أترى الطير في الشجر
أبيات قصيدة أترى الطير في الشجر لـ طانيوس عبده

أترى الطيرَ في الشجر
ملَّ من صيحة البشر
فأوى يرقب السحر
إنه أطبق الجفون
وعلى غصنه استقر
أم ترى راعه الشفق
حينما احمرَّ وانبثق
فاختبا منه بالورق
وأوى حصنه الحصين
آمنا طارق العبر
هو ذا الليل قد هجم
بظلام قد ادلهمّ
فتمعنت بالظلم
فإذا للدجى عيون
راقها مثلنا السهر
من لآلٍ تقنعت
بغيوم تقشعت
عن نجومٍ تطلعت
فدرت سرنا المصون
ما بدا منه واستتر
قمرٌ يصدع الدجى
وشهابٌ تبلجا
ونسيم تأرجا
وحنين إِلى السكون
وندى فوقنا قطر
ليلة ما أسرها
قمري كان سرها
هوَّن الحبُّ حرها
وهو في جنبهِ يهون
فالهوى ناره احرَّ
حسبنا من صفائها
نظرةٌ في سمائها
قد جننا بهائها
وجنون الهوى فنون
والهوى كله خطر
تحت صفصافة نيام
لا بغاءً ولا حرام
فلما عالم الغمام
كثرت منهم الظنون
وبدت غيرة القمر
يختبي من ورا الغيوم
كامناً لي مع النجوم
فإذا انصف الظلوم
هبّ من ذلك الكمين
وباصحابهِ ظهر
خلِّ يا سيدي الشهاب
فهو في كاسنا حُباب
واسقنيها بلا حساب
إنما العقل بالجنون
وهي كم أرشدت فكر
واحنيي إِلى هواك
وارتياحي إِلى لقاك
جعلت مهجتي فداك
لا تخف رقبَةَ
واغتنم غفلة القدر
وائتلفنا كفرقدين
واهتدينا بنيرين
فسكرنا بمسكرين
وذكرنا ما ينشدون
فاز بالوصل من صبر
هوذا آية السحر
قد محت آية القمر
هوذا الورق في الشجر
قد تناغت على الغصون
وروت ذلك الخبر
شرح ومعاني كلمات قصيدة أترى الطير في الشجر
قصيدة أترى الطير في الشجر لـ طانيوس عبده وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.
عن طانيوس عبده
طانيوس بن متري عبده. من كبار مترجمي القصص الروائية عن الفرنسية، ترجم منها عدداً لم يتفق لكاتب عربي سواه أن نشر مثله. وله نظم كثير، جمعه في (ديوان) طبع الجزء الأول منه، والثاني لا يزال مخطوطاً. ولد في بيروت، ومال إلى الموسيقى فعمل ملحناً في فرقة تمثيلية، وانتقل إلى الإسكندرية، فأصدر جريدة (فصل الخطاب) سنة 1896م، ثم اشترك في تحرير الأهرام، فالبصير، وأصدر مجلة (الراوي) ولما أعلن الدستور العثماني عاد إلى بيروت، فأقام إلى ما بعد الحرب العامة الأولى، ورجع إلى مصر فكان من محرري جريدة الأهرام بالقاهرة، وأفشى أسراراً للماسونية، فقيل: حاول مجهولون قتله، وسافر إلى بيروت مستشفياً، فتوفي فيها، وكان سريع الترجمة، يتصرف بالأصل المنقول عنه، زيادة واختصارا، وفي ديباجته طلاوة خلص بها نثره وأكثر شعره من التعمل. من قصصه المترجمة (البؤساء -ط) ، و (عشاق فينيسيا -ط) ، و (مروضة الأسود -ط) ، و (جاسوسة الكردينال -ط) ، و (عشاق فينسيا -ط) سبعة عشر جزءاً، و (الساحر العظيم -ط) ، وغير ذلك وهو كثير.[١]
تعريف طانيوس عبده في ويكيبيديا
طانيوس أفندي عبده (1869م-1926م) أديب وصحفي وروائي ومترجم لبناني، من رعيل مثقفي التنوير الأوائل، أنشأ في الإسكندرية صحيفة فصل الخطاب، وأصدر سلسلة الروايات القصصية فظهر منها أربعون عددا، وأصدر جريدة الشرق اليومية ومجلة الراوي الأسبوعية، وله مجموعة كبيرة من الروايات المؤلفة والمترجمة.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ طانيوس عبده - ويكيبيديا