أتروم خلا في الوداد صدوقا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أتروم خلا في الوداد صدوقا لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة أتروم خلا في الوداد صدوقا لـ ابن قلاقس

أترومُ خِلاً في الودادِ صَدوقا

حاولتَ أمراً لو علمتَ سحيقا

لا تخدعنّ فربّما تبعَ الفَتى

ظنّاً يضِلُّ وجانَبَ التّحْقيقا

ولقد يروعُكَ ما يروقَكَ بهجةً

كالسيفِ راعَ سُطًى وراقَ بَريقا

ولربّما شامَ الصدى صواعقاً

تسطو عليه فخالَهُنّ بُروقا

وتشابُهُ الأضدادِ يوهِمُ ناظراً

ولو استبانَهُمُ أرْوهُ فُروقا

وبنو الزمان وإن صَفوا لكَ ظاهراً

يوماً طوو لكَ باطناً ممذُوقا

دوحٌ يمرُّ لك الجنا أثمارَهُ

ولقد تمرُّ به الرياحُ وريقا

فاعلق بأطراف الودادِ فإنه

منْ دافعَ الأمواجَ ماتَ غريقا

وإذا انتهى الإخلاصُ أوجبَ ضدَّهُ

أنّ التجمُّعَ ينتجُ التفريقا

واصبِرْ لتقليبِ الزمانِ فربّما

أحمَدْتَ عندَ الحَلْبةِ التعْريفا

وإذا صديقُكَ لم يكنْ لك مُنصِفاً

فاجعلْ نكاحَ ودادِه التطْليقا

ومن البليّةِ أنّ قلبَكَ موثَقٌ

بإخاءِ ذي قلبٍ أقامَ طَليقا

يَثْني فؤاداً من ودادِكَ مُخْفِفا

ويَشيمُ سيفَ قُوىً عليك خَفوقا

هبّت على روضِ الصفاءِ سمومَه

فذوَتْ نضارتُهُ وكان أنيقا

وغدا شُجاعَ سُطىً فقلت مخادعاً

رفقاً عليّ فقد لقيتَ فَروقا

فاستنْهَضَتْهُ يدُ الصؤولِ وما دَرى

أني وجدتُ الى النجاةِ طَريقا

أسفاً عليه كيفَ مدّ بنانَهُ

وهو الأريبُ يحاولُ العيّوقا

هلا تجنّبَ مسْلَكاً لو حلّهُ

صرفُ الزمانِ لحلّ منه مَضيقا

متَقابلُ الطرَفينِ فرعاً في النّدى

نُضْراً وأصلاً في الكِرامِ عَريقا

خبثْت به ريحُ المكائدِ فانتحَتْ

من جانبَيْهِ في الروايةِ نِيقا

حتى متى أزداد في إنصافِه

برّاً لهُ ويزيدُ فيّ عَقوقا

وأبيحُهُ مني صفاءَ مودّةٍ

فيُبيحُني من ودِّه ترْنيقا

عتباً أبا العباسِ شمْتُ حُسامَهُ

عَضْباً رقيقَ الشفْرَتين ذَليقا

أنبيتني عن مَنْ عَميمُ نوالِه

يستغرقُ المحرومُ والمرْزوقا

وعلى خيانتك الوفاءَ لأنّني

ما زلتُ في حبلِ الهوى مَوثوقا

لا فَلّ سهمُ منكَ أرهفَ حدَّهُ

صرفُ الزمانِ فرامَ فيّ مُروقا

ما زالَ يمنحُنا مُدامَ قريضِه

حتّى حسِبْناهُ لهُ راووقا

وهو الرحيقُ وإنّني لَمُصَحِّفٌ

لو قلتُ تحقيقاً لقلت حَريقا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أتروم خلا في الوداد صدوقا

قصيدة أتروم خلا في الوداد صدوقا لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي