشَظا لا ذي نَساءٍ وَلا وَجا

يُنادي كِلاباً وَالقَبائِل كُلها

وَهُم سامِعوه مفصحاً ما تلجلجا

أَنا ابن الَّذي لا يَخمِد الدَهر ناره

ولا أَوقَدت إِلّا لِتَهدي إِلى النَجا

إِلى راسِيات ما تَنام طُهاتُها

وَمقراة نُبلٍ ما تَغِب المودَّجا

ملكنا جَميع الأَرض مِن بَعدِ جُرهم

وَكانَ لَنا مِن غار فيها وَهملجا

وَجاءُوا إِلَينا يَطلُبون ذِمامَنا

مِنَ الشَرقِ وَالغَربِ المُمَنَّعِ وَالنَجا

فَنَحنُ رؤوسٌ وَالخَلائِقُ كُلَّها

لَنا تبعٌ إِلّا النَبيَّ المُتَوَّجا

وَأَبناؤُهُ مِن فاطِم وَعَليّة

أَئمتنا الهادونَ أَوضَح مَنهَجا

وَكَرَّ عَلَيهِم كَرَّة حميرية

أَبادهمُ بالسَيفِ طراً فَأَزعَجا

فَكُنّا كَبازيِّ هَوى نَحوَ دَردَقٍ

مِنَ الطَير مُنقضٍ فَكُلٌ تَثَبَّجا

وَخَلَّفهم بِالقاعِ صَرعى تنوشهم

وَحوش الفَيافي ما لَهُم مِنهُ مُلتَجا

وَأَشبَع ذِئباً جائِعاً مِن جُسومِهِم

وَضَبعاً وَنِسراً قَشعَمياً وَزَمَّجا

حَكَمَت عَلَيهم بَدر أَعدَل حاكِم

بِقَتلِكَ مِن زَمَّ المَطيّ وَأَسرَجا

جَعلتَ رَحا الحَربِ العَوان عَلَيهِم

تَدور فَما في القَومِ مِن فيهِ مُرتَجى

مَلأت بروج الحَربِ مِنهُم مع الرُبى

فَلَستَ تَرى إِلّا قَتيلاً مُضَرَّجا

وَأَلحَقت مِنَ أَلفَيتَ مِنهُم نَزاهَة

كَتائِب رَوعٍ أَلحَقَتهُم بِمَن نَجا

فَمَن كانَ حلي السَيف مِنهُم مآبَهُ

كَأنّ حَليَّ السَيفَ قُلباً وَدُملجا

فَيَلبِس مَصبوغ الغَواني وَيَبتَغي

مِنَ التِبر خَلخال يَروق مدملجا

أَبا النِجمِ يا بَدِر الدُجى ابن رَبيعَة

ليهنك فَتح في الكِلابينَ أَفلَجا

فَما بَعدَ هَذا الحَرب لِلحَربِ عَودة

فَمَن عادَ عُدناهُ إِلى الحيِّ أَعرَجا

إِلَيكَ رَماها الصدق مِن قَبل مادِحٍ

غَدافية يَضحى بِها الشعر مدرجا

إِذا أَنشَدَت في نادِ قَومٍ تَضَوَّعَت

بيومهم نَدّاً وَفاحَت بنفسَجا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أبى زمني مذ شبت ألا تعوجا

قصيدة أبى زمني مذ شبت ألا تعوجا لـ أبو الحسن التهامي وعدد أبياتها أربعون.

عن أبو الحسن التهامي

أبو الحسن التهامي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي