أبي بكر بن أحمد بن علاء الدين البهرامبادي الدمشقي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبي بكر بن أحمد بن علاء الدين البهرامبادي الدمشقي

تعريف وتراجم لـ أبي بكر بن أحمد بن علاء الدين البهرامبادي الدمشقي

الأديب أَبُو بكر بن أَحْمد بن عَلَاء الدّين بن مُحَمَّد بن عمر بن نَاصِر الدّين بن عَليّ البهرامبادي الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الْجَوْهَرِي الأديب الشَّاعِر المطبوع أحد المجيدين فِي صناعَة الشّعْر نَشأ بِدِمَشْق وَكَانَ أَبوهُ مَاتَ وَهُوَ صَغِير فتعاني الإشتغال بالعلوم وَقَرَأَ على مَشَايِخ عصره مِنْهُم الْحسن البوريني أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَتردد إِلَى مصر كثير للتِّجَارَة وَأخذ عَن علمائها وَكتب كثيرا بِخَطِّهِ وَحفظ وروى وَكَانَ حصل مَالا كثيرا من مِيرَاث آل إِلَيْهِ فصدمه الزَّمَان فِيهِ حَتَّى أتْلفه وَكَانَ ينظم الشّعْر الفصيح وَجمع لَهُ ديوانا رَأَيْته وانتخبت مِنْهُ هَذَا الْقدر الَّذِي أوردته وَمن أحْسنه أبياته الْمَشْهُورَة وفيهَا التَّفْرِيع وَهِي

(وَمَا أم أفراخ تمزقن بالفلا ... بسطوة نسر كاسر بالمخالب) 

(وَقد منعت من أَن تراهن واغتدت ... تنوح وتبكي من صروف النوائب) 

(بأوجع مني عِنْد وَشك رحيلنا ... وحث المطايا فِي الْعلَا بالحبائب) 

وَله من قصيدة عَارض بهَا قصيدة الْملك الأمجد بهْرَام شاه الأيوبي الَّتِي مطْلعهَا 

(عهد الصِّبَا ومعاهد الأحباب ... درست كَمَا درست رسوم كتابي)

 وأبياته هَذِه 

(أَمن النَّوَى أم فرقة الأحباب ... هطلت دموعك مثل هطل سَحَاب) 

(وَلَقَد وقفت على الربوع مسائلاً ... يَوْمًا فَلم تسمح برد جَوَاب) 

(عَن جيرةٍ كَانُوا بهَا فَأَجَابَنِي ... هام يناغي ناعقات غراب) 

(سفها رَجَوْت بِأَن أرد ليالياً ... سلفت لنا أَيَّام عصر شَبَابِي)

(فأسلت دمع الْعين من آماقها ... فَجرى كودق الْعَارِض السكاب) 

(وَذكرت أَيَّام الشَّبَاب وملعبي ... بَين القباب وَمجمع الأتراب) 

(ومقامنا بالأجرعين وبالنقا ... مثوى الحبائب زَيْنَب ورباب) 

(فَأجَاب نطق الْحَال عَنْهُم معرباً ... والعمر قد ولى بِحَثِّ ركاب) 

(تبغي دنو الدَّار بعد بعادها ... هَيْهَات أَن ترتد بعد ذهَاب)

وَمن مقاطيعه قَوْله 

(خيالك فِي عَيْني يلوح وَكلما ... ذكرتك دمع الْعين يجْرِي على الخد) 

(وَمَا كَانَ ظَنِّي بالتفرق بَيْننَا ... إِذا حكم الْمولى فَمَا حِيلَة العَبْد)

وَقَوله أَيْضا (إِن الْغَرِيب إِذا تذكر أَهله ... فاضت مدامعه من الآماق) 

(لعب الغرام بِقَلْبِه فغدا على ... الجدران يشكو كَثْرَة الأشواق)

وَقَوله (يَا منزلا بفراديس الشآم سقى ... ربى مغانيك هطال يروّيها) 

(فلي بمنزلك السَّامِي أَخُو ثِقَة ... فدته روحي من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا)

وَذكره الخفاجي فِي كِتَابه فَقَالَ فِي حَقه شَاعِر عذب الْكَلِمَات حسن الذَّات والسمات عرائس أفكاره صباح وجوهري نفثاته صِحَاح ورد إِلَى مصر مرتدياً حلل الشَّبَاب المطرزة بطراز املحاسن والآداب وَقد سلم لدهره فِي التِّجَارَة نقد عمره 

(إِذا كَانَ رَأس المَال عمرك فاحترس ... عَلَيْهِ من الْإِنْفَاق فِي غير وَاجِب)

وَأنْشد لَهُ فِي رَقِيب اسْمه عَمْرو ومليح يهواه اسْمه دَاوُد قَوْله

(أفدي غزالاً لَهُ خَال بوجنته ... مَعَ عَارض شبه وَاو الْعَطف مَمْدُود) 

(كَأَنَّمَا الْخَال فَوق الخد يَحْرُسهُ ... حذار سَرقَة عمروٍ وأو دَاوُد)

وَمِمَّا قلته فِي معنى مَا قَالَه

(وحاسد يرسم فِي صحفه ... فضلى ويخفي الذّكر إِذْ يطرا) 

(فاسمى لَدَيْهِ وَاو عَمْرو لذا ... تكْتب فِي الْخط وَلَا تقْرَأ)

وَأَصله قَول أبي نواس

(أَيهَا الْمُدَّعِي سليما سفاهاً ... لست مِنْهَا وَلَا قلامة ظفر) 

(إِنَّمَا أَنْت من سليم كواو ... ألحقت فِي الهجاء ظلما بِعَمْرو)

وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ من أحاسن زَمَانه وَكَانَت وِلَادَته فِي غرَّة شهر ربيع الأول سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة وَتُوفِّي بعد الثَّلَاثِينَ وَألف بِقَلِيل فِيمَا أَظن وَبَنُو الْجَوْهَرِي هَؤُلَاءِ بَيت كَبِير بِدِمَشْق خرج مِنْهُ خلق من النجباء وَكَانَ جدهم الْأَعْلَى على فِي بداية أمره صدر عِنْد أحد مُلُوك الْعَجم والصدر عبارَة عَن قَاضِي الْعَسْكَر وَكَانَ جليل الشَّأْن عليّ الْقدر ثمَّ إِنَّه رمى المنصب وَانْقطع إِلَى الله تَعَالَى مشتغلاً بِالْعبَادَة فِي زَاوِيَة بهْرَام آباد قَرْيَة من قرى أصفهان إِلَى أَن توفّي وَأول من ورد مِنْهُم إِلَى دمشق مُحَمَّد نَاصِر الدّين ابْن عَليّ الْمَذْكُور وَكَانَ قدومه إِلَيْهَا فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ صحب مَعَه جَوَاهِر ومعادن فَمن ثمَّ اشْتهر الْبَيْت كُله بِبَيْت الْجَوْهَرِي وَفِي دمشق محلّة بِالْقربِ من البيمارستان النوري تسمى محلّة حجر الذَّهَب سكها وَعمر بهَا بُيُوتًا كَثِيرَة وتناسلت ذُريَّته إِلَى عَلَاء الدّين جدّ أبي بكر فَنَشَأَ عَلَاء الدّين هَذَا فِي نعْمَة طائلة وتزوّج بابنة الْمولى بدر الدّين حسن بن حسام التبريزي وَيُقَال لَهُ الْجَوْهَرِي أَيْضا الْمَشْهُور فِي دمشق وَهُوَ الَّذِي صنع القمارى الثَّلَاث العظيمات الَّتِي فَوق محراب الْحَنَفِيَّة بمقصورة الْجَامِع الْأمَوِي وَلما دخل السُّلْطَان سليم إِلَى الشَّام استقبله الْجَوْهَرِي الْمَذْكُور وَكَانَت لَهُ عِنْده الرّفْعَة التَّامَّة وللحسن الْمَذْكُور بيُوت بِدِمَشْق وعمارات لَطِيفَة وَمَسْجِد بِالْقربِ من البيمارستان النوري عَلَيْهِ أوقاف دارة وجدت فِي بعض المجاميع أَن الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الْمولى عبد الرَّحْمَن الجامي ورد دمشق حَاجا فأنزله الْحسن الْمَذْكُور فِي بَيت وأكرمه وَأحمد وَالِد أبي بكر هَذَا من بنت الْحسن الْمَذْكُور وَكَانَ صَاحب كرامات ومكاشفات وأحوال باهرة وَكَانَ موسوماً بِعلم الكيميا فِيمَا يُقَال رَحمَه الله تَعَالَى وَالله تَعَالَى أعلم.

ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي