أبي الحسن علي بن إبراهيم الحصري

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبي الحسن علي بن إبراهيم الحصري

تعريف وتراجم لـ أبي الحسن علي بن إبراهيم الحصري

الحصري وَهُوَ أبي الْحسن عَليّ بن إِبْرَاهِيم

بَصرِي الأَصْل سكن بَغْدَاد وَكَانَ شيخ الْعرَاق ولسانها لم نر فِيمَن رَأينَا من الْمَشَايِخ أتم حَالا مِنْهُ وَلَا أحسن لِسَانا مِنْهُ وَلَا أَعلَى كلَاما

كَانَ أوحد الْمَشَايِخ ولسان الْوَقْت وَكَانَ أوحد فِي طَرِيقَته من أجل الْمَشَايِخ وأظرفهم وألطفهم لَهُ لِسَان فِي التَّوْحِيد يخْتَص هُوَ بِهِ ومقام فِي التفريد والتجريد مُسلم لَهُ لم يُشَارِكهُ فِيهِ أحد بعده

وَهُوَ أستاذ الْعِرَاقِيّين وَبِه تأدب من تأدب مِنْهُم صحب أَبَا بكر الشبلي وَغَيره من الْمَشَايِخ مَاتَ بِبَغْدَاد فِي يَوْم الْجُمُعَة فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسبعين وثلاثمائة

سَمِعت عبد الْوَاحِد بن بكر يَقُول سَمِعت عَليّ بن إِبْرَاهِيم يَقُول الصُّوفِي لَا ينزعج فِي انزعاجه وَلَا يقر فِي قراره

سَمِعت الشَّيْخ أَبَا الْحسن الحصري يَقُول آدم فِي مَحَله كَانَ محلا للعلل فخوطب على حسب الْعِلَل {إِن لَك أَلا تجوع فِيهَا وَلَا تعرى} طه 118 وَإِلَّا فَمَا مقَام الْمُجَاورَة مِمَّا يُؤثر فِيهِ الْجُوع والعري

وسمعته يَقُول علمنَا الَّذِي نَحن فِيهِ يُوجب إِنْكَار كل مَعْلُوم مرسوم ومحو كل مَعْلُوم مَعْلُول وَمَا بَان شَيْء فيمتحى

وسمعته يَقُول لَا أحد أقل قدرا مِمَّن يشْتَغل بالفضائل فَيقدم ذَا وَيُؤَخر ذَا فِي الدُّنْيَا يكون نَاسا بناس مَعَ نَاس وَفِي الْآخِرَة {وَلكم فِيهَا مَا تشْتَهي أَنفسكُم} فصلت 32 من المطاعم والمشارب والمناكح لَيْت الْجنَّة على قفا أَهلهَا لَعَلَّنَا إِذا نجونا مِنْهَا وَمن طالبيها تفرغنا إِلَى مُشَاهدَة من أكرمنا بمعرفته وبدأنا بأنواع مباره بل لَو عَرفْنَاهُ مَا شَهِدنَا سواهُ

وسمعته فِي الْجَامِع يَقُول دَعونِي وبلائي هاتوا مَا لكم ألستم من أَوْلَاد آدم الَّذِي خلقه الله بِيَدِهِ وَنفخ فِيهِ من روحه وأسجد لَهُ مَلَائكَته ثمَّ أمره بِأَمْر فخالفه إِذا كَانَ أول الدن درديا كَيفَ يكون آخِره

قَالَ وسمعته يَقُول من ادّعى فِي شَيْء من الْحَقِيقَة كَذبته شَوَاهِد كشف الْبَرَاهِين

سَمِعت أَبَا نصر عبد الله بن عَليّ الطوسي يَقُول سَمِعت الحصري يَقُول نظرت فِي كل ذِي ذل فَزَاد ذلي على ذلهم وَنظرت فِي عز كل ذِي عز فَزَاد عزي عزهم ثمَّ قَرَأَ {من كَانَ يُرِيد الْعِزَّة فَللَّه الْعِزَّة جَمِيعًا} فاطر 10

سَمِعت أَبَا الْفرج الورثاني يَقُول سَمِعت الحصري يَقُول الصُّوفِي الَّذِي لَا يُوجد بعد عَدمه وَلَا يعْدم بعد وجوده

قَالَ سمعته يَقُول الصُّوفِي وجده وجوده وَصِفَاته حجابه

قَالَ وسمعته يَقُول الصُّوفِي إِن وصف جحد وَإِن تجلى كشف

قَالَ وَقَالَ الحصري الْخَوْف من الله عِلّة وحجاب لِأَنَّهُ إِذا كَانَ خوفي مِنْهُ لَا يزِيل مُرَاده فِي ورجائي لَا يوصلني إِلَى مرادي مِنْهُ فقد تعطل عِنْدِي حكم الْخَوْف والرجاء للمتحققين وَأما أَرْبَاب الرسوم والعلوم فَعَلَيْهِم وَاجِب الْتِزَام الْأَدَب

قَالَ وَسمعت الحصري يَقُول ربط الْكل بالحدود وَقطع طَرِيق الْحق عَن الْكل فَلَا ترى إِلَّا وَاقِفًا مَعَ نَفسه أَو مَعَ رسمه لبينونة الْقدَم إِن لم يلْحقهُ شَيْء من الْحَوَادِث إِذا زفرت جَهَنَّم زفرَة فَإِن الْكل يَقُول نَفسِي نَفسِي وَالْأَجَل الْأَدْنَى يرجع إِلَى حد الشَّفَقَة فَيَقُول أمتِي أمتِي فَلَا يبْقى فِي أحد نفس بِلَا عِلّة فَيَقُول رَبِّي رَبِّي ليعلم أَن مَحل الْحَوَادِث لَا يَخْلُو عَن الْعِلَل

قَالَ وَقَالَ الحصري كنت زَمَانا إِذا قَرَأت الْقُرْآن لَا أستعيذ من الشَّيْطَان وَأَقُول من الشَّيْطَان حَتَّى يحضر كَلَام الْحق عز وَجل

سَمِعت عبد الله بن عَليّ يَقُول سُئِلَ الحصري هَل يحتشم الْمُحب أَو يفزع فَقَالَ الْحبّ اسْتِهْلَاك لَا يبْقى مَعَه صفة وَأَنْشَأَ يَقُول

(قَالَت لقد سؤتنا فِي غير مَنْفَعَة ... بقرعك الْبَاب والحجاب مَا هجعوا)

(مَاذَا يريبك فِي الظلماء تطرقنا ... قلت الصبابة هَاجَتْ ذَاك والطمع)

(قَالَت لعمري لقد خاطرت ذَا جزع ... حَتَّى وثلت فَهَلا عاقك الْجزع)

(فَقلت مَا هُوَ إِلَّا الْقَتْل أَو ظفر ... بِمَا يَزُول بِهِ عَن مهجتي الْهَلَع)

سَمِعت أَبَا نصر الطوسي يَقُول سَمِعت الحصري يَقُول فِي مَجْلِسه هُوَ أعز من أَن يعز على سواهُ وأعز من أَن يذل لَهُ غَيره وأعز من أَن يذل لغيره بل هُوَ أذلّ مَا لَهُ لما لَهُ وعزز مَا لَهُ على مَا لَهُ وَلَيْسَ لمن أعز معنى عز بِهِ وَلَا لمن أذلّ معنى ذل بِهِ بل هُوَ أظهر الْجَمِيع ورسم بِأَنَّهُم عزوا وذلوا وَذَلِكَ هُوَ الْعِزّ الَّذِي لَا يرام

سَمِعت عبد الْوَاحِد بن بكر يَقُول سَمِعت الحصري يَقُول ضَاقَتْ على أوقاتي وأنفاسي فلست أستروح إِلَّا أَن تذكر أنفاس جرت مني بأنس الْبسط بصفاء الود مصونة عَن شوب الأكدار وَأنْشد هَذَا الْبَيْت

(إِن دهرا يلف شملي بسلمى ... لزمان يهم بِالْإِحْسَانِ)

طبقات الصوفية - لأبي عبد الرحمن السلمي.

 

أبي الْحَسَنِ عَلِي بْن إِبْرَاهِيم الحصري البصري سكن بغداد عجيب الحال واللسان شيخ وقته ينتمي إِلَى الشبلي مَات ببغداد سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة قَالَ الحصري: النَّاس يقولون الحصري لا يَقُول بالنوافل وعلى أوراد من حال الشباب لو تركت ركعة لعوتبت، وَقَالَ: من ادعى فِي شَيْء من الحقيقة كذبته شواهد كشف البراهين.

الرسالة القشيرية.   لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي