أبي السعود بن محمد الحلبي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبي السعود بن محمد الحلبي

تعريف وتراجم لـ أبي السعود بن محمد الحلبي

أَبُو السُّعُود بن مُحَمَّد الْحلَبِي الْمَعْرُوف بالكوراني الأديب الشَّاعِر الْفَائِق كَانَ لطيف الطَّبْع جيد الفكرة وَله محاضرة رائقة ومفاكهة فائقة مَعَ حَدَاثَة سنه وطراوة عوده وشعره عَلَيْهِ طلاوة وَفِيه عذوبة وقفت لَهُ على قصيدة غرا فريده زهراً ومطلعها

(أجل إِنَّهَا الآرام شيمتها الْغدر ... فَلَا هجرها ذَنْب وَلَا وَصلهَا عذر) 

(ففر سالما من ورطة الْحبّ واتعظ ... بحالي فَإِن الْحبّ أيسره عسر)

(وقدها جنى فِي الأيك صدح مغرد ... بِهِ حلت الأشجان وارتحل الصَّبْر) 

(يذكرنِي تِلْكَ اللَّيَالِي الَّتِي انْقَضتْ ... بلذة عَيْش لم يشب حلوه مر)

(سقيت ليَالِي الْوَصْل مزن غمامة ... فقد كَانَ عيشي فِي ذراك هُوَ الْعُمر) 

(فكم قد نعمنا فِيك مَعَ كل أغيد ... رَقِيق الْحَوَاشِي دون مبسمه الزهر)

(لقد خطّ ياقوت الْجمال بخده ... جداول من مسك صحيفتها الدّرّ) 

(وَروض بِهِ جر الْغَمَام ذيوله ... فَخر لَهُ وجدا على رَأسه النَّهر)

(وَقد أرقص الأغصان تغريد ورقه ... وأضحك ثغر الزهر لما بَكَى الْقطر) 

(وَضاع بِهِ نشر الخزامى فعطرت ... نسيم الصِّبَا مِنْهُ وَيَا حبذا الْعطر) 

(بَدَائِع من حسن البديع كَأَنَّهَا ... إِذا مَا بَدَت أَوْصَاف سيدنَا الغر)

وَمن مقاطيعه قَوْله

(كَأَنَّمَا الْوَجْه وَالْخَال الْكَرِيم بِهِ ... مَعَ العذار الَّذِي اسودت غدائره) 

(بَيت الْعَتِيق الَّذِي فِي رُكْنه حجر ... قد أسبلت من أعاليه ستائره)

وَله غير ذَلِك وَكَانَت وَفَاته بحلب سنة سِتّ وَخمسين وَألف وَأَبوهُ مُحَمَّد شَاعِر مثله حسن السبك دَقِيق الملاحظة وَلَقَد سَأَلت عَن وَفَاته كثير من الحلبيين فَلم أظفر بهَا فَلهَذَا لم أفرده فِي هَذَا الْكتاب بترجمة وذكرته هُنَا رَغْبَة فِي تطريز هَذَا التَّارِيخ بِشعرِهِ وَمَا أوردهُ لَهُ قد ذكر غالبه البديعي وَلم يوفه فِي تَرْجَمته حَقه فَمَا أوردهُ لَهُ قَوْله

(بدر أدَار على النُّجُوم براحة ... شمسا فنارت فِي كؤوس رحيقه) 

(شمس إِذا طلعت كَانَ وميضها ... برق تلألأ عِنْد لمع بريقه)

(يسقى وَإِن عزت عَلَيْهِ ورام أَن ... يشفى لداء محبه وحريقه) 

(فيديرها من مقلتيه وَتارَة ... من وجنتيه وَتارَة من رِيقه)

وَقَوله

(عجبت لما أبداه وَجه معذبي ... من الْحسن كالسحر الْحَلَال وأسحر) 

(بوجنته ياقوت نَار توقدت ... عَلَيْهَا عذار كالزمرد أَخْضَر)

وَقَوله مضمناً

(مليك جمال أنبت الْعِزّ خَدّه ... نباتاً لَهُ كل المحاسن تنْسب) 

(فكررت لثم الخد مِنْهُ لطيبه ... وكل مَكَان ينْبت الْعِزّ طيب)

وَقَوله

(ومهفهف لدن القوام وَوَجهه ... قمر تقمص بالعذار الْأَخْضَر)

(فتق العذار بخده فَكَأَنَّمَا ... فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر)

ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي