أبيت المجد لا ملت انهداما
أبيات قصيدة أبيت المجد لا ملت انهداما لـ جعفر الحلي النجفي

أَبيت المَجد لا ملت اِنهِداما
فَقَد فارقتَ رُكنَك وَالدعاما
فَكَم مَرَّت لَيالٍ فيكَ بيضٌ
بِبشر المُصطَفى تَزهو اِبتِساما
أَحجُّ إِلَيك مَسروراً كَأَني
أَحجُّ الكَعبة البَيت الحَراما
إِذا عزم الوداع أَبو عليٍّ
أَلا فاقرأ عَلى الدُنيا السَلاما
تَقيٌّ نَدفَع النَكبات فيهِ
وَنَستسقي بغرَّته الغماما
فَكَم هوَ في نَهار الحَرِّ صاما
وَكَم هوَ في لَيال القرِّ قاما
وَكُنت بِهِ أَعُدُّ العام يَوماً
فَحين مَضى أَعُدُّ اليَوم عاما
برغمي أن مَضيتَ أَبا عليٍّ
وَكُنتَ مِن الخطوب لَنا عِصاما
وَما ضاءَت بِكَ الأَيّامُ حَتّى
أَحلْتَ ضِياءَها فَدجت ظَلاما
رقدتَ وَقَد تَركت لَنا عُيوناً
بِحقك أَقسمت أَن لا تَناما
وَددنا إِذ شَكَوت السقم أَنا
بصحتنا نُعاوضُك السقاما
لَقد عقل السقامُ لِسانَ حرٍّ
بِغَير الذكر لَم يُطِلِ الكَلاما
وَألوى المَوت مِنكَ يَمينَ جُودٍ
تُباري الغَيث سَحّاً وَانسِجاما
وَغَمَّضتِ المَنيةُ مِنكَ عَيناً
غَضيض الطَرف ما نَظرت حَراما
أَلا لا تبعدنَّ أَبا عليٍّ
وَلا لاقَت مَحاسنُك الرِغاما
عَلامَ تَرَكت أَيتامَ البَرايا
أَلَست أَبا الأَرامل وَاليَتامى
فَكَم عارٍ كَسَوت وَكَم أَسير
فَكَكتَ وَكَم تَكفّلت الأَيامى
وَتَسهَر للعفاة وَهُم نِيامٌ
وَكَم مِن ساهرٍ يَرعى النِياما
فَقبل سؤالهم تَهب العَطايا
وَقبل سلامهم تُفشي السَلاما
وَرمتَ بِهم رضا الباري فَطوبى
لِنفسك إِنَّها رَأَت المَراما
لَكَ البُشرى نَزلت عَلى إمامٍ
يحامي جارَه عَن أَن يُضاما
وَفدت عَلى النَبيِّ بِغَير رَيبٍ
وَذُقت مِن الرَحيق العَذب جاما
وَكُنت بِوُلْدِهِ براً رَؤوفاً
تَرى إسعافَهم فَرضاً لِزاما
تعاهدهم يَمينك بِالعَطايا
وَتَكشف عَنهُمُ الكُرَبَ العِظاما
سِهام الدَهر ترجعها إِلَيهِ
طَوايشَ حينَ يَرشقُهم سِهاما
فَيا أَهليه صَبراً وَاحتِساباً
وَللأجر اِكتِساباً وَاغتِناما
وَمَن يَصبر فَلَم يَحرم ثَوابا
وَمَن يَجزَع فَلَم يَدفَع حِماما
إِذا ما المُصطَفى أَودى فَهَذا
عليٌّ بَعده بِالأَمر قاما
وَما أَوفى عَلى العشرين حَتّى
رَقى مِن غارب العَليا السَناما
فَتى صَقلته أيمانُ المَعالي
فَكانَ بِكفِّها السَيفَ الحُساما
وَإِن غابَت لَكُم شَمسٌ فَهَذا
سُليمانٌ بَدا بَدراً تَماما
كَريمٌ أَريحيُّ النَفس مِنهُ
يَرنِّحُ لَحنُ سائله القواما
إِذا لم يَهمَ عامَ المَحلِ غَيثٌ
غَدَت بِالجُود راحَتُه تهامى
فَما قَيسُ بنُ عاصم وَابنُ طيٍّ
وَما معْنٌ وَإِن كانوا كِراما
طَريق المَجد أَوضحُ كُلِّ شَيء
وَأَبصارُ الوَرى عَنهُ تَعامى
وَلَيسَ سِوى سليمانٍ رَئيس
لَهُ ألقت يَدُ العَليا زِماما
وَإِن قَصد الرَجاءُ أَبا سَعيد
فَمن كَفيه بَرقَ السَعد شاما
يسهِّد طَرفَه لَيلاً إِذا ما
سِواه غَفى عَن الأُخرى وَناما
وَأَحمَد محسن لَلوَفد كُلٌّ
تَراه في بَني العَليا إماما
رَأَيتُهم أَعفَّ الناس نَفساً
وَأسخاهُم وَأحفظهم ذِماما
بَني حسن وَكَم لَكُم أَيادٍ
عَلى الإِسلام قَد كانَت جساما
لَكم شَهد المصلَّى إِذ بنيتُم
لِعابرة السَبيل بِهِ مَقاما
لِزوّار الأَئمة قَد تركتم
لَكُم أَثراً فيا دمتم وَداما
وَكانَ الحَق أَن يَدعو إِلَيكُم
بِخَيرٍ كُلُّ مَن صَلَّى وَصاما
لَكُم مَجدٌ عَريقُ الأَصل سامٍ
عَلى عذباته النسران حاما
تَفوح طباعُكُم أَرجاً وَطيباً
كَأَن هبوبَها نَشرُ الخزامى
وَلَم يُنكر شَذاكُم غَيرُ أَنفٍ
شَكى مِن نتن صاحبه زكاما
خُذوها وَاقبلوا عُذري فَقَلبي
بِهِ أَذكَت رزيَّتُكم ضراما
لَقَد نَثرت مَدامعيَ اللئالي
مذاباتٍ فَلم أُطِقِ النِظاما
شرح ومعاني كلمات قصيدة أبيت المجد لا ملت انهداما
قصيدة أبيت المجد لا ملت انهداما لـ جعفر الحلي النجفي وعدد أبياتها تسعة و أربعون.