أتذيل دمعك كله إن بانوا
أبيات قصيدة أتذيل دمعك كله إن بانوا لـ أبزون العماني
أتذيلُ دَمعك كُلُّه إن بانوا
صُن بعضَهُ فوراك الأوطانُ
حَقّ الديار كحقِّ من عاشرتَهُم
فيها كذا حكَمت به الفتيانُ
سَلني أقفك على الهوى وشروطهِ
لا عار أن يستسقي الظمآنُ
أُبدي السُلوَّ عو الأحبَّة إن نأوا
عمداً وأنأى منهمُ السلوانُ
غالطتُ عاذلتي بذاك ولم يزَل
لي في مُغالطةِ العواذل شانُ
ومن البليَّةِ انّ كتمانَ الهوى
دأبي وإن اودي بيَ الكتمانُ
ومَلولةٍ ألِفَت فنافعُ بذلها
شرٌ وضائرُ مَنعِها إعلانُ
وقف الجنون على جنان مُحبّها
انّ المجانةَ عندها مجَّانُ
غازلتُها سَحَراً وقلتُ لها اسحري
قد طالما سَحَرَتني الغزلانُ
عِينُ الصَّريم عُيونُهنَّ صوارمٌ
مسلولةٌ أجفانها الأجفانُ
فَخُذي الى ديوان عطفِك وقّعي
يُكتَب لنا من مُقلتيك أمانُ
أمن الحبيب تعلُّلٌ وتعزّزٌ
ومن الرقيب تهدُّدٌ وهوانُ
فتبسَّمَت واستعجلَتها عَبرةٌ
واضاء دُرٌّ واستهلَّ جُمانُ
وقفَت تعضُّ على الوشاة بَنانَها
فاخُطُّ خدّي والدموعُ بَنانُ
تشكو الصَّبابةَ بامتداد تَنَفُّسٍ
تشكو غوائل حرِّه النيرانُ
حَرٌّ لو انَّ المشركين بلوا به
فيما مضى لم تعبدِ الأوثانُ
فكم التصبّرُ والوداع حقيقة
وكم التجلّدُ والفراق عيانُ
وكم امتعاضُ الكاشحينَ من النَّوى
كانوا هُمُ سَبَبُ النوى لا كانوا
وأعِزَّةٍ قد كنتُ دِنتُ بحبّهم
ولذاك سائرهم بحبّي دانوا
كنتُ المُفَدَّى بينهم ولديهم
بحياةِ رأسي كانت الإيمان
فَسَعى الأعادي بالنمائم بيننا
حتى تنافرنا فبنتُ وبانوا
نَأَت المسافةُ والتذكّر حظّهُم
منّي وحظي منهُمُ النسيانُ
دعوى الاخاء على الرجاء كثيرةً
بل في الشدائد تعرف الأخوانُ
الدمعُ وافٍ إن وفوا أو أخلَفوا
والشوقُ راعٍ إن رَعَوا أو خانُوا
مالي على الأيّام إن بخلوا يدٌ
وعلى الزمان اذا نبوا سُلطان
كالموج اثر الموج ليس بفاترٍ
فقدانُ إلفٍ اثرَهُ فقدانُ
ولقد فرى حالي بمخلب ضيمه
ليثٌ خلى عن مثله خفَّانُ
يُبدي الشجاعةَ في اقتناص ذوي النُّهى
وعن اقتناص المقترين جَبانُ
نَزع الغني عنّي ليصدأ شيمتي
عَجَباً له هل يصدأ العِقيانُ
وأهانني والمسكُ طيبُ نسيمِه
يزداد تحت السحق حين يُهان
لمّا حُرِمتُ به الثَّراءَ حَرَمتُهُ
منّي الثناءَ فَعَمَّنا الحرمانُ
أربِح بصفقة تاجرٍ يبتاعني
ولمن سعى في بَيعي الخسرانُ
مثلي يُضَنُّ به ويحمل جاهُه
طوعاً على حَدَقِ العُلى ويُصان
وأنا الذي أضنَتهُ هِمَّةُ نَفسِه
لا الهَمُّ أضناهُ ولا الاحزانُ
عطل المروَّةِ خَانَهُ إمكانُه
إنَّ المروَّة حَليُها الامكانُ
واذا أَحَبَّتني العراقُ فَهَيِّنٌ
عندي إِذا نشزَت عليَّ عمانُ
سَيُعيدُ أيامي كأيّام الصِّبا
حُرٌّ أعَزُّ من الملوك هجانُ
قمراً يُسامرُ فكره تحت الأجى
في المكرمات هجانُ
وينام حين ينام غِبَّ سُهادِه
والمجدُ بين ظلوعه يقضان
أرضى ملوك بني بُوَيه بِنُصحِه
والنجحُ جسمٌ روحُه الايمان
ولو انّ أمر الملك نيطَ بغيره
أبت الاسرَّةُ والتِّيجانُ
بَشَّرتَ آمالي ببشرك انَّه
لكتاب ادراك الغنى عنوانُ
أيّامُ فخر الملك أكثر بهجةً
من أن يقومَ بوصفهنَّ لسانُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة أتذيل دمعك كله إن بانوا
قصيدة أتذيل دمعك كله إن بانوا لـ أبزون العماني وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.
عن أبزون العماني
أبزون بن مهمرد الكراني، أبو علي الكافي العماني. شاعر عماني، اختلف كثيراً في اسمه واسم أبيه، عاش في جبل من جبال عمان، ويقول حاجي خليفة أنه كان يعيش في نزوى. ومن خلال شعره نرى أنه كان يتردد على العراق أحياناً، وفي شعره أيضاً إشارة إلى أيام له أمضاها بجرجرايا، وهي بلدة من أعمال النهروان الأسفل بين واسط وبغداد.[١]
تعريف أبزون العماني في ويكيبيديا
أبزون مهبرد الكافي المجوسي العماني شاعر عاش في سلطنة عمان في القرن 5 الهجري ولا يعرف تحديداً تاريخ مولده أو مكانها. تدل أشعاره أنه كان يتردد على العراق وتحديداً جرجرايا والتي تتبع أعمال النهروان الأسفل بين واسط وبغداد. بعض المصادر تقول أن أبزون اشتغل بالأمور السلطانية وذلك بحكم وجوده في الحامية العسكرية الفارسية التابعة التابعة للدولة البويهية.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ أبزون العماني - ويكيبيديا