أتاك العيد مبتسم المبادي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أتاك العيد مبتسم المبادي لـ كاظم الأزري

اقتباس من قصيدة أتاك العيد مبتسم المبادي لـ كاظم الأزري

أتاك العيد مبتسم المبادي

كبسام الرياض من الغوادي

يداعب بعضه بعضا فيزهو

كأن العيد يهزأ بالأعادي

وفيه الكون مبيض الحواشي

وفيك العز مرفوع العماد

ضربت من الجميل له طريقا

ومن بيت المفاخر منك نادي

فحفتك البشائر منه حتى

أضاءت من أشعتها البوادي

فمهلاً أحمد الأفعال مهلاً

فقد تاب الزمان من العناد

وأمسى كالعدوّ بقيد ذلّ

وألقى الدهر فاضلة القياد

فإن قطع الزمان فأنت وصل

وأن ضل الزمان فأنت هاد

وإن أخفت حوادثه بزعم

بيوت الأكرمين فأنت باد

فدس بالأخمصين رقاب قوم

تصدت للعلى من غير زاد

وبيضٍ لو ضربت بها ثبيراً

تزلزل جانباه إلى الوهاد

وشوس لا تكعكعها المنايا

تمج الموت من صم صعاد

تطير بها عوابس ضابحات

من القبّ المطهمة الجياد

بها الأرواح تنتهب انتهابا

ويغدو الشمل ان طلعت بدادِ

لأهون للعدى مما تراه

من المجد المؤثّل والأيادي

ومن لم يعشق الحسنى ولكن

طريق المجد صعب والجهاد

ولو كانت بنو الدنيا سواء

لما عرف الصلاح من الفساد

يرى البخلاء أن المال ذخر

وبذل الذخر أذخر للجواد

ورب مولع بالشح حتى

رأى طرق الضلالة كالرشاد

ويهجر بالمكارم وهو أحرى

بذاك الهجر ما بين العباد

يروم بجهله أخماد ذكر

سرى كالبرق مخترق البلاد

فذرهم لا أبالهم يقاسوا

حرارات الضغائن والسهاد

فطرف المجد ساه فيك شوقا

كطرفك فيه ممتنع الرقاد

ملكت المجد والعلياء طفلا

فلا بدع إذا هجر المعادي

تحرك للجميل طباع قوم

غيوث الجود آساد الجلاد

قروم لا يرون الموت ذمّاً

إذا نادى إلى شرف مناد

سيوفهم لها أبداً مجيج

وهن إلى العدى أبداً صواد

على العلياء كم بذلوا نفيساً

وأنفسهم على البيض الحداد

فلو فدت العلى قوماً لكانت

لهم يوم المنية خير فاد

ولا سيما سليمان المعالي

نكال العاديات على الأعادي

فتى روى القنا والسيف حتى

بنى في المجد كالهرمين نادي

من الذكر الخلود له عماد

تشين بحسنها ذات العماد

وكان الناس جسماً وهو روح

وعيناً وهو انسان السواد

مبادي الجود أذهب ما عفاها

وأنت اليوم خاتمة المبادي

ولم يمت الذي يتلوه شهم

يقرب للعلى نهج البعاد

محل المكرمات محل حرّ

عليه الدهر بالأزمات باد

له أيد لفرط العذل يشكو

عليهن الطريف إلى التلاد

وحلم لفظه كالدر ينسى

به قس الزمان وحلم عاد

فيا من أضحت الركبان فيه

إذا سارت تراقصت البوادي

وأمسى الدهر من طرب يغني

كأن القفر عيس وهو حاد

تورك منكب العلياء واصدع

بما تهوى السراة بلا تماد

فإن العيش والأيام تمضي

وحاشا ما تحب إلى النفاد

وما يأتي غد إلا كيوم

عليك مضى وليس بمستعاد

ويبقى للفتى ذكر جميل

إلى يوم التغابن والتناد

ومن لم يحو في الدنيا جميلا

فلن يلقى الجميلة في المعاد

نقدت بني الزمان وكان ظني

مصيبا فيهم قبل انتقادي

فما شاهدت إلا بعض ناس

كنجم والبواقي من جماد

ودونك من قديم الودّ بكراً

تترجم عنه خالصة الوداد

إذا ذكرت علاك تهيم شوقاً

وشوق البكر عن حسن اعتقاد

ومحض الودّ تبرزه القوافي

ولولا ذاك ما عرف انقيادي

محبك حيثما اتجهت ركابي

وضيفك حيث كنت من البلاد

شرح ومعاني كلمات قصيدة أتاك العيد مبتسم المبادي

قصيدة أتاك العيد مبتسم المبادي لـ كاظم الأزري وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن كاظم الأزري

كاظم بن محمد بن مهدي بن مراد الوائلي البغدادي الشهير بالأزري. شاعر فحل، من أهل بغداد، يقال له شاعر أهل البيت. أشهر شعره قصيدة مطلعها: لمن الشمس في قباب قبابها، تزيد على ألف بيت. وله ديوان -ط مرتب على الحروف أكثره مدائح في أهل البيت، وقصيدة من المدائح النبوية خمّسها جابر بن عبد الحسين الربعي الكاظمي، وسماها قرآن الشعر الأكبر - ط.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي